-
The Handing Over of the Syrian Coast to SDF: A Lifeline for Syria Against Division

لقد أثبتت السنوات الماضية أن المشروع السياسي الوحيد الذي حافظ على توازنه وقدّم نموذجاً مستقراً للحكم والإدارة المحلية هو مشروع الإدارة الذاتية في غرب كردستان المعروف بشمال وشرق سوريا.
في الوقت الذي انهارت فيه معظم كيانات المعارضة السورية وفقدت شرعيتها محلياً ودولياً، لم يكن ذلك بسبب تشرذمها فحسب، بل أيضاً بسبب تواطؤها ــ وأحياناً تعاونها ــ مع مجموعات متطرفة سيطرت على مناطق شاسعة تحت لواء ما يسمى "المعارضة المسلحة".
في المقابل، نجح مشروع الإدارة الذاتية في تقديم نموذج مدني تعددي يحترم التنوع، ويضمن الأمن، ويدير المجتمعات المحلية بشفافية نسبية وسط بحر من الفوضى والانهيارات.
ولذلك نراها اليوم المشروع السياسي والإداري الأنسب لسوريا كلها ومكوناتها المختلفة، ليس كحل انتقالي فحسب، بل كإطار دائم يفتح باب العدالة والمشاركة، ويغلق أبواب الاستبداد والهيمنة.
عندما نتحدث عن "هيئة تحرير الشام" أو ما يسمى "الجيش الوطني السوري"، فإننا لا نتحدث عن تنظيمات سورية محلية عفوية، بل عن تشكيلات عسكرية خارجية ذات دوافع أيديولوجية من جنسيات مختلفة، لم تكن لتصل إلى هذا الحجم لولا الدعم المباشر وغير المباشر من تركيا، عبر التسليح وتوفير الغطاء السياسي لها، واستخدامها كأدوات لفرض نفوذها على شمال غرب سوريا.
لم تكتفِ هذه الجماعات، ومنها فصيلا الحمزات والعم الشام، المعروفان بـ"ميليشيا السلاطين"، بتشويه صورة الثورة، بل ارتكبت فظائع بحق المدنيين في عفرين وكري سبي وسري كانيه. كما شاركت أو غضت الطرف عن المجازر الطائفية على طول الساحل السوري، وخاصةً بحق المكون العلوي، وسط صمت مقلق من الحكومة الانتقالية برئاسة أحمد الشرع، الذي لم يجرؤ بعد على إدانة هذه الجرائم أو المطالبة بمحاسبة مرتكبيها.
إن ذريعة العجز عن مواجهة هذه الجماعات بسبب الحماية التركية تُعدّ اعترافًا خطيرًا بالعجز واستسلامًا فعليًا للسيادة السورية لجهات خارجية ذات أجندات توسعية. والأسوأ من ذلك أن الحكومة الانتقالية لا تملك حتى رفاهية اللجوء إلى القوى الدولية، إذ ستُرفض أي محاولة من هذا القبيل لتواطؤها في التغطية على الإرهاب من خلال الصمت. علاوة على ذلك، ستُحبط تركيا هذه المحاولات فورًا بحجة "تهديد مصالحها".
في هذه المعادلة المميتة، لا خيار أمام أحمد الشرع وحكومته سوى التوجه إلى الشريك الوحيد الذي يمتلك مشروعًا واضحًا، وقوات منضبطة، ودعمًا دوليًا مستقرًا: قوات سوريا الديمقراطية (قسد) والإدارة الذاتية التي تمثلها. ليس فقط لقدرتها على حفظ الأمن، بل أيضًا لتمتعها بالشرعية الدولية، وخبرتها في الإدارة الذاتية، إلى جانب أحزاب الحراك الكردي الأخرى، تُمثل نموذجًا ديمقراطيًا محترمًا في نظر القوى الكبرى.
إن إشراك قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية في إدارة شؤون الدولة وتحمل المسؤوليات السياسية والأمنية لن يضعف الحكومة الانتقالية بل سيعطيها وجهاً ديمقراطياً ذا مصداقية في الخارج ويرفع عنها تهمة التحيز أو التواطؤ مع الجماعات المتطرفة.
إن قوات سوريا الديمقراطية، بعقيدتها اللاطائفية وخبرتها الميدانية في إدارة مناطق متنوعة، تمتلك الإمكانات والشرعية الدولية لتكون ركنًا أساسيًا في الحل، لا طرفًا هامشيًا فيه. إنها ليست مجرد خيار عسكري، بل ضرورة سياسية وأخلاقية تُتيح للحكومة الانتقالية فرصة تاريخية للظهور ككيان جاد ومسؤول، لا متواطئ أو عاجز.
هذه إحدى أولى وأهم الخطوات الجادة نحو بناء سوريا جديدة، تبدأ بتسليم المنطقة الساحلية لإدارة مدنية مسؤولة، تحت حماية قوات سوريا الديمقراطية. وينبغي أن يستمر هذا المسار بتحرير عفرين وكري سبي وسري كانيه من سيطرة الفصائل المدعومة من تركيا، لتأسيس شريط جغرافي ديمقراطي مترابط، يفضي إلى بناء وطني متكامل.
حينها فقط يمكن لسوريا أن تخرج من نفق الفوضى. حينها فقط يمكن كبح جماح تيار الجماعات التي تقتل باسم الطائفية وتذبح التعددية. بدون ذلك، ستبقى البلاد أسيرة بين فكي الاستبداد والقداسة، بين شبح الإرهاب وشبح الهيمنة، وسيصبح المشروع الوطني السوري مجرد وهم، يتناثر بين رماد الزمن ودماء الأبرياء.
في هذه المرحلة، لا يسعنا إلا الحديث عن نظام فيدرالي لامركزي، ليس كطموح كردي، بل كمخرج وطني شامل من الكارثة. فالفيدرالية اليوم ليست مجرد هيكل دستوري، بل هي ضمانة ضد انهيار الدولة، ودرع ضد الطائفية، وأداة لبناء شراكة حقيقية بين مكونات البلاد.
سوريا التي تنزف من أطرافها، وتُستنزف طاقتها بين قوى الاحتلال ومشاريع الإسلام السياسي، لا يمكن إنقاذها إلا بمشروع وطني شامل يضمن التمثيل العادل، ويمنع الإقصاء، ويضع حداً لسفك الدماء.
د. محمود عباس
You May Also Like
Popular Posts
Caricature
BENEFIT Sponsors BuildHer...
- April 23, 2025
BENEFIT, the Kingdom’s innovator and leading company in Fintech and electronic financial transactions service, has sponsored the BuildHer CityHack 2025 Hackathon, a two-day event spearheaded by the College of Engineering and Technology at the Royal University for Women (RUW).
Aimed at secondary school students, the event brought together a distinguished group of academic professionals and technology experts to mentor and inspire young participants.
More than 100 high school students from across the Kingdom of Bahrain took part in the hackathon, which featured an intensive programme of training workshops and hands-on sessions. These activities were tailored to enhance participants’ critical thinking, collaborative problem-solving, and team-building capabilities, while also encouraging the development of practical and sustainable solutions to contemporary challenges using modern technological tools.
BENEFIT’s Chief Executive Mr. Abdulwahed AlJanahi, commented: “Our support for this educational hackathon reflects our long-term strategic vision to nurture the talents of emerging national youth and empower the next generation of accomplished female leaders in technology. By fostering creativity and innovation, we aim to contribute meaningfully to Bahrain’s comprehensive development goals and align with the aspirations outlined in the Kingdom’s Vision 2030—an ambition in which BENEFIT plays a central role.”
Professor Riyadh Yousif Hamzah, President of the Royal University for Women, commented: “This initiative reflects our commitment to advancing women in STEM fields. We're cultivating a generation of creative, solution-driven female leaders who will drive national development. Our partnership with BENEFIT exemplifies the powerful synergy between academia and private sector in supporting educational innovation.”
Hanan Abdulla Hasan, Senior Manager, PR & Communication at BENEFIT, said: “We are honoured to collaborate with RUW in supporting this remarkable technology-focused event. It highlights our commitment to social responsibility, and our ongoing efforts to enhance the digital and innovation capabilities of young Bahraini women and foster their ability to harness technological tools in the service of a smarter, more sustainable future.”
For his part, Dr. Humam ElAgha, Acting Dean of the College of Engineering and Technology at the University, said: “BuildHer CityHack 2025 embodies our hands-on approach to education. By tackling real-world problems through creative thinking and sustainable solutions, we're preparing women to thrive in the knowledge economy – a cornerstone of the University's vision.”
opinion
Report
ads
Newsletter
Subscribe to our mailing list to get the new updates!