الوضع المظلم
الإثنين ٢١ / أبريل / ٢٠٢٥
Logo
  • لاعتبارات أمنية.. روسيا تعلق استقبال طلبة سوريين جدد مؤقتاً

  • القرار الروسي بتعليق قبول الطلاب السوريين يعكس تحديات عميقة في العلاقات الثنائية التي طالما اعتبرت استراتيجية بين موسكو ودمشق منذ عقود طويلة
لاعتبارات أمنية.. روسيا تعلق استقبال طلبة سوريين جدد مؤقتاً
موسكو \ تعبيرية

صرح نائب رئيس الوكالة الفدرالية الروسية للتعاون الإنساني الدولي بافيل شيفتسوف بتوقف بلاده مؤقتاً عن استقبال الدارسين السوريين في مؤسسات التعليم العالي الروسية نتيجة للأوضاع الداخلية التي تشهدها سوريا.

ويعكس هذا القرار تداعيات التغيرات السياسية الأخيرة على العلاقات التعليمية والثقافية بين البلدين بعد عقود من التعاون المستمر في هذا المجال.

وأوضح شيفتسوف في حديثه لوكالة "نوفوستي" الروسية: "نعمل بنشاط ضمن حصة الحكومة الروسية لتعليم الطلاب. للأسف، هذا العام لن يكون هناك طلاب من سوريا، لكن هناك طلاب سوريون يكملون مرحلة تعليمية وينتقلون إلى مرحلة أخرى. نحن نتعامل بنشاط مع هؤلاء الطلاب وسنوفر لهم (مقاعد ضمن) الحصة الحكومية".

وتظهر هذه التصريحات حرص الجانب الروسي على التمييز بين تعليق استقبال طلبة جدد والاستمرار في دعم المتواجدين حالياً في المؤسسات التعليمية الروسية.

وأشار المسؤول الروسي إلى ارتباط هذا التعليق بالمشهد السياسي في سوريا إضافة إلى عوائق تقنية متعددة، بما فيها مشكلة عدم توفر وثائق السفر للمواطنين السوريين، مضيفاً: "كنا مستعدين لتقديم الدعم من جانبنا، لكن الوضع السياسي العام وتعطل عمل معظم مؤسسات الدولة أدى إلى اضطرارنا لاتخاذ قرار التوقف لهذا العام على الأقل".

وتبرز هذه التفاصيل التحديات اللوجستية التي تواجه برامج التبادل التعليمي في ظل الأوضاع غير المستقرة وتعطل آليات العمل المؤسساتي في البلاد.

وأكد شيفتسوف أيضاً استمرار إغلاق مقر "البيت الروسي" في العاصمة السورية لدواعٍ أمنية، مستدركاً أن الوكالة الروسية للتعاون الإنساني الدولي (روس سوترودنستشيستفو) تستمر في التواصل مع شركائها السوريين.

ويشير استمرار إغلاق المؤسسات الثقافية الروسية في دمشق إلى هواجس أمنية حقيقية رغم محاولات الحفاظ على قنوات التواصل الدبلوماسي والثقافي.

ويذكر أن رئيس الوكالة يفغيني بريماكوف كان قد أعلن في يناير الماضي عن إغلاق "البيت الروسي" في دمشق، موضحاً أن البعثة الدبلوماسية الروسية تعمل للحفاظ على الوجود الروسي في البلاد.

وتعكس هذه التطورات تحولاً في طبيعة الحضور الثقافي والتعليمي الروسي في سوريا مقارنة بالسنوات السابقة التي شهدت توسعاً ملحوظاً في برامج التبادل والتعاون.

تجدر الإشارة إلى أن الثامن من ديسمبر 2024 شهد دخول قوات المعارضة السورية المسلحة إلى العاصمة دمشق، تزامناً مع مغادرة بشار الأسد لمنصبه ومغادرته البلاد، فيما أعلن في 29 يناير تعيين أحمد الشرع رئيساً للبلاد خلال المرحلة الانتقالية.

ويُظهر هذا التسلسل الزمني للأحداث السياسية المتسارعة الخلفية التي بنت عليها موسكو قرارها بتعليق قبول الطلبة السوريين، في ظل التحولات العميقة التي تشهدها البنية السياسية والإدارية في سوريا.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!