-
هل فعلها الإخوان وإيران أم الأمريكان؟
بتاريخها الطويل مع الإرهاب، تحوم حولها الشبهات لتكون في قفص الاتهام حتى يثبت العكس، إنها جماعة التنظيم الدولي للإخوان الإرهابية، التي لفظتهم الحدود، ولم يعد لهم مكان سوى الشتات وكأنهم (بني يهود) يتيهون في الأرض دون مقر ولا استقرار، بعدما ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، لاجئين لدول كُبرى فدمروها، ونحمد الله أن فاقت الشقيقة قطر قبل فوات الأوان.
وها هي تركيا تطردهم وآلاتهم ذات الأبواق النداحة اللوامة الثرثارة، لتكون وجهاً للإرهاب بشكله الحقيقي في أي مكان وطأ قدمه عليه، ولعل الدرس المستفاد من ربيع مصر كان أصدق مثال وأبلغ بيان على ذلك فقد قالها لسان حال رئيس مصر عبد الفتاح السيسي: "إن الإرهاب لن يرحم أحد، وسيضرب أوروبا ودول العالم"، وضرب العالم بكلماته عرض الحائط ليرد عليهم لكمات من يأوونهم، فقط لمجرد أنك أعلنت أنهم غير مرحبين بهم في بلدهم، ليُثبت يوماً بعد يوم، أن مصر حاربت الإرهاب في لحظة حاسمة، ليتعلم العالم الدرس بأنه ليس بعيداً عن ضربات الإرهاب، في أوربا (لندن وباريس وألمانيا والسويد وغيرهم) وليس دول الشرق وحدها من تئن من أساليب الإخوان.
وتلك تركيا التي تعيش قساوته، ونعيش مع شعبه ألمه، بـ"تفجير قنبلة"، بمنطقة تقسيم بقلب إسطنبول النابض، المدينة الرئيسية والعاصمة الاقتصادية للدولة، في شارع الاستقلال التجاري المزدحم، ليأتي في صورة "اعتداء دنيء"، إرهابي، يؤكد على أساليب الإخوان، اللذين يدخلون من مناطق متخفية (سوريا ولبنان وإيران) وغيرهم ليكون من التوقع أن يكون أحد عناصرها هو المكون الرئيس وراء ذلك جراء تضييق الدولة عليهم، وعلى قنواتهم وتوجيه تحذير واضح لإعلاميي الجماعة في تركيا من مغبة مواصلة خطابهم التحريضي ضد السلطات المصرية مترافقاً مع رسالة مباشرة مفادها: “لا تقفوا ضد مصالحنا أو ارحلوا بعيداً"، فما كان لهم من مكان سوى دول الاتحاد الأوربي أو دولة الضباب التي فتحوا فيها قناة (الشعوب)، ومنها حرضوا المصريين على النزول 11/11 الماضي ولم ينزل أحد، لماذا؟ لأن الشعب المصري والعالم العربي قد تعلم الدرس فلا أمان لهم ولا مأمن ببلداننا العربية.
ولعل الرفض التركي لتعزية السفارة الأمريكية لها، قد يضعنا أمام (زر) أخضر للإخوان من أميركا في ذلك العمل، وهنا لا يمكن تجاهل التقارب التركي مع السعودية العُظمى والإمارات بالخليج ودول أخرى؛ فبدليل اتصال أردوغان بولي العهد الأمير محمد بن سلمان مرتين خلال شهر واحد في مايو 2021، أثناء أحداث غزة الأخيرة، لترطيب الأجواء مع الدول المناهضة للإخوان، ليعرف العالم أن الهوة حول التنظيم الإخواني المحظور والهارب تزداد بانقسامات داخلية وخارجية، وأن رهانها على تغير الأحوال مع الانتخابات الأمريكية، ليعبر التنظيم لملاذ بديل جديد يُشبهه فعلاً وقولاً، في نظام إيران والولي بديلاً مرجحاً ومحتملاً عن تركيا التي ترهص بالتخلي عنهم؛ حفاظاً على مصالحها مع العرب، فهم أكثر قرباً وتماهياً إلى “حكم المرشد” ونظام الثورة الإسلامية الإيرانية، وبينهم علاقات تاريخية وطيدة منذ عقود، ليبدوا التنظيم الإخواني، عاجزاً عن المراجعة والتصحيح أو الاعتذار، فهي جماعة تمتلك القدرة على التكيف وتبديل الألوان وجلودها الخارجية بهدف الحفاظ على وجودها الإرهابي وحياتها الدموية للأبرياء حتى ولو كانوا أصدقاء أو أهل، لكن جبار السموات والأرض لهم بمرصاد العدالة الإلهية، لتتكبد بأفعالها خسائر وضربات بل أزمات موجعة، وكأن ما تُعانيه من احتضار على شفير الموت.. حفظ الله المملكة ومصر والعروبة والعالم كوننا أهل سلام وسلم.
إبراهيم جلال فضلون
حول الكاتب
- إبراهيم جلال فضلون
- إبراهيم جلال فضلون
لمحة
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!