الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • «عروض الشارقة» يعود في موسمه الثاني خلال يناير الجاري

«عروض الشارقة» يعود في موسمه الثاني خلال يناير الجاري
عروض الشارقة

تعلن مؤسسة الشارقة للفنون عن عودة الموسم الثاني من برنامج «عروض الشارقة»، بعد أن جرى تأجيله مسبقاً، تضامناً مع أهلنا في غزة وعموم فلسطين الذين يتعرضون إلى عدوان وحشي من قبل جيش الاحتلال، حيث جرى تعديل البرنامج ليستهل عروضه بعمل يبرز النضال الفلسطيني، وليقام في الفترة بين شهري يناير وفبراير 2024، ساعياً لخلق مساحة للتفاعل والحوار بين الفنانين والجمهور نحن بحاجة إليها اليوم أكثر من أي وقت مضى.

يقدم هذا الموسم ثمانية عروض أدائية معاصرة تبدء على خشبة مسرح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، مع عرض نتائج ورشة عمل متخصصة للمحترفين (ماستر كلاس) في التمثيل، تقام تحت إشراف الممثلة والكاتبة المسرحية جليلة بكار، والتي تعتبر علامة بارزة في المسرح العربي، وبمشاركة ممثلين شباب من الشارقة ومنطقة الخليج العربي لقراءات من نصها الأول «البحث عن عايدة»، والذي تم تقديمه لأول مرة في بيروت عام 1998، بمناسبة مرور خمسين عاماً على ذكرى النكبة، كعرض لممثلة واحدة تشاركُ فيه الجمهور رحلة بحثها عن صديقتها الفلسطينية عايدة، وتتناول فيه مراحل المأساة الفلسطينية، حيث أنها لا تتخفّ وراء أي شخصية مسرحية، بل تدخل إلى الخشبة وحيدة، وفي يدها ملف من الأوراق، وتشارك الجمهور قصة بحثها عن صديقتها.

مع استمرار تلك المأساة وتفاقمها، وبعد مرور خمسة وعشرين عاماً على العرض الأول للنص، وخمسة وسبعين عاماً من احتلال فلسطين، تشارك بكار نصها مع ممثلين شباب، ليتم تقديم نتاج الورشة إلى الجمهور، في مقاربة معاصرة لنص تأسيسي في تاريخ المسرح العربي.  


وفي نفس اليوم على مسرح الأكاديمية أيضاً، تقدم فرقة تاو ييه للرقص المعاصر عرضها الذي يحمل اسم «4»، ويتمحور حول أربعة أجساد تبدو كأنها معصوبة العينين، وتتحرك على الخشبة بانسيابية عالية ودقة شديدة، حول نقطة مركزية تظهر وكأنها هي التي تتحكم بالأجساد، حيث يؤدي الرباعي الحركات نفسها بلا هوادة، كما لو كانت هناك رغبة في تحقيق التوحد، كما يحافظ المركز على تجمع الأجساد معاً من دون أي خرق للمسافة المرسومة فيما بينها. 

يستكشف عمل تاو ييه إمكانيات الجسد البشري الذي يتحول إلى عنصر بصري ينطلق خارج ما يمكن أن يرسمه السرد أو العرض من حدود، فتصميم الحركات تجريدي للغاية، والأجساد تؤخذ إلى مستوى لا يمكن معه التعامل معها إلا كعنصر يدرك بالحواس وحدها.

تتطور الحركة بمهارة وحرفية شديدة، وتتصاعد ببطء كأنها نوع من التأمل الصوفي، بمصاحبة موسيقى من أصوات رشيقة مليئة بالحيوية، تصطدم بتأوهات آلة وترية مولدةً طاقة لا تقاوم، كأنها تحرض الأجساد على الحركة فوق خشبة المسرح البيضاء اللامعة.
يستكشف العرضان الافتتاحيان للبرنامج، الطرق المبتكرة لتفاعل الفن المعاصر في مجالاته المتنوعة مع التراث، سواء المادي أو المعنوي، في عملية إبداعية معقدة تتطرق إلى موضوعات الهويات، والخصوصيات الثقافية، والنظم المعرفية الخاصة بالشعوب والجماعات والأقليات.

وكما اشتبك الموسم الأول، مع الأماكن العامة، وقام بتقديم عدد من العروض الأدائية في شوارع وساحات المدينة، كذلك يتفاعل برنامج هذا العام مع المشروع الحضري والثقافي والفني المستمر منذ ثلاثين عاماً لوسط مدينة الشارقة، حيث يقدم معظم عروضه في فضاءات فنية وبيوت وساحات تراثية، كما في عرض «تحولات 2» من إخراج الفنانة آسيا الجعايبي، بالاشتراك مع والدتها جليلة بكار كتابة وتمثيلاً، والذي يقام مبنى دار الندوة في ساحة الخط، أيام 19 و20 و21 يناير/ كانون الثاني 2024.

يحمل العرض نظرة نقدية من فنانة شابة لتاريخ عايشته منذ كانت طفلة في الرابعة من عمرها، ويتطرق لعلاقتها الشخصية مع أمها ومع فن المسرح، والعمل الثقافي، وعلاقة الفن بالسياسة، مشتبكاً مع انطباعات ممثلة وفاعلة ثقافية، تعتبر إحدى أيقونات المسرح التونسي والعربي.. هي رحلة بكار التي تقارب الأربعين عاماً في الفن والمسرح، والتي تتكثف في عمل فني يتداخل فيه الشأن الخاص والعام، في مساحة ملتبسة تتأرجح بين الحقيقة والخيال.

تحتجز الابنةُ -مخرجة العمل- أمَها الممثلة في قفص زجاجي في كواليس مسرح متخيل، فتضعها أمام الأمر الواقع لتخاطب الجمهور وتتورط في مواجهة، تبدو كجردة حساب عن المسرح والعمل الثقافي، كما عن الذكريات ومكنونات الوجع الذي في داخلها. لقاء بين جيلين ينطلق من المسرح ليتطرق إلى الواقع السياسي والاجتماعي في تونس، مع نظرة نقدية للمنظومة السياسية والبيئية، والصحية، والثقافية، والاقتصادية.

ينتقل البرنامج إلى ساحة بيت عبيد الشامسي، والذي يقدم فيها المخرج ومصمم الرقصات رضوان مريزيغا عرضه «ليبيا» يوم 26 يناير 2024، وهو مغامرة فنية مدهشة يشترك فيها مع الراقصين في استكشاف النظم المعرفية التي تناقلت عبر الأجيال للشعب الأمازيغي وساعدت في الحفاظ على اللغة والعادات.

ثم إلى مبنى الطبق الطائر الذي يستضيف خلال أيام 27 - 28 يناير، و3 -4 فبراير، عرض «العودة» للفنان ريان تابت، الذي يتتبع تاريخ تمثال على شكل رأس ثور من الرخام، اكتُشف أثناء التنقيب في معبد أشمون الفينيقي في عام 1967 في لبنان.

ثم إلى معهد الشارقة للفنون المسرحية، يوم 2 فبراير، حيث يقدم عرض «كورال الشبيبة» للفنانة المسرحية جوديت بوروتش والفنان التشكيلي بينس جيوروغي بالينكاس والمؤلف الموسيقي ماتيه تشيغيتي، والذي يتتبع بشكل فريد كيف تستخدم السياسة الفن والرياضة عبر العصور.

يعود البرنامج إلى بيت السركال في ساحة الفنون لتقديم تجربة فنية جديدة تحت اسم «ربما هنا»، أيام 9 و10 و11 فبراير 2024، والتي يشارك فيها العديد من فناني المسرح والتجهيز الفني الحي، وفناني الفيديو والشعراء والكتاب.

 وفي ساحة الخط، يختتم الموسم فعالياته يومي 17 و18 فبراير مع عرض المخرج موهيت تاكالكار «هونكارو»، والذي يتم تقديمه بالتعاون مع مؤسسة إشارة للفنون، ويتألف من ثلاث قصص معاصرة، تتناول تجارب ومحناً إنسانية مختلفة يربط بينها جميعاً أهمية الأمل لاستمرار الحياة، والتي تبدو من دونه جحيماً لا يطاق.

منذ انطلاقته في العام الماضي، يسعى موسم العروض الأدائية لمؤسسة الشارقة للفنون إلى اكتشاف مساحات اللقاء بين الفنانين المعاصرين وجمهور المدينة، واختبار تجارب من الإبداع المعاصر والحيّ في مجال فنون الأداء، والتي ترتبط بشكل وثيق بخصوصية مدينة الشارقة وسكّانها وفضاءاتها الحضرية وتراثها المعماري، وبمشاركة تفاعلية مع الجمهور والفنانين المحليين.

حول مؤسسة الشارقة للفنون

تستقطب مؤسسة الشارقة للفنون طيفاً واسعاً من الفنون المعاصرة والبرامج الثقافية، لتفعيل الحراك الفني في المجتمع المحلي في الشارقة، الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة. وتسعى إلى تحفيز الطاقات الإبداعية، وإنتاج الفنون البصرية المغايرة والمأخوذة بهاجس البحث والتجريب والتفرد، وفتح أبواب الحوار مع كافة الهويّات الثقافية والحضارية، وبما يعكس ثراء البيئة المحلية وتعدديتها الثقافية. وتضم مؤسسة الشارقة للفنون مجموعة من المبادرات والبرامج الأساسية مثل «بينالي الشارقة» و«لقاء مارس»، وبرنامج «الفنان المقيم»، و«البرنامج التعليمي»، و«برنامج الإنتاج» والمعارض والبحوث والإصدارات، بالإضافة إلى  مجموعة من المقتنيات المتنامية. كما تركّز البرامج العامة والتعليمية للمؤسسة على ترسيخ الدّور الأساسي الذي تلعبه الفنون في حياة المجتمع، وذلك من خلال تعزيز التعليم العام والنهج التفاعلي للفن.

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!