-
السجن مدى الحياة لضابط استخبارات النظام السوري السابق "أنور رسلان"
أصدر القضاء الألماني، اليوم الخميس، حكماً بالسجن مدى الحياة على ضابط الاستخبارات السابق لدى النظام السوري، أنور رسلان، في أول محاكمة تاريخية ضد نظام بشار الأسد.
وكان الادعاء العام الألماني طالب بالسجن المؤبد بحق رسلان، خلال جلسة مطلع كانون الأول الفائت، بتهم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية.
وبحسب الادعاء يواجه رسلان تهماً بقتل 58 شخصاً، وتعذيب 4 آلاف آخرين في فرع الخطيب، خلال الفترة الممتدة ما بين 29 نيسان 2011 حتى 7 أيلول 2012، وفق "فرانس برس".
أقرّ أنور رسلان، بوقوع تعذيب في فرع الخطيب بشكل كامل. وذلك خلال مرافعته الختامية بمحكمة كوبلنز الألمانية.
واعترف رسلان بوجود التعذيب في الفرع "251"، متّهماً عدداً من المسؤولين داخل الفرع بعملية تعذيب المعتقلين "ليلاً نهاراً".
ونشر "المركز السوري للدراسات والأبحاث القانونية"، يوم أمسِ الأربعاء. بأنّ رسلان، أقرّ خلال مرافعته في السادس من الشهر الجاري، بسماع أصوات المعتقلين أثناء التعذيب ووفاتهم.
ووجه اعتذاراً إلى كامل الشعب السوري لكونه "لم يستطع منع آلة القتل"، مطالباً في الوقت نفسه المحكمة الألمانية بـ"الحكم العادل".
وقال محامي الدفاع بوكر بأنّ رسلان كتب تصريحاً بنفسه، تمت قراءته ضمن قاعة المحكمة، بدأه بعبارة: "أنا لا أدافع فيها عن نفسي وحسب، بل سأقول الحقيقة أيضاً".
وأكّد رسلان في رسالته المطوّلة عدم مسؤوليته عن إصدار الأوامر بتعذيب وقتل المعتقلين، قائلاً: "أنا لم أصدر أمراً واحداً بالتعذيب أواستخدام العنف أو إساءة معاملة أحد السجناء"، واتهّم المقدم عبد المنعم النعسان وضباط من قسم الأربعين ومدير السجن و3 من موظفيه، وشخص يدعى أحمد نوح، بارتكاب سوء معاملة المعتقلين، بدوافع "ذات طبيعة طائفية".
وأشار رسلان إلى أنّه "خاطر بحياته لمساعدة الناس وتخفيف معاناتهم". لافتاً إلى أنّه "لم يشارك بأي حملة اعتقال لأي شخص في المظاهرات أو أي مهمة خارج الفرع 251".
واتهم توفيق يونس وحافظ مخلوف، اللذان كانا مسؤولان عن الفرع، وبإيذاء المعتقلين من أجل تدمير المعارضة، ونفذا أيضاً الاعتقالات الجماعية مع مندوبي الحرس الجمهوري".
واعترف رسلان بحدوث حملة اعتقالات ضخمة لمواجهة المتظاهرين مطلع الثورة السورية، إلا أنه "حاول قدر المستطاع الإبقاء على عدد السجناء في فرع الخطيب منخفضاً" بعدما صُدم بمدى "خطورة تزايد عدد المعتقلين".
وذكر رسلان بأن حافظ مخلوف ابن خال رئيس النظام السوري، والعاملين لديه في دمشق وريفها، استغلّوا قوته ونفوذه: "وبذلك تم القبض على عدد كبير من الأشخاص وتعذيبهم ونُقلوا بعد ذلك إلى الخطيب وهم مصابون".
ووفق رسلان، لم يكن هناك رئيس حقيقي لقسم التحقيق منذ مطلع عام 2011، و"اقتصر دوره آنذاك على فحص بعض النتائج، وفي هذا الهامش الضيق كان يحاول مساعدة الناس".
اقرأ أيضاً: شاهدٌ يؤكد: رسلان ضربني لأنني قمت بتصويره
وذكر رسلان أنّ المعتقلين قٌسّموا إلى فئتين: الفئة الأولى هم (المسلحون) والفئة الثانية (مستشفيات ميدانية وتمويل ونشطاء).
وادعى رسلان، أنّ المقدم عبد المنعم النعسان بمساعدة ضابطين اثنين، هم المسؤولين عن تعذيب المعتقلين ليلاً ونهاراً، موضحاً أن النعسان يرفع مذكرات الاعتقال إلى رئيس الفرع دون الرجوع إليه.
كما وصف رسلان سوء الظروف الصحية للمعتقلين، وقال إن: "كل الأشياء التي حصلت في الفرع هي بسبب الأعداد الكبيرة للمعتقلين، حيث وضع داخل الفرع أضعاف الطاقة الاستيعابية له، ما أدى إلى سوء التغذية وسوء الظروف الصحيَّة".
وكان رسلان قد طلب من المحكمة الألمانية "الحكم العادل" بعد احتجازه لمدة 3 سنوات، حيث أوشك على بلوغ الستين من العمر، وبدأت الأمراض المزمنة تنهش جسده، على حد قوله.
ليفانت نيوز_ وكالات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!