الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أبو بكر البغدادي : السجون "السجون دكوا الأسوار فكوا العاني"

أبو بكر البغدادي : السجون
حسين احمد

حسين أحمد - كاتب سوري


التصريحات والتسجيلات الصوتية لأطراف أو شخصيات سياسية هل هي بروبغاندا دعائية؟ أم أنها أوامر على شكل شفرات تفككها جهات مختصة؟ هذه ألأسئلة باتت محل نقاشات بين المهتمين والمحللين السياسيين ,وهنا كانت الآراء متباينة حول ما كان ينشر من تصريح هو نتيجة لتشتيت الانتباه لخسائر منيت بها أطراف معينة أم أنها وسيلة لنشر فكر أو رسالة ما؟ 

من هنا استوقفتني تصريحات مسؤول تنظيم الدولة أبو بكر البغدادي.


بالرغم من عدم اهتمام الرأي العام والتحالف الدولي بالرسالة التي أطلقها أبو بكر البغدادي عبر تسجيل صوتي له في 16 أيلول تحت عنوان: ( قل واعملوا) عبر مؤسسة الفرقان الإعلامية التابعة لتنظيم داعش, ما بثه البغدادي لم يكن سوى إرسال رسائل دعائية مبطنة حيث يحمل التسجيل الصوتي رسائل عدة بين أسطرها إلا أن أهمها جاءت لتؤكد على التكاتف والتلاحم الروحي فيما بين أعضائه بالقول: "السجون السجون دكوا الأسوار فكوا العاني - أي الأسير- يا جنود الخلافة" "أيها الإخوة والأخوات أبذلوا قصارى جهدكم لتحريرهم وهدم الجدران التي تقيدهم"، ومن جهة ثانية يريد البغدادي التأكيد لأتباعه وأنصاره المتواجدين في مناطق متفرقة في العراق وسوريا واليمن وأفغانستان والصومال وليبيا وتونس, بأن هؤلاء المقاتلين القابعين في السجون هم مخلصين ومتدينين ,وأوفياء للخلافة والإسلام، كما أنه يؤكد في تسجيله الصوتي، بأن تنظيم الدولة الإسلامية مهتمة بمقاتليها حتى عندما يتم القبض عليهم ويكونوا أسرى وأنها لن تتخلى عنهم مهما كان الثمن


ثمة رأي أخر يقول: "بأن هذا الخطاب أو النداء يشوبه حالة من اليأس والإفلاس في المحتوى الاستراتيجي والتكتيكي الذي كان يتمتع به تنظيم داعش الإرهابي في ( 2013- 2018 )، وأنه مجرد صرف النظر عن الخسائر الفادحة التي مني به التنظيم بين صفوف مقاتليه، إلا أنه لم يأت من الفراغ دون أن يهدف إلى خطوات من شأنها تحديد استراتيجيات جديدة لهم، لذلك يجب أخذ الحيطة والتعامل مع مثل هكذا نداء الذي يحتوي بين أسطره أهداف عسكرية بكل جدية وخاصة في المناطق التي تسطر عليها قوات سوريا الديمقراطية (ق . س. د) والتي تتواجد فيها المخيّمات ومعتقلات التي تعج بأفراد ومقاتلين من تنظيم داعش والتي تم اعتقالهم في أوقات مختلفة آخرها في(باغوز ).


مما يقرأ من فحوى رسالته أن تنظيم داعش يحاول تنظيم نفسه من خلال إستراتيجية جديدة عن السابق, وأن الروح الدينية لمقاتليه واحدة يجب الإحاطة بجدية لأن مناطق التي يسيطر عليها قوات سوريا مستهدفة من ذلك وأيضاً وهي رسالة واضحة لكل من يحاول أن يتدخل بأمور ومصير هؤلاء المعتقلين وأيضاً هي رسالة إلى دول التحالف والدول العالمية بأن تتجنب إرسال قضاة أو تقديم أي دعم لإنشاء المحكمة الخاصة بهم.


وأخيراً : هل هذه الدعوة من شأنها أن ترفع من معنويات مقاتلي داعش؟ مما ستدفع بإستراتيجية جديدة للتغير بحيث تصبح ملائمة ومتوافقة للنداء الصوتي لأبو بكر البغدادي!


 




النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!