الوضع المظلم
الأحد ١٩ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
ألا تخجلون
إبراهيم جلال فضلون (1)

تتوحش الشهية الإسرائيلية «بزيادة» حجم التدمير والقتل، أن «تقلل» من زمن العمليات، بعدما أصبح عُنصر الزمن عنصراً مُحرجاً لكل أصدقاء وحلفاء تل أبيب في الجريمة، فبالكاد هي مُتفوقة في القتل وعدده، لكنها بلا شك ليست مُتفوقة في القتال ودروبه.

فبالمقارنة لموازين القُوى لا تتناسب ولو بواحد في المئة، من حيثُ عدد الجيش الإسرائيلي أكثر من 450 ألف (أساسي واحتياطي تم استدعاؤه)، مقابل 30 مقاتل من حماس، ومن حيثُ الإنفاق 34 مليار دولار للجيش الإسرائيلي سنوياً، ويضاف إليهم 12 مليار دولار معونة عاجلة من واشنطن عقب أحداث 7 أكتوبر، مقابل ما بين 250 إلى 300 مليون دولار لكتائب القسام، وتسليح الأخيرة لا يتضمن أي سلاح جو (مقاتلات – قاذفات – طائرات عمودية)، وأغلبهُ شعبي في ورش بدائية، بتكنولوجيا إيرانية، وتصميمات كورية شمالية، وعلى الرغم من الفارق الشاسع وجبروت وفظاعة قوة النيران الإسرائيلية، فإن اليد العليا، في يد القلة من كتائب القسام، وليعترف منهم ومن بني جنسهم بالفشل، حتى جوزيب بوريل يقر بفشل أوروبا أخلاقيا وسياسيا تجاه الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، الذي راح ضحاياه أكثر من 55 % أطفال من جملة أكثر من 11 ألف شهيد، في أكبر مقبرة أطفال في العالم على مساحة غزة دون النظر لرسالة أطفال داخل متحف مفتوح من سجون الاحتلال فهل فهم العالم رسالة أطفال.. "دعونا نعيش"، وهو ما جعل مديرة نشاط التمريض في منظمة أطباء بلا حدود، إميلي كالي كالاهان، تخرج فور عودتها لأميركا عن صمتها لتُعلن أمانة الغزاويين وحمايتهم لها ومن معها حتى الخروج بأمان قائلة: "تم نقلنا حوالي 5 مرات على مدار 26 يومًا بسبب مخاوف أمنية، وكان أحد الأماكن التي انتهى بنا المطاف فيها هو مركز تدريب خانيونس، نسميه KYTC...  وبحلول الوقت الذي غادرنا فيه إلى هناك، كان هناك 35 ألف نازح داخليًا يعيشون بجانبنا، فهناك 50 ألف شخص في مُخيم واحد، يهتمون بسلامتنا ويلا يخشون على أنفسهم، إنهم أبطال".

بينما تطلب حكومة إسرائيل بتفاهتها رغم تقنياتها وأقمارها وحلفائها الدمويين من النجمة الأميركية تايلور سويفت، نجمة البوب، المساعدة في العثور على جندية مراهقة مفقودة منذ 7 أكتوبر واستخدام نفوذها القوي على وسائل التواصل الاجتماعي، لمحاولة تحديد مكان روني إيشيل التي وُصفت بأنها معجبة كبيرة بسويفت، بينما لا يرق قلوبهم لأطفال غزة وأجنة تموت قبل أن تولد، في حرب لا تُبقي ولا تذر، طرفاها يهود وماسونيون باحتلال واغتصاب أرض منذ الخليقة حُرة إسلامية عربية، بينما الطرف الثاني لا حول وله ولا قوة، وقد قالها أوباما: "كلنا متواطئون إلى حد ما".. الغرب بدوافعهم الخسيسة، والعرب بغيابهم الوحدوي، وسعيهم وراء التطبيع المكلوم والمطبوع بدماء الأطفال ومقابر الأبرياء، أواه يا فلسطينُ، ويا غزة الإسلام، يا وطن بكى من نزيفه الحجر، إن كُنا بعيدين عنك سكناً، فكُلّنا مسكونون بـ «فلسطيننا الضائعة»، لكننا والله نأبَى إلّا أن نهجرها، وعلى خُطا صلاح الدين محرراً، وصرخة المعتصم بالله لسيدة، والله لا نرتاد المنافي إلّا في طلبها، منذ أن كانت ترفرف  في مجاهل القدم باسمها «أطلانطيدا»، وعشقناها في الزمن الكلاسيكي «إيثاكا»، واستعارت اسم «واو»، في ميثولوجيا أهل الصحراء الكبرى، حتى غدا في ناموس التوحيد «الفردوس المفقود».
فلله دُرك يا سر الوجود، ويا أعجوبة الخلود، وأسطورة لا تُقهَر، فهزمت الإسكندر المقدوني، الذي حكم العالم، منذ ألفي وثلاثمائة عام، ودحرت جيوش  بونابرت الذي فقد على يد حاكمها رُسُلهُ، وأمر الحاكم بقتلهم، لتعود الكرة على يد أهلها في دحر يهود الاحتلال من صنعوا القانون الدولي فتخلى البشر عن قانون الله وعدالته لعدالة قانون قاتل للحياة، فوقفوا للعالم وأهانوه، ونحنُ نُصفق لهم دون حياء، فلكم الله يا أهل الضياء وشعب الله، فسقياكم من الفردوس مياهاً لا يظمأ بعدها أحد، وطعامكم من جنان الله الخالدة لا جنان الطهاة وعُراة الغرب وماسونية المال، فأنتم الفائزون ونحنُ والله خائنون.. فمنا من لا يملك لكم إلا الدُعاء قد يُغير مقادير الحياة، ومنا من يملك المال ففاز بتبرعه، وخاب من بخل عنكم في دارين، ومنا من يملك القوة والسطوة فأنسته المكان، فهيهات هيهات لا أمان لليهود، فهُم خائنون لبعضهم، فمن أنتم لهم؟ لا شيء.

ومثلما كانت غزة مقبرة للأطفال، فقلوبكم مقبرة للشيطان، ودياركم حفرة من نيران، فلا أنتم بشر بكم إيمان، ولا أنتم بشر عميانُ، فأواه أواه لقد اشتكي وبكب لحال فلسطين الحجر، فما وصفكم؟

ليفانت - إبراهيم جلال فضلون

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!