الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
ولي العهدالسعودي محمد بن سلمان والرئيس الأميركي جو بايدن/ واس

نشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريراً، حول العلاقات السعودية الأمريكية في ظل الظروف العالمية الراهنة، تحت عنوان "صبر السعودية مع بايدن ينفد بشأن صفقة إيران"، متسائلة عن سبب تهديد السعودية بخفض الإنتاج ودعم أسعار النفط هذا الأسبوع؟.

وقالت الصحيفة في تقريرها، ليس من قبيل المصادفة أن التهديد بخفض الإنتاج يأتي هذا الأسبوع حيث يقترب بايدن من إحياء الاتفاق النووي مع إيران، الخصم اللدود للمملكة العربية السعودية. من شأن مثل هذا الاتفاق أن يوفر الإغاثة الاقتصادية لطهران، وبدرجة أقل، أسواق النفط العالمية من خلال إطلاق حوالي مليون برميل يومياً من صادرات النفط الإيرانية التي خنقتها العقوبات الغربية.

هذا التطور، إلى جانب المخاوف بشأن الركود الاقتصادي، وارتفاع التضخم، وضعف الطلب، ساعد في دفع أسعار النفط إلى ما دون 100 دولار للبرميل، في حين أن الرياض لن تقف مكتوفة الأيدي، بينما ترمي واشنطن شريان الحياة إلى طهران.

لم يحظ الاتفاق النووي الإيراني الأصلي، الذي أبرم في عام 2015 في عهد الرئيس باراك أوباما ثم نائب الرئيس جو بايدن، بشعبية كبيرة بين الناخبين. انسحب الرئيس دونالد ترامب من الصفقة في عام 2018، مما أدى إلى تحسن كبير في العلاقات الأمريكية السعودية.

اقرأ أيضاً: أسعار النفط ترتفع.. بعد تنبيه من السعودية لـ أوبك

وأشارت الصحيفة، إلى أنه ليس سراً أن بايدن يريد أن تنخفض أسعار النفط، المحرك الرئيسي للتضخم، قبل انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر. كثيراً ما ناشد الرئيس المملكة العربية السعودية، ومؤخراً في منتصف يوليو أثناء زيارة إلى الرياض، للمساعدة في إضافة المزيد من الإمدادات. لكن القادة السعوديين قاوموا طلبات بايدن.

يشير تهديد هذا الأسبوع إلى أن المملكة العربية السعودية تريد وضع حد أدنى قدره 100 دولار للبرميل تحت سعر النفط، ولا يمكن أن تكون إدارة بايدن سعيدة بذلك.

وتابعت الصحيفة بالقول، بالنظر إلى ما رأيناه في أسواق النفط هذا العام مع عدم قدرة منتجي (أوبك+) المتكرر على بلوغ الحصص المتزايدة، من المذهل أن يفكر أكبر عضو في منظمة أوبك حتى في خفض الإنتاج لمعالجة انخفاض الأسعار.

وألمحت الصحيفة إلى إمكانية أن تكون عملية التخفيض لكميات النفط، بأنها تنم عن انتقام سياسي لسعي بايدن إلى التوصل إلى اتفاق نووي وتحسين العلاقات مع إيران.

تعد روسيا المنتج الرئيسي الآخر في تحالف (أوبك+)، وهي بحاجة إلى أسعار نفط أعلى لأن العقوبات الأمريكية والأوروبية أضرت بقدرتها على إنتاج وتصدير النفط. يتعين على موسكو بيع براميلها بخصم حاد قدره 30 دولاراً للبرميل للعثور على مشترين راغبين في آسيا حيث تدير أوروبا ظهرها للطاقة الروسية وتشديد العقوبات الغربية على الاقتصاد الروسي.

وهذا يعني أن الانخفاض الأخير في أسعار النفط كان قاسياً بشكل خاص على موسكو منذ تقلص هوامش أرباحها النفطية بشكل كبير. قد يصبح الوضع أكثر خطورة حيث يناقش الغرب نظام سقف أسعار النفط الروسي لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.

إلى ذلك، مازال السعوديين ينظرون إلى روسيا كعضو مهم في مجموعة (أوبك+) وحليف أساسي في الشرق الأوسط، وربما أكثر أهمية من أمريكا في عهد بايدن.

وبناء عليه، طرحت الصحيفة السؤال التالي: حتى لو توسطت الولايات المتحدة وإيران في صفقة نووية، ما مدى التأثير الإيجابي الذي سيكون له إذا خفضت (أوبك+) الإنتاج لمنع الأسعار من الانخفاض إلى أقل من 100 دولار؟ أي أمل في الحصول على نفط دون 90 دولاراً لفترة طويلة يبدو غير واقعي في ظل ظروف السوق الحالية.

اقرأ أيضاً: وزير الطاقة السعودي: لدى "أوبك+" الإمكانية لخفض الإنتاج في أي وقت

يبدو أيضاً أن السعوديين يحاولون توضيح نقطة حول الحاجة إلى مزيد من الاستثمار طويل الأجل في إمدادات النفط، وهو مجال آخر يختلفون فيه مع إدارة بايدن التي تركز على المناخ.

في حين يعتقد بايدن أن الوضع الحالي لضيق العرض يمكن معالجته من خلال المصادر الحالية ومناورات السياسة قصيرة الأجل، الإطلاقات من الاحتياطي البترولي الاستراتيجي، وتخفيف لوائح الوقود الحيوي، والحد الأقصى للأسعار التي تحافظ على تدفق النفط الروسي ولكن بأسعار منخفضة، وما إلى ذلك. بينما السعودية لديها نظرة مختلفة على السوق.

تشهد الرياض تحولاً أكثر تدريجياً في مجال الطاقة سيتطلب استثماراً قوياً مستمراً في إمدادات النفط المنبع لعقود.

وقال وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان هذا الأسبوع عندما تحدث عن "الحلقة المفرغة الدائمة من السيولة الهزيلة للغاية والتقلب الشديد في الأسعار" في أسواق النفط، وكيف "تم تضخيمها من خلال تدفق القصص التي لا أساس لها من الصحة حول المطالبة بالتدمير، والأخبار المتكررة حول عودة كميات كبيرة من العرض، والغموض وعدم اليقين بشأن الآثار المحتملة للحدود القصوى للأسعار، وعمليات الحظر، والعقوبات".

وهذا انتقاد لاذع للتدخل الحكومي المتفشي في أسواق النفط، والذي أضر بوظيفة اكتشاف الأسعار، والتي كانت إدارة بايدن أكبر مرتكب هذه الأعمال، وقد اكتفى السعوديون بذلك.

ليفانت نيوز_ "فوربس"

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!