الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
في إيران.. الإخوان المسلمون يعرضون والأسد يرفض
عبدالسلام حاج بكري

لم يكن في نيتي الكتابة حول هذا الموضوع، لكن اعتراف قيادة تنظيم الإخوان المسلمين بلقاءات أجروها مع ممثلين عن الحرس الثوري الإيراني في تركيا عام 2014 استفزّني وقررت أن أسرد ما رواه لي قريب أحد قيادات الإخوان المسلمين _فرع سورية_ عن لقاء مطوّل عقد في طهران بين الشهرين التاسع والعاشر من عام 2018 ومفاوضات أجروها مع ممثلين عن النظام برعاية الحرس الثوري الإيراني، والغاية من الكتابة تسليط الضوء على ما قد يكون جريمة كبرى بحق سورية وثورتها.


في منتصف أكتوبر من العام الماضي سرّبت وسائل إعلام عديدة أنباء عن لقاءات جرت في طهران بين وفد من جماعة الإخوان المسلمين وممثلين عن نظام بشار الأسد، ولم تورد الأنباء تفاصيل تلك اللقاءات ونتائجها.

تربطني زمالة قديمة مع قريب لأحد أهم قيادات الإخوان المسلمين في سورية، وهو لا يشاطر قريبه الصلة بهذه الجماعة أو المحبة لها، اتصلت به حيث يقيم في مدينة غازي عنتاب التركية، وتهكمت ممازحاً إياه على زيارة قريبه لإيران التي تشارك الأسد في سفك الدم السوري.


بادر على الفور بالسباب والشتائم على قريبه والجماعة، وساهم استمرار استفزازي له على جعله يسرد كثيراً من المعلومات التي رواها بغضب ممزوج بحزن أقرب إلى القهر، وهذا بالضبط ما منعني من نشر هذه المعلومات في حينه خوفاً من عدم دقتها بسبب الحالة الانفعالية التي رواها بها الرجل.


أشار الزميل العتيق إلى أن أربعة من قادة الإخوان في التنظيم السوري وهم "أنس العبدة وأحمد رمضان ومحمد سرميني وشخص آخر نسي اسمه" غادروا من تركيا إلى طهران في الثلث الأخير من شهر أيلول 2018 وكان سبقهم إليها ثلاثة من قادة الإخوان وهم "أحمد طعمة ومصطفى الصباغ وفاروق طيفور" حيث عقدوا لقاءات مطوّلة مع عدد من مسؤولي نظام الأسد بينهم ضباط في الأمن برعاية ضابط كبير في الحرس الثوري الإيراني.


وتركّز حديث المجتمعين على انسحاب الإخوان المسلمين من صفوف المعارضة مقابل قبول الأسد مشاركتهم في حكومة يشكّلها عقب إعلانهم الانسحاب، ويتابع المصدر "لم يبدِ وفد الإخوان اعتراضاً أو موافقة على الطرح، لكنه طلب معرفة الوزارات التي ستعطى لهم، هنا ماطل وفد الأسد وراح يتحدث عن إنجازات جيش النظام واستعادته السيطرة غالبية مساحة سورية، بالتزامن مع الخسائر المتوالية لجماعة الإخوان محلياً وعربياً، وعرض وفد الأسد منح التنظيم وزارتين في الحكومة".


ويضيف: "لم يعجب (جماعتنا) الطرح الذي قدمه وفد الأسد، وتحدثوا عن إمكانية قبولهم في حال نالوا أربع وزارات بينها التربية والأوقاف، وعندما قوبل اقتراحهم بالرفض عرضوا التنازل عن وزارة الأوقاف، وهذا تم رفضه أيضاً".

هنا كاد التفاوض يتوقف لولا تدخل الضابط الإيراني المشرف، الذي حاول إقناع وفد الجماعة بأن قبولهم بالعرض المقدم سيكون خيراً لهم لأنه بذلك تنتهي الملاحقات الأمنية لمنتسبي الجماعة وتعود إليهم ممتلكاتهم، ويعودون للعيش بشكل طبيعي في سورية، وهذا ينهي تشردهم في دول العالم.

غير أن وفد الأسد تعنّت برفض منحهم وزارة التربية التي أصر الإخوان عليها، ولو كانت مفردة.


حسب الزميل، استمرت اللقاءات أسبوعين، توسّط فيها خلال اليومين الأخيرين سياسي قطري حضر من الدوحة لهذه الغاية، غير أنه فشل في تحقيق إنجاز سوى الاتفاق على ضرورة استمرار التشاور وهذه المرة مع القيادة الإيرانية وليس مع النظام بشكل مباشر.

حديث طويل ومعلومات كثيرة، هذا مختصرها، وأنا أضعها بين أيدي السوريين للبحث والتدقيق والمحاسبة إن ثبتت صحتها، ولا أملك إثباتها أو تأكيد دقة الأسماء الواردة فيها.


إلى ما قبل اعتراف قيادة الإخوان بلقائهم مع قيادات إيرانية كنت أحمل بعض شكوك على معلومات زميلي "ولا أزال"، ولكن ألا تشير مسيرة تنظيم الإخوان في العالم العربي إلى علاقات متينة تربطه بنظام الملالي في إيران، ومن باب التذكير فقط، فإن أول دولة زارها الرئيس الراحل محمد مرسي كانت إيران، وإيران هذه، هي من تدعم تنظيم الإخوان في غزّة المتمثل بحركة حماس، وهذا ما يدفعنا لترجيح صدقية المعلومات التي تتوارد عن لقاءات بين التنظيم بفرعه السوري وإيران أو على الأقل لعدم نفيها.


كثير من السوريين يرى أن جماعة الإخوان المسلمين ساهمت بإجهاض الثورة، وسيرون في المعلومات السابقة خبراً مألوفاً لا يستبعدونه عن تنظيم يصفونه بالخائن والعميل، ولا أخفيكم، أتمنى ألا تكون هذه المعلومات صحيحة، لأنها إن كانت صحيحة فهي كارثة وخيانة كبيرة يجب محاسبة مرتكبيها الذين أباحوا لأنفسهم بيع الثورة لنظام فعل كل ما فعل بالسوريين، وارتضوا التفاوض معه على أرض إيرانية ورعاية من حرسها الثوري الذي شارك النظام حفلة الدم بحق السوريين الذين خرجوا ينشدون الحرية.


صحفي سوري


 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!