-
في محاربة التهميش.. فرقة سودانية ترفع صوتها من خلال الموسيقى
تعاني أوساط شعبية (البجا) في شرق السودان من التهميش في جبال البحر الأحمر يمتهنون الرعي كما أن لهم امتدادات في كل من مصر وإريتريا.
عانوا تمييزاً وحرماناً من حكومات السودان المتعاقبة خصوصاً إبان حكم عمر البشير الذي استمر ثلاثة عقود قبل الإطاحة به في العام 2019 بعد احتجاجات شعبية استمرت أشهرا عدة، وذلك على الرغم من أنهم يقطنون منطقة غنية بالموارد.
مواني البحر الأحمر هي الرئة الاقتصادية للسودان التي تمر عبرها كل تجارة السودان وهي إلى ذلك المنفذ الذي يتم بواسطة تصدير نفط جنوب السودان إلى الخارج.
هذه المعاناة أخرجت نور الدين جابر مع آلته الفريدة المكونة من نصف غيتار ونصف دف، ليعزف مع فرقته ألحان وإيقاعات شعوب شرق السودان المهمشة التي يريد أن ينقل صوتها للعالم من خلال موسيقاه.
وكل تدريب بالنسبة لجابر البالغ من العمر 47 عاما هو بمنزلة حلم يتحقق مع فرقته المكونة من عازفي غيتار وساكسفون وعازفي إيقاع بالدف والطبلة.
في أوائل التسعينيات، وجد نوري بالقرب من ساحات الخردة في بورتسودان عنق جيتار محفوظ جيدا، وهو أداة غير مألوفة في هذه الأجزاء.
حصل في وقت لاحق على دف عتيق من السبعينيات، وهي آلة تقليدية من أربعة أوتار يعزف عليها في جميع أنحاء المنطقة، من قبل والده، باستخدام أسلوبه الخاص في اللحام والضبط، مزج نوري الاثنين وأنجب غيتار تامبو مكهرب، وهو الهجين الوحيد من نوعه في الوجود.
ويقول جابر المعروف بــ نوري وسط أفراد فرقة دروبا التي تعني بلغة البجا المحلية "فرقة الجبال"، "أبناء البجا مهمشون يالسودان ويسعون لعمل أي شيء من أجل تغيير وضعهم".
ويضيف: "الموسيقى لها دور بارز في تقوية وتعزيز وتسليط الضوء على قضيتهم، ونحن نسعى إلى إيصال صوتهم عن طريق الموسيقى".
ويتحدر جابر من قبيلة بجاوية في مدينة بورتسودان على ساحل البحر الأحمر التي بستهلم موسيقاه من ألحانها التراثية التي تعزف تقليدياً على الدفوف والطبول.
آنذاك، كان عمر نوري/جابر 18 عاماً مدفوعاً بقضية شغوفة للحفاظ على موسيقى البجا (التي تُلفظ بي-جاه). وثقافة البجا غير معروفة – لأسباب متعمدة للغاية.
أرضهم في شرق السودان على البحر الأحمر مباركة ولعنة مع رواسب ضخمة من الذهب، بيعت إلى حد كبير لشركات أجنبية. غضت الحكومات السودانية المتعاقبة الطرف عن دعوات البجا للاعتراف بالثروة الملغومة في أراضيها والوصول إليها.
بعد تشكيل فرقته في عام 2006، أدخل آلات جديدة وتوزيعاً موسيقياً جديداً لتحديث ألحان البجا. وفي أثناء التدريب، يقود الفرقة وهو يعزف على آلة مهجنة صنعها بنفسه من دفّ خاص بوالده وعنق غينار كهربائي.
وينتمي أفراد فرقته إلي مجموعات إثنية من مناطق مختلفة في السودان المتعدد الأعراق يقول بعضهم أن التعرف إلى موسيقى البجا وثقافتهم المغيبة استغرق منهم سنوات.
ويقول عازف الطبول محمد عبد العظيم "ظلت ثقافة المركز العربي هي المهيمنة والقبائل الأخرى مغيبة، ونحن نحاول إظهار تنوعنا".
ويشير جابر إلى أن موسيقيي البجا جابهوا قيوداً على مدى عقود. ويروي "اعتدنا على إيقاف عروضنا بذريعة عدم وجود تصاريح عكس عروض الموسيقى العربية".
ويقول عازف الباص غيتار عبد الحليم آدم الذي تعود جذوره إلى قبيلة الفولاني في دارفور، الانتماء إلى الفرقة حالة عاطفية خاصة.
ويعيش إقليم دارفور منذ العام 2003 في حالة اضطراب بعد أن حملت مجموعات تنتمي الي أقليات إفريقية السلاح ضد حكومة البشير والميليشيات العربية الموالية لها. وقتل من جرّاءِ النزاع قرابة 300 ألف شخص وتهجّر ما يزيد عن 2ـ5 مليون من أبناء دارفور من منازلهم، وفق الأمم المتحدة.
اقرأ المزيد: احتفالية خاصة في الشارقة.. للإعلان عن الفائزين بمسابقتين ثقافيتين
ويقول آدم "البجا ناضلوا مثلما فعلت قبائلنا في شمال دارفور وهم مهمشون". ويعتبر شرق السودان الأكثر فقرا في بلد هو بدوره بين أفقر دول العالم، وما يزال البجا يطالبون بتوسيع تمثيلهم في حكم البلاد.
خلال الفترة الانتقالية التي تقاسم خلالها قادة الاحتجاج المدنيون السلطة مع العسكر الذي أطاحوا بالبشير تحت ضغط شعبي، أغلقت قبائل البجا شرق السودان لأسابيع احتجاجا على توقيع الحكومة اتفاقا سياسيا عام 2020 مع مجموعة قالوا إنها "لا تمثلهم".
ليفانت نيوز _ فرانس برس_ أوك أفريقيا
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!