-
"حزب الله" يخسر جولة انتخابية.. ويبقى سلاحه محور القضية
-
شربل عيد: لا يمكن الشراكة مع حزب الله في الحكم.. لأن المسؤولية ستقع على القوى الحليفة له
أظهرت نتائج الانتخابات النيابية الأخيرة في لبنان تراجعاً لـ "حزب الله" الموالي لإيران، مع حلفائه "التيار الوطني الحر" بقيادة وزير الخارجية السابق، جبران باسيل، بينما جاءت النتائج لصالح "حزب القوات اللبنانية" بقيادة سمير جعجع.
وكان اللافت في هذه الانتخابات، هو وصول 14 نائباً عن المجتمع المدني، أو ما يسمى بالتغيريين.
وقد حاز حزب الله وحلفاؤه على 62 مقعداً من أصل 128 في البرلمان في الانتخابات الأخيرة التي جرت في 15 أيار/ مايو الحالي، مقارنة مع الأغلبية التي حققوها في 2018 عندما حصلوا على 71 مقعداً.
من جهته، حاول الأمين العام لحزب الله "حسن نصر الله" طمأنة أنصاره، عبر خطاب متلفز، قال فيه: "لا يمكن لأي فريق أن يدّعي أنه فاز بالأغلبية البرلمانية، مسلماً بخسارة الحزب في الانتخابات".
اقرأ المزيد: الانتخابات اللبنانية.. الداخلية تعلن النتائج النهائية لـ7 دوائر وحزب الله يتراجع
وأضاف نصر الله: "تركيبة المجلس الجديد الحالي هي أنه لا يوجد فريق سياسي اليوم في البلد خلافاً لما كان عليه الحال في 2018.. أن يدعي أن الأغلبية النيابية مع هذا الفريق أو مع ذاك الفريق".
لكن الحزب لم يستكن لهزيمته، حيث وجه تحذيرات قوية لخصومه في الكتل التي حققت أغلبية برلمانية، وقد جاء على لسان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة التابعة للحزب محمد رعد، قائلاً: "نتقبلكم خصوماً في المجلس النيابي، ولكن لن نتقبلكم دروعاً للإسرائيلي ومن وراء الإسرائيلي"، في إشارة ضمنية إلى غريمه حزب القوات. مضيفاً في حديثه لقناة المنار "انتبهوا لخطابكم وسلوككم ومستقبل بلدكم"، وأكمل "لا تكونوا وقوداً لحرب أهلية".
ولم يتمكن حليف حزب الله، التيار الوطني الحر، الذي يتزعمه جبران باسيل، صهر رئيس الجمهورية ميشال عون، من الاحتفاظ بأكثرية نيابية مسيحية، بعد خسارته عدداً من المقاعد لصالح منافسه "حزب القوات اللبنانية".
كما فشل نواب سابقون مقربون من حزب الله والنظام السوري، من الاحتفاظ بمقاعدهم على غرار نائب الحزب القومي السوري الاجتماعي، أسعد حردان، عن المقعد الأرثوذكسي، والذي يشغله منذ 30 عاماً، والنائب الدرزي طلال أرسلان في دائرة عاليه في محافظة جبل لبنان، وفيصل كرامي ونائب رئيس البرلمان، إيلي الفرزلي، وكذلك هزيمة رئيس حزب التوحيد العربي وئام وهاب.
ويرى شربل عيد، وهو رئيس جهاز التنشئة السياسية في حزب القوات اللبنانية، في حديثه لـ "ليفانت نيوز اللندنية"، أن "خسارة حزب الله في الانتخابات النيابية الأخيرة، تعتبر كارثية له، حيث كان الحزب يحكم لبنان بقوتين، الأولى قوة السلاح غير الشرعي، والأخرى قوة شرعية من خلال وجوده في المجلس النيابي.
وأضاف، أنهم خاضوا الانتخابات لنزع الشرعية من حزب الله، وقد استطاعوا رفع الغطاء الشعبي عنه، لا سيّما عند المسيحية والسنة والدروز، باستثناء الغطاء الشيعي، رغم تشظّيه، وفقاً لنسبة الاقتراع الضئيلة في وسطه. مبيناً أن حزب الله تعامل في بيئته بهمجية مع مناهضيه بالاعتداء عليهم وترهيبهم وإطلاق الرصاص.
وتابع شربل: "أدرك اللبنانيون بمعظمهم بأن السبب الأساس لمصائب بلدهم، تتمثل في سلاح حزب الله ومصادرته لقرار الحرب والسلم، بالإضافة إلى انغماس الحزب في نزاعات المنطقة، وتهجير الاستثمارات العربية وإقفال الصادرات اللبنانية بوجه دول العالم".
لذا، لجأ اللبنانيون لوضع حدّ لهذا الحزب، وبالتحديد إضعافه في المجلس النيابي بعدم التصويت له ولحلفائه. وبالمقابل هناك قوة أساسية في لبنان، وهي "حزب القوات"، والتي لطالما قالت إن حزب الله، لا يمكن أن يكون بالواجهة السياسية في لبنان، وفقاً للسياسي شربل عيد.
وتابع في حديثه لـ "ليفانت نيوز"، أنه لا يمكن الشراكة مع حزب الله في الحكم، لأن المسؤولية ستقع على القوى الحليفة له، بينما حزب القوات اللبنانية، رفع شعار "مواجهة حزب الله"، ومن يكسب الأكثرية سيحكم، والطرف الآخر يكون في صفوف المعارضة.
اليوم، حزب القوات وحلفاؤه الأكثرية النيابية وسيشكلون الحكومة مع السياديين والتغيريين، وفقاً لمقياس أحلام اللبنانيين، وسيكون الحكم في لبنان نقيضاً لحكم حزب الله، على الرغم من توقع عرقلة الحزب للحياة السياسية، وسيطالب فريق الأكثرية بتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة في لبنان، بما فيها القرار 1901، وما نصّ عليه، ونشر قوات دولية على الحدود مع سوريا لإقفال معابر التهريب، ولا رجوع عن ذلك، وفق تصور عيد.
وفي مقال رأي بعنوان "مأزق حزب الله" بعد الانتخابات، للكاتبة اللبنانية سناء الجاك، قالت: "لم تنفع الجهوزية العسكرية الكاملة لحزب الله ولا استعراضاته ومواكبه السيارة وأعلامه المرفوعة، في تمكينه من الحصول على أكثرية نيابية موصوفة".
وأضافت: "تمكن اللبنانيون من تسجيل أهداف تقارب كسر العظم بوجه الحزب المصادر للسيادة خدمة لمشغله الإيراني". مبينةً أن "نسبة الانتخابات في البيئة التي يعتبرها الحزب حاضنة له ولمشروعه، تعكس يأسها منه ومن قيادته إياها نحو مجهول مدمر، لذا لم تسلم دائرة واحدة من الدوائر التي يمسك بزمام أمورها من تراجع في نسب المشاركة".
وقالت الكاتبة اللبنانية، إن هذا الواقع يفرض قراءة جديدة للخريطة السياسية في لبنان، فالحزب المستقوي بمئة ألف مقاتل و150 ألف صاروخ، لم يستطع دعم الحلفاء المتعثرين.
وتوقعت سناء الجاك، أن يلجأ "حزب الله" بعد مفاجآت الانتخابات النيابية، إلى تغييرات في استراتيجيته، كما فعل في السابق، عندما عمد لتحقيق أهدافه إلى افتعال "حرب تموز" 2006، أو "7 أيار" 2008، والاعتداء على بيروت واحتلال وسطها وصولاً إلى اتفاق الدوحة، أو موجة الاغتيالات، أو شل الحياة السياسية في مجلس النواب وتشكيل الحكومات وانتخاب رئيس للجمهورية.
ويرى مراقبون أن خسارة حزب الله في الانتخابات الأخيرة، تعتبر محطة مفصلية تشبه منعطف عام 2005 على صعيد الانقسام الواسع وانسحاب جيش النظام السوري، وترك البلاد للحزب وتصوراته السياسية والاجتماعية، والتي أنتجت في العام 2019 إفلاساً مالياً وتدميراً للبنية المركزية للدولة لصالح منطق ومفهوم الميليشيا.
لكنهم أجمعوا، على أن نتائج هذا الاستحقاق الكبير ستعيد خلط أوراق الاستحقاقات المحلية المرتبطة بالاهتمامات الدولية والإقليمية، وعلى رأسها انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً لميشال عون، الذي سيخرج نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2022 تاركاً الكرسي للفراغ المفتوح، وهذه الانتخابات حددت للجميع أوزانهم التمثيلية، وتحديداً المسيحية منها، بعد خسارة التيار الوطني الحر الأكثرية المسيحية، وكذلك محاولات سليمان فرنجية تشكيل كتلة برلمانية تخوّله التفاوض على سدة الرئاسة الأولى.
ليفانت - خاص
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!