الوضع المظلم
الثلاثاء ٢٤ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • وهم العقيدة... وتغيير العقيدة العسكرية الإيرانية بين الحقيقة والخداع

وهم العقيدة... وتغيير العقيدة العسكرية الإيرانية بين الحقيقة والخداع
الملف النووي الإيراني \ تعبيرية \ متداول

يستوجب الحديث عن العقيدة العسكرية للنظام الإيراني؛ معرفة المزيد عن طبيعة هذا النظام ونشأته وسياساته الداخلية والخارجية، ووضع المسميات في نصابها وموضعها الحقيقي، واستنادا لوهم العقيدة المروج له في إيران ولاية الفقيه وممتلكاتها الإقليمية قد يرفض أولو العلم والاطلاع رفضاً قاطعاً مصطلح العقيدة فيما يتعلق بالكيان العسكري للنظام الإيراني أو السلاح والقدرات النووية والصاروخية، فعلى سبيل المثال نشأت ميليشيا ما تسمى بـ الحرس الثوري التابع للنظام الإيراني وفق قاعدة وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة.


وهذه القوة في بداياتها كانت لأجل تثبيت النظام والقضاء على خصومه وقتلهم واجتثاثهم.. وبحسب قول خميني مؤسس النظام نفسه "ليس الاتحاد السوفياتي عدونا ولا أمريكا ولا إسرائيل وإنما عدونا ها هنا قرب مسامعنا" يقصد بذلك خصومه ومعارضيه، فأين هي العقيدة وكيف تعمل على قتل إنسان على رأيه في موضع، ولا تسمح بامتلاك قوة ردع نووية مشروعة في موضعٍ آخر وفق استراتيجية القوى وإدارة الصراعات، وهكذا كانت فلسفة القوة في بداياتها وفقاً لتلك العقيدة المتأرجحة التي لا علاقة لها في حقيقة الأمر بالعقيدة، ومن ثم توجهت هذه القوة لدعم التوسع والهيمنة بالمنطقة، ووفقاً لهذه القاعدة لا أرى أن عقيدة النظام منعته من إنتاج السلاح النووي الذي كلفت أنشطته 30 مليار دولار وفق تصريحٍ بتاريخ 11 مايو 2018 لـ محمود أحمدي نجاد رئيس الجمهورية في حينه، أما الدكتور علي رضا نامور فيقول إن الأنشطة النووية قد كلفت الخزانة الإيرانية حتى تاريخه 2000 مليار دولار

وهنا لا يتطابق إخفاء الحجم الحقيقي للنفقات وإخفاء بعض المواقع مع الإدعاء القائل أن البرنامج النووي الإيراني يسير وفق عقيدة دينية وفتوى أفتاها صغير أو كبير داخل النظام الإيراني، فالإعلان عن حجم النفقات الحقيقي سيكشف لا محالة عن طبيعة البرنامج النووي وعدد المواقع المتعلقة به، ورغم المفاوضات القائمة بين النظام الإيراني والمنظومة الدولية فقد أعلن رافائيل غروسي رئيس وكالة الطاقة الذرية قبل أكثر من شهر أن إيران باتت قادرة على إنتاج أربعة قنابل ذرية بمعنى أن النظام بات قادراً على إنتاج المزيد من الأسلحة والقدرات النووية بعد تطور برنامجه الصاروخي الذي أعلن عنه برشقاته منزوعة القوة التدميرية على فلسطين المحتلة، ولم يكن رافائيل غروسي الوحيد الذي صرح بذلك فقبل عدة أشهر صرح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بأن النظام الإيراني قادر على إنتاج سلاح ذري في غضون ثلاثة أسابيع


وصرح بذلك أيضاً مسؤولون آخرون بتصريحات مماثلة تقل أو تزيد أهمية عن تصريحات غروسي الذي اكتفى بالتصريح وكأنه يُحيط العالم علماً بقدوم عضو جديد إلى النادي النووي، والأمر هنا ليس كما فعلوا مع العراق الذي لم يكن يمتلك أي شيء سوى منشآت وبنى تحتية يمكن تبريرها على واقعها بأنها لمشاريع نووية سلمية، وقد هدموا العراق بسبب مجموعة أبنية خرسانية في الظاهر وبسبب إرادته الصلبة في حقيقة الأمر، والفارق هنا هو أن العراق كان في توجهه العام داعما لاستقرار ونهضة المنطقة، وأما النظام الإيراني فقد كان ولازال داعما بشكل تصاعدي لاضطراب واشتعال المنطقة الأمر الذي يعزز مصالح الغرب ويجعل من إملاءاتهم أمراً مقبولاً أو يمكن مسايرته.      

     
الأمر الآخر الذي ينفي موضوع شرعية العقيدة العسكرية التي تفوه بها حسن علي أميري عضو مجلس شورى النظام لافتاً إلى ضرورة وجوب تصحيحها هو أن تلك التصريحات عارية تماماً من الصحة والدقة والمنطق السياسي، فالشيعة الجعفرية الإمامية الإثنى عشرية يتبعون ثوابت في عقيدتهم وليست تلك الأهواء التي يدعيها حكام إيران ويعجزون عن العمل بها تحت سقف ما أسموه بالجمهورية الإسلامية، وقد عجزوا أيضاً عن صيانة القيم الإجتماعية في مجتمع عُرِف بأنه مجتمعٌ محافظٌ بطبيعته، ولقد كانت الثورة الإيرانية في قيامها ثورة وطنية تمثل جميع الفئات والطبقات والتوجهات


ولم تكن ثورة إسلامية كما يطيب لهم تسميتها، ولكن تم القفز عليها بسطوة السلاح والعنف ورعب السجون، وأمر آخر وهو أن النظام القائم الآن في إيران قد رفضه في بداياته مراجع دين إيرانيين عِظام مثل آية الله طالقاني المعروف بـ الأب طالقاني، وكذلك رفضه آية الله منتظري الذي كان نائب وخليفة خميني، ورفضه الكثيرون، وبالتالي فإن الحديث عن العقيدة العسكرية للنظام الإيراني بشأن هذا الملف أو ذاك أمر يريد النظام تسويقه لإضفاء الشرعية المفقودة على ذاته خاصة بعد أحداث العقدين الأخيرين والتضحية بلبنان والعراق واليمن وسوريا وغزة وقادة حماس وقادة حزب الله كقرابين للسلاح النووي الإيراني الذي يتطلب الفداء، وأما ما صرح به رسول سنائي ‌راد مستشار الشؤون السياسية في مكتب ولي الفقيه علي خامنئي نقلا عن وكالة "أنباء فارس" التابعة للحرس قوله: "أثار بعض السياسيين الإيرانيين إمكانية تغيير السياسات الاستراتيجية النووية" بحجة أن ضرب ما أسماه هو بمراكز الطاقة في البلاد سيكون له تأثير على المعادلات أثناء الحرب وبعدها" فقد كان تصريحه تصريح سياسي منطقي لم يستخدم فيه الدين ولا العقيدة، ولكنه هنا لوح بأن أي قرارات قادمة ستقوم استنادا إلى السلطة التشريعية في البلاد؛ تلك السلطة وباقي السلطات التي تتلاشى في إيران عندما يُقر الولي الفقيه أمراً أو يتجه الحرس توجهاً بعينه وتبقى تلك السلطات مجرد شكليات وأدوات في عملية إدارة الصراع، وشتان ما بين الحقيقة والادعاء، وقد كشفت الأيام عن الكثير وستكشف، والحديث يطول.


حقيقة خطاب النظام الإيراني والواقع العربي :

خطاب النظام الإيراني الحاكم لم يختلف كثيراً عن خطاب النظام الشاهنشاهي الذي سبقه، والملالي (جمع مُلا.. أي من يمتهن الدين حرفةً) الحاكمين في إيران اليوم إن لم يكونوا أنفسهم جزءاً من منظومة الشاهنشاهية السابقة فهم امتداد لها، وقد كانوا عوناً لسلطة الشاه ونظامه لولا انتهاء صلاحية نظام الشاه وتعاظم الرفض الشعبي له، وكما جاء الغرب والروس بالشاه رضا بهلوي ليجلس مغتصباً عرش القاجاريين جاءوا بـ محمد رضا بهلوي ليجلس على عرش أبيه بعد أن خلعوه ونفوه خارج البلاد.. وجاءوا أيضاً بـ خميني ليكون خلفاً للشاه المخلوع بعد عدة أشهر أمضاها خميني في باريس، ونهج الملالي نهج الشاه وأقتفوا أثره فالموقف هو ذات الموقف من الأقليات (العرب والأكراد والبلوش والآذريين والمسيحيين والصابئة والمسلمين السُنة والمسلمين الشيعة المعارضين للنظام  وغيرهم) والفئة السعيدة الوحيدة التي لم يصبها سوء تحت مظلة نظام ولاية الفقيه في إيران هي يهود إيران.


أيضا لم يختلف الخطاب العدائي لـ ملالي إيران عن الخطاب العدائي لمن سبقهم فيما يتعلق بالشأن الإقليمي وضربوا باتفاقية الجزائر مع العراق عرض الحائط، وشرعوا في حرب مع العراق القصد منها التوسع والهيمنة تحت شعار تحرير القدس من خلال احتلال العراق، وبشكلٍ أو بآخر التزموا بوقف إطلاق النار مع العراق لكنهم لم يوقفوا الحرب واستمر خطابهم العدائي صريحاً ومبطناً ضد العرب قائما إلى هذا اليوم، وعلى الرغم من هيمنتهم على لبنان واحتلالهم للعراق وسوريا وتوغلهم في الوسط الفلسطيني نكاية بمنظمة التحرير إلا أنهم لم يحرروا ولن يحرروا شبراً من فلسطين، وذريعتهم اليوم حاجتهم إلى فتح الأردن لأراضيه أمام ميليشياتهم ليحرروا فلسطين على اعتبار أن


الأردن هو العائق الوحيد اليوم أمام تحرير فلسطين إذ لابد من أعذار بعد سقوط الأقنعة؛ فسوريا حدودية لصيقة بفلسطين ولبنان كذلك الحال والعراق خطوط إمداد خلفية وتحت السيطرة التامة، ولا يزال هناك ملايين المتطوعين الإيرانيين يقفون على لافتات الإعلان الدعائية منتظرين الأوامر.. تُعجِبهم لافتاتهم ويفضلون بقائهم كأسماء من حبر عليها لطالما هناك أفغان وباكستانيين وعراقيين مستعدين للارتزاق في العراق وسوريا ويدفع العراق مستحقاتهم المالية والإدارية من خزينته المستباحة.. وهو واقع الحال بعد إسقاط النظام العالمي للدولة العراقية بعد احتلالها سنة 2003 وتمكين النظام الإيراني من الواقع السياسي في العراق بدءا من صياغة الدستور وانتهاءا ببناء وإدارة مؤسسات


الدولة العراقية الجديدة بعد تسليم السيادة سنة 2009 لسلطة عراقية قيل أنها منتخبة، وتوالي الغالبية العظمى من هذه السلطة العراقية المنتخبة النظام الإيراني، وبتسليم العراق للنظام الإيراني على طبق من ذهب كُتِب على العرب الصمت والانضباط في سياق الدبلوماسية غير الصائبة التي أهلكتهم وضاعت من بعده سوريا واليمن وليبيا وغزة ولبنان، وبالصمت حتى لو كان صمت الحليم يزداد النظام الإيراني توسعاً وهيمنة وقدرةً خاصة عندما يكون الوضع في لبنان وسوريا والعراق واليمن وضع توابع تعتز بتبعيتها وتتضاءل أمام من تتبعه.
الغرب والبرنامج النووي الإيراني؛ ووقع القدرات العسكرية للنظام الإيراني على المنطقة العربية


على الرغم من أن النظام المؤسسي في الشِق العربي الأسيوي يفوق نظيره في النظام الإيراني بكثير إلا أن القدرات العسكرية والقتالية لدى النظام الإيراني تتفوق على الدول العربية إذا استثنينا من المقارنة مصر والجزائر، وإحدى أوجه التفوق بين النظام الإيراني والدول العربية المحيطة به هي أن القطعات العسكرية الإيرانية قطعات غير منضبطة بقانون وتعمل بمنطق الميليشيا بعيدا عن منطق الجيوش النظامية؛ إذ تتكون القوة العسكرية الإيرانية من جيشين؛ جيش نظامي وهو المعروف بالجيش الإيراني الذي تُديره وزارة الدفاع الإيرانية، وجيش ما يسمى بـ الحرس الثوري بتجهيزاته ومزاياه الهائلة وحرص الأوروبيين على عدم المساس به، وعدم خضوعه لسلطة وزارة الدفاع أو أي


سلطة حكومية أخرى ويخضع مباشرة لولي الفقيه علي خامنئي، هذا بالإضافة إلى البحرية الإيرانية التي تتفوق بدورها أيضاً على دول الجوار وعلى العراق حتى عام 2003، واليوم يخضع كلا الصنفين في القوات العسكرية الإيرانية (الجيش والبحرية) بشكل مباشر لسلطة الحرس فأغلب قادة الجيش والبحرية وقادة المحافظات اليوم في إيران من الحرس، أما من ناحية باقي القوات المسلحة الإيرانية فعلى الرغم من الصراع الدائر بين وزارة المخابرات الإيرانية والحرس إلا أن استخبارات الحرس هي صاحبة اليد الطولى داخل إيران، وفي سفارات النظام الإيراني بالخارج، وباتت المشاريع الاقتصادية للحرس في الخارج إحدى وسائل عمله الاستخباري، ومن هنا فإننا نقف أمام قدرات دولتين في إطار الدولة الواحدة؛ دولة إيران التي تتعاطى وتناور دبلوماسيا وبالخداع مع العالم الخارجي، ودولة الحرس التي تتمدد داخل إيران بدعمٍ من الدولة الأساسية، وتتمدد كذلك في الخارج بدعم الدولة ذاتها وتسهيلاتها ودعم مؤسسة الولي الفقيه وما تبثه من فكر وإعلام يستقطب البسطاء وما أكثرهم في المحيط العربي.



أما الغرب الذي تحكمه وتربطه المصالح مع دول المنطقة بغض النظر  عما أقره من تشريعات وقوانين وقيم صنعوها لأنفسهم فقط، فهو يحتاج إلى أدوات يمكن مساومتها لتخدم هذه المصالح، ومن هنا فإنه لم ولن يجد أفضل من إيران الشاهنشاهية وإيران ولاية الفقيه لهذا الدور حتى وإن أصبحت إيران نووية وذات قدرات نووية وصاروخية وعسكرية عالية، فتلك القدرات ستعزز من دور الغرب ومصالحه بالمنطقة، وماذا إن أصبح النظام الإيراني رقماً وأصبحت المنطقة برمتها أسيرة مخططات الغرب وما يصنعه نظام ولاية الفقيه وأتباعه من أزمات، وعليه يستحق الأمر وبجدارة التغاضي عن البرنامج النووي الإيراني. 


البرنامج النووي الإيراني ولادة بعد مخاض طويل 

بداية الغالبية العظمى من الشعب الإيراني ليسوا مع مشاريع التسلح النووي في حين أن مستوى معيشتهم يدنو من الحضيض ذاهبا بأكثر من ثلث الشعب الإيراني إلى العدم بعد فقدان الطبقة الوسطى قبل بدء البرنامج النووي على الرغم من الموارد المالية الهائلة سواء من الثروات المعدنية أو من الصناعة والزراعة والسياحة وجباية الضرائب وبيع الأسلحة.. فكيف سيكون واقع الحال المعيشي للشعب في ظل البرنامج وبعده، وقد عبر واقع الحال ومظاهرات الشعب الإيراني التي لم تتوقف عن مدى بؤس الحياة التي يعيشها الشعب الإيراني.


على الجانب الآخر ترفض المقاومة الإيرانية البرنامج النووي الذي سيكون سبب تعاسة الشعب وهيمنة حكم الملالي، وتدعو إلى قيام دولة غير نووية، ويبدو أن المقاومة الإيرانية التي فضحت خبايا البرنامج النووي الإيراني التي لم يكن العالم على إطلاع بها أو لم يُرد الإعلان عنها قبل عدة أعوام.. يبدو أنها كانت مُحقة في الإعلان عن ذلك في مؤتمر صحفي على الملأ وأمام وسائل الإعلام ووكالات الأنباء تفادياً لما قد يُحاك خلف الكواليس من مؤامرات تستوجب غض البصر عن مشروع ملالي إيران النووي.


في النهاية، ما لم تحققه الشاهنشاهية العنصرية الحليفة للغرب آنذاك حققه نظام الملالي العنصري الحليف للغرب أيضاً، وبعد مخاض طويل ومناورات تعددت أشكالها، ومعاناة قاسية عاشها ويعيشها الشعب الإيراني وشعوب المنطقة، فرض النظام العالمي نظام الملالي كرقم مؤثر في المعادلة الدولية وكأداة له ينزع من خلالها إرادة دول المنطقة ليبتز ثرواتها.


مضى ويمضي برنامج النظام الإيراني النووي قدماً شئنا أم أبينا.. سلمياً في ظاهره على حد قولهم وتصريحات الغرب، وبالمناورة والخداع وتغاضي الغرب، واكتفاء وكالة الطاقة الذرية بتصريحات إعلامية تارة، وأخرى رومانسية تارة أخرى يخرج غروسي بنهاية الأمر ليقول بما معناه ها أنا ذا اقولها لكم "قد تضطرون في لحظة ما إلى القبول بالترحيب بقنابل النظام الإيراني النووية" فيما يقول مسؤولون أمريكان إن النظام الإيراني على مقربة أسبوع من قنبلة ذرية، ويطمئن البعض الآخر مُطلِقاً تخديرات عالمية بعيدة المدى بشأن التسلح النووي الإيراني، والحقيقة أبعد ما تكون عن التصريحات بشأن برنامج الكل رابح فيه ما عدا العرب.. العرب الذين يكتفون بمباركة دبلوماسية المنظومة العالمية، واليوم تقع عليهم الواقعة، ولا غرابة إن وجدنا الغرب في المستقبل القريب يفرض على العرب التسليم بواقع الحال كلياً في المنطقة.  


خلاصة القول

ما يجب أن نسلم به هو أن الملالي قد امتلكوا سلاحا ذريا منذ سنين واليوم يمتلكون قدرات وتسليحات نووية ولم يحن الوقت للإعلان عنها، كما يجب أن نقر أم ملالي إيران قد عبثوا بأمننا وسيادتنا ومقدراتنا معلنين الهيمنة على أربعة عواصم عربية ناشرين التطرف والمخدرات والسلاح المنفلت في ربوع العالم العربي، وقد وظفوا أدواتهم وجنودهم بالمنطقة لخدمة مخططاتهم التوسعية، وبعد بلوغ الغايات نحروا جنودهم قرابين لسلاحهم النووي، وأما نحن كعرب فقد أهملنا كل أدوات ووسائل إدارة الصراع، وغاب عنا أن عملية الخلاص من سياسة الابتزاز والتدمير والهدم وحالة عدم الاستقرار التي أسس لها النظام الإيراني لن تتم إلا بالتغيير السياسي في إيران، وأما نصر فلسطين


فسيتم عاجلا أم آجلا بعيدا عن سياسة الشعارات والمزايدات التي انتهت بقرابين المحرقة في لبنان وغزة وعموم فلسطين التي علق عليها محمد جواد ظريف وزير الخارجية الأسبق ونائب الرئيس الحالي معلقاً على أحداث لبنان الأخيرة بقوله "لسنا ملزمين بالدفاع عن أحد".
نعم لقد بلغوا غاياتهم، وصنعوا المحظور وأرسلوا رسائلهم.. فماذا بعد امتلاكهم قدرات نووية وتسليحية؛ فلا عقيدة عسكرية ولا فتاوى، وإنما هي مرحلة ما قبل الإعلان هذا إن لم يكونوا بالفعل قد قاموا بالتجارب النووية، وبقيت عملية الإعلان مجرد وقت، ومع ذلك هناك من لا يزال يستمتع بالتواجد في صفوف القطيع، وآخر يتهم الصفوة بما ليس فيهم.


ليفانت د. محمد الموسوي/ كاتب عراقي
 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!