الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أنيسة النقراشي لـ "ليفانت": مؤتمر "هي.. صانعة السلام" يسعى لإبراز القوة الناعمة في تحقيق السلم

أنيسة النقراشي لـ
أنيسة النقراشي ل ليفانت: مؤتمر " هي.. صانعة السلام" يسعى لإبراز القوة الناعمة في تحقيق السلم

"لو حكمت النساء العالم لاختفت الحروب، إلا ساعات طويلة من الجدال الحاد والثرثرة" تبدو هذه المقولة ساخرة نوعاً ما لكن الدراسات تظهر فعلاً أن النساء أكثر تعاونية وموجهة نحو الفريق، وأقل ميلًا إلى الصراع لحل المشكلات.

لا تأتي هذه النظرة من فراغ، فالنساء هم أكثر من يعانون في مناطق النزاع. وغالبًا ما يكنّ هدفًا لقوات الغزو، لذا لا بد من إشراكهن في عملية صنع السلام، ومن ثم يمكنهن أيضاً مساعدة المجتمع على التعافي ".

رغم الانتقادات بأنّ وصول المرأة للحكم قد يجعلها أكثر ميلاً للحرب وسوق بعض الأمثلة التاريخية على ذلك مثل "مارغريت تاتشر"، رئيسة الوزراء البريطانية التي شنت حرباً ذات شعبية كبيرة في جزر فوكلاند، و لاكشمي باي، ملكة جانسي وزعيمة التمرد الهندي 1857-58 ضد البريطانيين، أو حتى إيميلين بانكهورست، التي أصبحت بعد ذلك، في عام 1914، مؤيدة صاخبة لدخول بريطانيا في الحرب العظمى.

اقرأ أيضاً: وزير الخارجية اليمني السابق لليفانت نيوز اللندنية: لم نسمع أن إيران قدمت حبة قمح لإغاثة الشعب اليمني

لكن هذه الأمثلة لا تلغي نتيجة أن النساء أكثر ميلاً للسلم لأنه على مر التاريخ، كانت القيادات النسائية نادرة للغاية.

مؤخراً، عقد المؤتمر الدولي حول القيادات النسائية العربية والأفريقية في نشر ثقافة السلام بنسخته الثانية.

وقبل أيام، اُختتمت أعماله بتوصيات كان أهمها "تعزيز دور المرأة في منع الصراعات وحلها  وبناء السلام وكذا مساهمتها المتكافئة و مشاركتها الكاملة في جميع الجهود الرامية إلى حفظ السلام و الأمن".

ليفانت نيوز ألقت الضوء على المؤتمر وأهميته، وكان الحوار مع الدكتورة أنيسة النقراشي رئيسة المؤتمر لتجيب عن تساؤلاتنا..

تقول النقراشي "بسلام جمع مؤنث السالم احتضنت مدينة مراكش بالمملكة المغربية الدورة الثانية للمؤتمر الدولي حول "القيادات النسائية العربية والإفريقية في نشر ثقافة السلم". 

وتضيف: "تحت شعار: "هي...صانعة السلام" وذلك من تنظيم مؤسسة "نور" للتضامن مع  المرأة القروية" في الفترة الممتدة بين  9 الى 11 من سبتمبر  2022".        

وعند سؤالها حول الفرق بين المؤتمر الدولي الثاني والأول، لاسيما، وأن هذا المؤتمر هو الأول من نوعه على مستوى المنطقة؟

تجيب الدكتورة النقراشي بأنّ الدورة الأولى من المؤتمر قد انعقدت ما بين 6-و8مارس 2020  في شروط غير اعتيادية، حيث صادفت بداية جائحة كوفيد 19  لذا اضطرت الهيئة المنظمة عبر مؤتمر صحفي إلغاء أهم فعاليات المؤتمر وذلك جراء الإغلاق الرسمي رغم حضور جميع المشاركين  والضيوف، والاقتصار على بعض الأنشطة البسيطة التي اتخذت فيها جميع  التدابير الاحترازية الموصى بها كتوقيع وتقديم الكتب  وتوزيع تذكارات وشواهد تقديرية.

تضيف النقراشي: "أنّ الدورة الحالية، شاركت فيها أكثر من ثلاثين دولة ممثلة بشخصيات نسائية وازنة كسمو الأميرة الدكتورة دعاء بنت محمد عزة من المملكة  العربية السعودية، والسيدة عواطف حيار وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة من المملكة المغربية، والسيدة شانتال يلو مولوب المستشارة الخاصة لرئيس دولة جمهورية الكونغو الديموقراطية في شؤون الشباب الجندر  والعنف ضد المرأة، كما حضرته وفود لمؤسسات عربية ودولية ومجلس وزراء الشؤون الاجتماعية  بدول مجلس التعاون لدول الخليج. 

"فضلاً عن حضور وازن لنساء رائدات خبيرات أكاديميات فاعلات في الميدان الاقتصادي الفكري الاجتماعي التنموي والسياسي  عربياً وإفريقياً، اللائي  ستسهمن  من خلال ندوات وموائد مستديرة بمداخلاتهن  لمقاربة  دور المرأة العربية والإفريقية في تقوية وتنمية ثقافة السلم والسلام والتعايش  من أجل  عالم مستقبلي  أفضل".                                  

*. بالحديث عن دور المرأة في صنع السلام، كيف يتجلى ذلك.. في وقت ما تزال فيه القوانين  في معظم الدول العربية قاصرة عن حماية المرأة، والنساء يناضلن لنيل حقوقهن؟ 

ترى الدكتورة النقراشي أن "الرهان على التفعيل الفعلي لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1325، المتخذ بالإجماع في 31 تشرين الأول 2000، حول المرأة والسلام والأمن".

وتتابع : "إلى جانب كون المؤتمر يتبلور حول رؤية استشرافية لآفاق مفتوحة من خلال دورات قادمة تستحث استمرارية متواصلة من مد جسور تعاون تنموية تصل بين المرأة العربية و الإفريقية. 

* كيف يظهر دور المرأة في تحقيق ودعم مسارات التنمية في جميع مجالاتها، الاقتصادية والاجتماعية، حسبما يهدف المؤتمر، وهل تحضرك أمثلة في هذا السياق؟

تعتقد النقراشي أن ذلك يأتي "من خلال تبادل رؤى وخبرات الرائدات في مختلف التخصصات  عبر تسليط الضوء على أهم الرؤى الحديثة والمستجدات لتمكين المرأة وتعزيز دورها القيادي والريادي عربياً وإفريقياً، ونقل تجاربها التنموية الناجحة وتنسيق المواقف المشتركة في الشأن النسائي هذا من جهة.

اقرأ أيضاً: مهدي عفيفي لليفانت نيوز اللندنية: زيارة الرئيس الأمريكي الأخيرة إلى السعودية وضعت العلاقات الأمريكية الخليجية مرة أخرى على الطريق الصحيح

تضيف: "من جهة أخرى لا بد من  إبراز وتثمين مستجدات الترسانة القانونية بالمملكة المغربية في ما يخص مجموعة من النصوص القانونية المهيكلة، الهادفة إلى تطوير منظومة المال والأعمال، وتشجيع الاستثمار، وتنشيط الدورة الاقتصادية، ودعم المقاولات الوطنية وغيرها من الأوراش الاقتصادية والاجتماعية التي تعتبر  في قلب الإستراتيجيات التنموية الكبرى للمملكة". 

*.إذا كان المؤتمر يخرج بتوصيات، كما قرأنا وشاهدنا، ما التوصيات الجديدة التي خرج بها المؤتمر مقارنة بالتوصيات السابقة،  وما مدى تأثيره على صنّاع القرار في الأنظمة العربية 

تسرد السيدة أنيسة أهم توصيات المؤتمر كما يلي:

يؤكد المشاركون مجدداً على الدور الهام للمرأة في منع الصراعات وحلها وفي بناء السلام، يركز على أهمية مسـاهمتها المتكافئة ومشاركتها الكاملة في جميع الجهود الرامية إلى حفظ السلام والأمن وتعزيزهما، وعلى ضرورة زيادة دورها في صنع القرار المتعلق بمنع الصراعات وحلها.

وإذ يؤكد مجدداً أيضـاً الحاجة إلى التطبيق الكامل للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان اللذين يحميان حقوق المرأة والفتاة في أثناء الصراعات وبعدها.

الحاجـة الملحة إلى تعميم المنظور الجنساني في جميع عمليات حفظ السـلام المتعدد الأبعاد

وإذ يسلم أيضاً بأهمية التدريب المتخصص على حماية المرأة والطفل في حالات الصراع ومراعاة احتياجاتهما الخاصة وما لهما من حقوق الإنسان.

السعي إلى زيادة دور المرأة وإسهامها في عمليات الأمم المتحدة الميدانية وخاصة بين المراقبين العسكريين والشرطة المدنية وموظفي حقوق الإنسان والمساعدة الإنسانية.

اتخاذ تدابير تدعم مبادرات السـلام المحلية للمرأة والعمليات التي يقوم بها السكان الأصليون لحل الصراعات، وتدابير تشرك المرأة في جميع آليات تنفيذ اتفاقات السلام.

اتخاذ تدابير تضمن حماية واحترام حقوق الإنسان للمرأة والفتاة، وخاصة ما يتعلق منها بالدستور والنظام الانتخابي والشرطة والقضاء.

تكريم وإبراز النماذج المشرّفة للنساء العربيات في دعم مجتمعاتهن.

طرح المزيد من المبادرات الداعمة بجانب المرأة العربية في مهمات العمل التطوعي و المجتمعي.

استصدار مزيد من التشريعات الداعمة لتمكين وتمثيل دور المرأة في المجتمع في كافة مناهج التنمية.

تعزيز التقارب بين المؤسسات الإنسانية والمؤسسات المتخصصة المجتمعية في مجابهة الكوارث الطارئة وبين نقابات دول المرأة العربية لوضع تصورات مبدئية حول كيفية إسهام المرأة في دعم مجتمعها خلال الأزمات

دمج منظور مقارب النوع الاجتماعي في مختلف مجالات النشاط البشري في مجال الإعلام

احترم الطابع المدني والإنساني لمخيمات ومستوطنات اللاجئين، وأن تراعي الاحتياجات الخاصة للمرأة والفتاة، بما في ذلك لدى تصميم تلك المخيمات والمستوطنات.

اقرأ أيضاً: أنور مالك لليفانت نيوز: لا يوجد نظام في العالم يمارس الدجل والكذب وقلب الحقيقة إلى باطل مثل نظام الملالي في طهران

بنــاء قــدرات الآليات الوطنيــة المعنيـة بالمـرأة لتطويـر المهـارات فـي فـض النزاعـات، وإدارة الصراعـات، وتطويـر خطـط العمـل الوطنيـة لتنفيـذ قـرار مجلـس الأمـن 1325 بخصـوص المـرأة والأمـن والسـلام فـي الـدول العربيـة.

بنــاء الــشراكات بــين الهيــاكل الرســمية ومنظمــات المجتمع المدني علــى المســتوى الوطــني والدولـي مـن أجـل حشـد أكـرب عـدد ممكـن مـن المناصريـن لتنفيـذ الإستراتيجية الوطنيـة وخطـة العمـل الخاصـة بالمـرأة عبـر إبـرام بروتوكـولات واتفاقيـات شراكـة قصـد الاسـتفادة مـن فـرص التمويـل المتاحـة والممارسات الجيـدة للـدول فـي هـذا المجـال.

*. وأخيراً، المرأة نصف المجتمع، ولها دور في كبير في التربية والتعليم، داخل وخارج الأسرة، وقد  أكد المؤتمر على دور المرأة في الحفاظ على السلام، ما هو الدور المنوط بها بهذا السياق وكيف يمكن أن تقوم به؟ 

تختم الدكتورة النقراشي بالقول: "إن المؤتمر يروم إبراز دور القوة الناعمة في دعم وتحقيق السلام من خلال تأكيد كون المرأة ركيزة أساسية في بناء قيم ومفاهيم  كونية للسلام بواسطة شهادات وتجارب ومبادرات نسائية ملهمة في مجالات التنمية ودعم السلام في زمن  الحرب والسلم".

ليفانت نيوز _ خاص 

إعداد وحوار: عبير صارم

 

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!