الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • ما مصير ورد فعل شعب تحكمه وتتسلط عليه حكومة مخدرة؟

  • ما شكل المجتمع الدولي الذي ينتمي إليه النظام الذي يخدر جنوده ومرتزقته ليقتلوا شعبه ويستقر سلطانه غير آبهٍ بقيم أو قوانين أو دين أو رسالات سماوية أو قيم؟
ما مصير ورد فعل شعب تحكمه وتتسلط عليه حكومة مخدرة؟
عبدالسلام حرمة

نحن بشر، ونتعاطى كبشر مع قضايا الغير ونتعاطف معهم ونتألم لأجلهم ونسعى أو نساهم في مسيرة العمل على تغيير أحوالهم للأفضل، وبدون ذلك نصبح أجساد حية لكنها جثث هامدة لا حياة ولا روح فيها ولا كرامة لها ما دامت تتخلى عن صفتها الإنسانية التي فطرها الله العزيز الكريم عليها.

وفي الوقت الذي نسعى فيه نحن وغيرنا من الأحرار للحفاظ على إنسانيتنا في داخلنا وفي سلوكنا وتعاطينا مع الآخر نجد نظاماً برمته يريد أن يحكم دولة ويديرها ويروض شعبها بواسطة المواد المخدرة، والمؤسف المخجل أن هذا النظام يحكم باسم الدين، ولا أظنه على علاقة بأي رسالة سماوية كانت مسلمة أو غير مسلمة.

طالعنا في أدبيات المقاومة الإيرانية كثيراً عن معاناة المساجين وتعرضهم للتعذيب وتزويدهم بالحبوب المخدرة من قبل إدارة السجون إضافة إلى انتشار ترويج هذه المخدرات وغيرها بالسجون، ولا شك في أن دخول هذه المخدرات للسجن يتم بواسطة إدارة السجن وبمخططاتٍ منها للفتك بضحاياها وخصومها من المساجين خاصة السياسيين، والتربح على حساب أزمات عموم المساجين المساكين الذين يبدؤون التعاطي بهذه المخدرات كأدوية ثم يدخلون مسار الإدمان عليها ثم شرائها بأي ثمن مهلكاً نفسه وأهله فوق جحيم السجن الذين يعيشه، وجدير بالذكر حسب العلومات المتواترة أن السجين في إيران يشتري بعضاً من مائه وبعضاً من طعامه وغالبية أدويته واحتياجاته الأخرى من متجر السجن أو من خلال السجانين الذين يتربحون منهم بأضعاف أضعاف القمية العادية للسلعة، ورُغم أن هذه المعلومات عن المخدرات المروّجة داخل السجون من قبل السلطات الحكومية معلومات خطيرة للغاية ومثيرة للسخط وعظيم القلق إلا أنها تبدو بسيطة وطبيعية جداً فيما لو قورنت بغيرها من جرائم لا تليق أبداً بأي دولة مؤسسات حتى لو كانت دولة قامت بالأمس من العدم.

النظام الإيراني يخدر جنوده ومرتزقته لقتل المتظاهرين

بعد تخبط سياسي وإداري واقتصادي وهدم اجتماعي دام لأكثر من 43 من السنين العُجاف لنظام الحكم في إيران وما زال قائماً، وبعد فشل النظام في قمع سلسلة الانتفاضات الشعبية الوطنية المتواصلة، وبعد فشله الذريع في احتواء عملية تأجج الانتفاضة الجارية حتى الآن منذ أكثر من ثلاثة أشهر في كافة أنحاء إيران لم يجد النظام وسيلة لدفع الجنود الإيرانيين الذين رأت سلطات الحكم تراجعاً عن تنفيذ الأوامر وتردداً وخوفاً من قتل مواطنيهم.

وأياً كان هذا التردد والخوف فهذه العناصر مُحقة من ناحيتين، الأولى أنها لا يمكنها أن تواجه هذه الانتفاضة القوية وقد كانت مظاهر الاشتباك مع الشعب تدل على أنه لا طاقة لهكذا نظام على مواجهة هكذا انتفاضة. والثانية هي أنه لم تعد عمليات غسل الأدمغة التي تعتمدها مؤسسات النظام القمعية مع هذه العناصر القمعية مجدية فالمواجهة مع الشعب والشارع تثبت لهذه القوات أنها مهما بلغت ضعيفة أمام إرادة الشعب وهذا الشعب هم أهل هؤلاء الجنود، بعد هذا الفشل الذي لحق بكافة صنوف قوى النظام القمعية في مواجهاتها مع الشعب لجأ النظام الإيراني إلى استخدام الحبوب المخدرة من نوع كبتاغون الخطيرة التي تفقد من يتعاطاها صوابه وتحرره من مخاوفه، وقد زود جنوده ومرتزقته بها لتحفيزهم على الإقدام بوحشية عند الاشتباك مع القوى الثورية والشعبية المعادية للنظام وارتكاب أبشع الجرائم بحقهم، وفي حقيقة الأمر لا تستتخدم الجيوش النظامية للدول هكذا جرائم ولا تقوم بإفساد مقاتليها واستخدامهم كأدوات للاستعمال مرة واحدة فقط من أجل استمرار سلطتهم وامتيازاتهم.؛ إن أقل وصف لهكذا سلوك لا يمكن تسميته بالجريمة بل يجب أن يكون هناك وصف أكثر حدة من ذلك، خاصة عندما يحدث في دولة المفترض أنها ترث ميراثاً تاريخياً عملاقاً عميقاً كإيران.

يبدو أن المؤتمنين على الدولة والشعب الإيرانيين ليسوا أهلاً للثقة ولا أهلاً للأمانة؛ فهل يؤتمن المفسدون على الأوطان والشعوب؟ وهل يليق بالمجتمع الدولي على شعاراته وقوانينه المعاصرة أن يقبل في عضويته نظاماً كنظام الملالي الحاكمين في إيران؟

بعد هذه الطامة الكبرى ما مصير شعب تتسلط حكومة غير أمينة تسعى لترويضة بجنود وقوات مخدرة لا وعي فيها ولا رشد، ولا أن هناك خيارٌ أمام الشعب الإيراني سوى إنقاذ نفسه، ولا خيار أمام المجتمع الدولي سوى تنقية منصاته من العضويات الدولية غير اللائقة، وأملنا على الجميع أن يدركوا مسؤولياتهم ويسعون إلى حماية قيمهم.

 ليفانت - عبد السلام حرمة

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!