الوضع المظلم
الأحد ١٠ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أهرامات مصر التي تتجاوز المئة... بلاد السياحة في مواجهة جائحة كورونا بخسائر معقولة

أهرامات مصر التي تتجاوز المئة... بلاد السياحة في مواجهة جائحة كورونا بخسائر معقولة
The whole area is undergoing a revamp ©Anton Belo/Shutterstock

عانت دول العالم من تبعات جائحة كورونا على المستويات كافة، أهمها الاقتصادي بكل جوانبه. هذه الجائحة خلفت وراءها كوارث بضحاياها وتراجع اقتصادات دول ونموها بشكل مقلق. الكفاح ضد الجائحة يجري على قدم وساق وتتفاوت التدابير والإجراءات من حيث درجة فعاليتها ونجاعتها من بلد إلى آخر كما تتفاوت الخسائر أيضاً.


حتى اليوم سجّلت مصر 984 إصابة بالفايروس و57 وفاة بسبب الوباء و 287267 حالة شفاء خرجوا من المستشفيات، كما تلقّت مصر ما يقارب 784 ألف جرعة لقاح موديرنا مقدمة من كندا وفق آلية كوفاكس. ووصل عدد الحاصلين على اللِّقاح حتى تاريخ 30/10 إلى 25 مليون مصري وعدد الإصابات المعلن عنها(المكتشف) عموماُ 331 ألف تقريباً و 18651 ضحية.


في ضوء هذه المعطيات وغيرها على طول رحلة المواجهة على اختلاف تقييمها بين الجيد والمقبول إلى الوَسَط، تبدو أنها جيدة بالنسبة للسياح مع دخول البلاد على شهر أكتوبر من هذا العام، ولاسيما أن السياح ممن تلقوا لقاحهم الأول أو الثاني، لم يفوتوا فرصة الاستمتاع بزيارة مصر حتى لو كانت في آخر الموسم ولم تتجاوز 10 أيام ستكون كافية نوعاً ما للإطلاله على أهم معالم البلاد التي سنمر عليها لاحقاً التي تشكل حُزْمَة سياحية متكاملة لتدعم مصر بمليارات الدولارات سنويا.


في 24 أكتوبر سمحت مصر للفنادق بالعمل بكامل طاقتها مع مراعاة الإجراءات الاحترازية الصارمة من فيروس كورونا. كانت الفنادق المصرية تعمل بنسبة 70 ٪ من طاقتها منذ يوليو بسبب لوائح COVID-19.  لكن وفقاً لوزارة السياحة، زار مصر أقل من ربع العدد المعتاد للسياح في عام 2020 - مما يشير إلى انخفاض بنسبة 55٪ في الناتج المحلي الإجمالي.وتمثل السياحة ما يصل إلى 15٪ من الناتج القومي المصري، وهي مصدر رئيس للعملة الأجنبية."رويترز"


لقد عانى قطاع السياحة فعلاً من عدم الاستقرار في البلاد في أعقاب الاضطرابات السياسية عام 2011. لكن منذ بداية عام 2021، بدأت الحكومة المصرية تستعيد الثقة والأمل.


في هذا السياق ولأن السياحة دخل رئيس للبلاد من العملة الصعبة، جعلت الحكومة تطعيم العاملين في قطاع السياحة في محافظتي جَنُوب سيناء والبحر الأحمر أولوية قصوى - التي تمثل حوالي 2 مليون شخص أعطوا اللِّقاح في أكثر المنتجعات السياحية في البلاد. ومع قدوم شهر أكتوبر بدأ السياح الروس على سبيل المثال في العودة إلى شرم الشيخ بعد ست سنوات على وقوع الهجوم الإرهابي.


في إحدى مقابلاتها مع أحد المستثمرين "الصغار" في شرم الشيخ يوم أمسِ الأحد نقلت وكالة فرانس برس بأن "اليوم أفضل بكثير مما كان عليه قبل ثلاثة أو أربعة أشهر لأن الروس عادوا". وأضاف المستثمر إن "عودة الرِّحْلات الجوية الروسية دفعت الدول الأخرى للانفتاح أيضا". "أ ف ب"


قبل عام 2015، كانت هناك حوالي 120-150 رحلة جوية قادمة من روسيا أسبوعيا، أما الآن هناك حوالي 20 رحلة جوية من روسيا تهبط في شرم الشيخ كل أسبوع.


في عام 2019، قبل اجتياح وباء كوفيد-19 للعالم، بلغت عائدات السياحة في مصر 13 مليار دولار. لكنها تراجعت إلى 4 مليارات دولار العام الماضي 2020، وهي ضربة كبيرة لحوالي مليوني عامل في الصناعة.

لكن السياحة في مصر لا تقتصر على أهرام الجيزة وشرم الشيخ، فهناك أهرامات أخرى وشواطئ رائعة في سيناء والبحر الأحمر وصولاً إلى أسوان في الجَنُوب، فضلاً عن الشاطئ الشمالي على البحر الأبيض المتوسط والمعابد ونهر النيل ومعالم سياحة أخرى.



بلاد الــ 138 أهراماً والمعابد والطبيعة... مقومات تجعل مصر تستعيد عافيتها تدريجياً


حتى عام 2008 كان هناك 118 هرماً مكتشفاً في مصر، بعدها اكتُشف 20 هرماً ليصبح العدد 138 هرما، يقع أغلبها في المنطقة بين أبو رواش حتى اللشت أو ما تسمى هَضْبَة الأهرام. تحتوى هذه المنطقة على أهرام لا تقل فى فنها ومعمارها عن أهرام الجيزة الكبرى، منها هرم سقارة والهرم الأحمر. وجميع هذه المناطق تحتوى على مقابر ومعابد تعانى النسيان والإهمال وقلة الزيارة. "د مروان محمود/ المصري اليوم"


في جولة مع أسماء هذه الأهرام، إذا ما تجاوزنا الأشهر بينها، أهرام الجيزة في القاهرة (خوفو خفرع منقرع) هناك هرم "أبو رواش"ويقع في قرية أبو رواش بمركز كرداسة محافظة الجيزة، على بعد 8 كيلومترات شمال هَضْبَة الجيزة. هناك أهرام "زاوية العريان"… وتقع بين هَضْبَة الجيزة وأبو صير، وبها هرمان الهرم الأول شيده الملك "حور خا با" من ملوك الأسرة الثالثة في عام 2670 ق.م، وهو هرم مدرج ولكنه غير مكتمل. والهرم الثاني يطلق عليه الهرم الشمالي، وهو أيضا غير مكتمل.



أهرام "أبو صير"… وتقع في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، ويحوي هذا الموقع 14 هرما، أغلبها ينتمي لعصر الأسرة الخامسة، وأهرام "سقارة".. وتقع في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة، وتحوي 15 هرماً أقدمها هرم "زوسر" المدرج، أقدم الأهرام في مصر والعالم يعود إلى عصر الأسرة الثالثة حوالي 2700 سنه ق.م، وأحدثها هرم الملك "خند جر" من عصر الأسرة الثالثة عشر حوالي 1764 سنة ق.م.


أيضاً، أهرام "دهشور"… وتقع في مركز البدرشين بمحافظة الجيزة على بعد40 كيلومتراً جَنُوب القاهرة، أهم هذه الأهرام هي "الهرم الأحمر"، و"الهرم الأبيض" أو "المنحني"، وهناك هرم ثالث يطلق عليه "الهرم الأسود" بالإضافة إلى أهرام أخرى. وهناك أهرام "مزغونة"… وتقع على بعد 5 كيلومترات جَنُوب دهشور، وبها مجموعة من الأهرام المشيدة بالطوب اللبن.


وأهرام "الليشت"… وتقع جَنُوب الجيزة، وبها هرمان. وهرم "ميدوم"… ويقع في مركز الواسطي بمحافظة بني سويف، وبها هرم ميدوم. وهرم "هوارة".. ويقع في قرية هوارة بمحافظة الفيوم وهرم "اللاهون".

إذا كن سائحاً ستمر على معبد الكرنك ووادي الملوك ومعبد حتشبسوت، قرب النيل من الأقصر في صعيد مصر وهي منطقة تزخر بمناطق الجذب السياحي.

بينما تضم الضفة الشرقية للأقصر المدينة الحديثة بسوقها النابض بالحياة؛ معبدا الكرنك والأقصر. والمتحف. في الضفة الغربية الأراضي الزراعية الخصبة والمنحدرات الجرداء وحيث أن الغالبية العظمى من مناطق الجذب السياحي في الأقصر المقابر والمعابد، حيث يوجد أكبر متحف للهواء الطلق في العالم.

مصر بلد يتزين بمعابده العتيقة، وأبو سمبل أشهرها. هذا هو المعبد الكبير لرمسيس الثاني، مزين بتماثيل ضخمة تقف في الخارج، وبداخلية مزينة بشكل فاخر بلوحات جدارية.

يشتهر أبو سمبل بأنه محفور بالصخر، وهو معروف أيضاً بالإنجاز الهندسي المذهل الذي نفذته اليونسكو في الستينيات، الذي شهد انتقال المعبد بِرُمَّته من مكانه الأصلي لإنقاذه من الاختفاء تحت المياه المتصاعدة لسد أسوان. أيضاً، يتعلق استكشاف أبو سمبل بالوقوف على الجهد الدَّوْليّ لإنقاذ المعبد بقدر ما يتعلق بأعمال البناء المذهلة لشعب مصر في عهد رمسيس الثاني.



لا بد من التعريج عند الحديث عن المعابد على معبد أوزوريس في أبيدوس أحد أروع الكنوز الفنية في مصر القديمة.  يقع وَسْط موقع مقبرة واسعة حيث أعمال التنقيب الأثرية جارية. هناك العديد من بقايا المعابد الأخرى التي يمكن رؤيتها ولكن بالنسبة لمعظم الزوار، فإن معبد أوزوريس هو السبب الرئيس للزيارة.

تحتوي قاعاته ذات الأعمدة، المزينة بأعمدة برأس البردي، على بعض من أفضل أعمال في مصر، مع مشاهد مختلفة تصور الفرعون وآلهة مصر القديمة.

نظراً لأن المعبد يقع شمال الأقصر، فهو ليس على طريق السفن السياحية النيلية الرئيسي، لذا فهو يستقبل عدداً أقل بكثير من الزوار من مواقع المعابد في الأقصر نفسها والمعابد المجاورة للنيل في الجَنُوب.

في انعطافةٍ نحو الرطوبة والبحر، سيجد السياح القادمين إلى مصر عالماً غنياً متنوعاً تحت الماء في البحر الأحمر من الشعاب المرجانية وأنواع الحياة البحرية، من الأسماك الملونة والرخويات إلى أسماك القرش والدلافين والسلاحف حتى أبقار البحر.

بالنسبة للغواصين، فإن المدينة الأكثر شهرة  وقرباً لشعاب مرجانية هي شرم الشيخ في شبه جزيرة سيناء، وهي الأقرب إلى الشعاب المرجانية في محمية رأس محمد الوطنية، فضلاً عن الشعاب المرجانية في مضيق تيران.

اقرأ المزيد: السعودية إرث تاريخي عريق.. 6 مواقع أثرية في قائمة اليونسكو

وهناك مواقع أخرى لممارسة رياضة الغوص في الغردقة أو الجونة على ساحل البحر الأحمر، بينما يجب على الغواصين المتقدمين زيارة منتجع مرسى علم، أقرب قاعدة للغوص في "عمق الجَنُوب" لمصر.

نبقى في مياه مصر في رحلة مع النيل، سهرات بجواره، أو في رِحْلات بقوارب شراعية بسيطة (فوكات)، لرؤية المعابد التي تجمعت على ضفاف النهر على الطريق بين الأقصر وأسوان. سيكون بالإمكان التعريج على اثنين من المعابد الشهيرة في أثناء رحلتك في النيل هي معبد كوم أمبو ومعبد إدفو لحورس.

ستصل إلى مدينة أسوان، استقل العبارة النهرية إلى جزيرة الفنتين وتنزه في شوارع القرى النوبية الملونة. يمكن للسائح أن يركب جملًا إلى دير مار سمعان الصحراوي على الضفة الشرقية. ولا بأس بالتوقف لشرب الشاي في أحد مطاعم القوارب النهرية، بينما تشاهد فلوكات أخرى تبحر شمالاً وجنوبا.

لا تنس أن تدور حول جزائر أسوان. هذه الجولة تعد النشاط الأكثر شعبية في أسوان والطريقة الأكثر استرخاءً للاستمتاع بالمناظر المحلية. هناك الكثير من المواقع التاريخية والعديد من المعابد القريبة، بما في ذلك معبد فيلة في جزيرتها، ولكن أحد أكثر الأشياء شعبية في أسوان هو مجرد الاسترخاء ومشاهدة الحياة النهرية.



والكثير من المعالم التي يمكن أن تزار، شواطئ الرمل في سيناء، دير القديسة كاترين في سيناء وواحة سيواة في الصحراء الغربية بقلعتها وأبنيتها الطوبية والصحراء البيضاء بموائدها الطبشورية الشيطانية ومدينة الإسكندرية على الشاطئ الشمالي والمتحف المصري المهيب ومدينة القاهرة القديمة ذات الطراز المعماري الإسلامي حيث ستستمتع بالأزقة القديمة الضيقة.

النمو ومؤشر الحرية الاقتصادي


مصر الغنية بأرضها وشعبها تجتهد لتتجاوز جائحة كورونا وآثارها بخسائر معقولة. لقد استعادت الحكومة المصرية الثقة والأمل كما صرّحت في وقت سابق لتنهض مجدداً بعد سنتين قاسيتين. في استطلاع 26 يوليو الفائت لوكالة رويترز توقع المسح أن ينمو الاقتصاد المصري 5.0 بالمئة في السنة المالية الجارية التي تنتهي في يونيو حَزِيران من العام المقبل 2022، دون تغيير عن توقعات المحللين في استطلاع مماثل قبل ثلاثة أشهر وأقل قليلاً من هدف الحكومة البالغ 5.4 بالمئة.


أظهر الاستطلاع الذي أجري في المدّة من 5 إلى 26 يوليو / تموز أن الناتج المحلي الإجمالي لأكبر دول العالم العربي من حيث عدد السكان شهد نمواً بنسبة 5.5٪ في السنة المالية المنتهية في 30 يونيو / حَزِيران 2023."رويترز"


قالت الحكومة  المصرية إنها تتوقع نمو الاقتصاد بنسبة 2.8٪ في السنة المالية 2020/2021 بالرغم من الاضطراب الهائل في الاقتصاد العالمي، واحتفظت بمكانتها كواحدة من الأسواق الناشئة القليلة التي حققت نمواً في الناتج المحلي الإجمالي على الرغم من وباء كوفيد-19.


كان من المتوقع أن يبلغ التضخم 6.0٪ في السنة المالية التي تنتهي في يونيو، بانخفاض طفيف عن التوقعات عند 6.4٪ قبل ثلاثة أشهر. يُنظر إلى مؤشر السعر الرئيس عند 6.8 ٪ في السنة المالية 2022/2023، بعد تعديله صعوداً من توقعات أبريل البالغة 6.2 ٪.

اقرأ المزيد: ائتلاف المعارضة السورية يرفض نقل مقرّه إلى جنيف!

تسبب وباء كوفيد-19 في انهيار السياحة في البلاد في مارس 2020 وتباطؤ أجزاء أخرى من الاقتصاد، حيث حافظت مصر على عجز تجاري كبير ارتفع بنسبة 9٪ إلى 30.6 مليار دولار في يوليو 2020 - مارس 2021 مقارنة بالعام السابق، لكن قطاع السياحة سيحقق مكاسب أعلى هذا العام مع فتح البلاد.


تباطأ التضخم مع تكدس المخزونات بعد أن خنق السوق بسبب اضطرابات سلسلة التوريد العام الماضي بسبب الوباء. كما أدى انخفاض استهلاك الأسر المعيشية إلى انخفاض التضخم.


تبلغ درجة الحرية الاقتصادية في مصر 55.7، مما يجعل اقتصادها يحتل المرتبة 130 الأكثر حرية في مؤشر 2021. زادت نقاطها الإجمالية بمقدار 1.7 نقطة، مع تحسينات في 9 من فئات 12 للحرية الاقتصادية. تحتل مصر المرتبة 11 من بين 14 دولة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ودرجاتها الإجمالية أقل من المتوسطات الإقليمية والعالمية.


مع أنّ الاقتصاد المصري كان في الغالب في فئة غير حرة منذ إنشاء المؤشر في عام 1995، فقد حسنت البلاد درجة الحرية الاقتصادية هذا العام للعام الثالث على التوالي. "هيرتج"


 
إعداد وتحرير: وائل سليمان

ليفانت نيوز _ خاص










كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!