الوضع المظلم
الخميس ٠٧ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • أوكرانيا بين فكي كماشة الدب الروسي والتخاذل الأوربي

أوكرانيا بين فكي كماشة الدب الروسي والتخاذل الأوربي
جمعة خزيم

يبدو أن التخوّف الأوربي من امتداد ساحات الحرب الروسية الأوكرانية إلى دول البلطيق تشكل هاجساً، وما جاء على لسان وزير الخارجية البريطاني يؤكد ذلك.

ومع صدمة الغرب للوهلة الأولى من مغامرة روسيا بغزو أوكرانيا بحجة حماية أمنها القومي، على الرغم أن المخطط الروسي لاحتلال أوكرانيا، التي بقيت عضويتها معلقة للانضمام لحلف الناتو منذ ثماني سنوات، بعد أن تم اجتياح جورجيا، وضم جزيرة القرم عام 2014، واعتراف روسيا الأخير بانفصال دولتي "لوغانستك – ودونيستك" قبل غزوها للأراضي الأوكرانية، مما قوى الموقف الروسي أمام ضعف وتهاون القارة العجوز وأمريكا على الرغم من الوعود الأوربية بانضمام أوكرانيا لحلف الناتو، والالتزام بتطبيق الشروط الموقعة بين أعضاء الحلف، من حيث الدفاع المشترك عن أي دولة إذا ما تم غزوها من دولة أخرى.

وهذا ما كانت تتأمله الحكومة الأوكرانية وشجعها بالوقوف أمام قوة عظمى مثل روسيا، ولم تحسب حساباً أن تجميد عضويتها خلال المرحلة الماضية ستجعلها خارج سرب حلف الناتو وتبقى  وحيدة في المواجهة غير المتكافئة "مكره أخاك لا بطل"، تدافع بكل قواها عن سيادة بلدها في ظل صمت أوربي خجول، إلا من بعض القرارات التي لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة لروسيا، مع حملة العقوبات الاقتصادية التي فرضوها والدعم العسكري لبعض الأسلحة للمقاومة الأوكرانية، إلى جانب الدور الأمريكي المعتاد بحفر حفرة لأوكرانيا لتقع في شرك الدب الروسي الذي استفاق من سباته وأصبح يهدّد القارة العجوز.

سقوط ورقة التوت

وبالنظر إلى تدخل روسيا وغزوها الذي صدم العالم والمجتمع الدولي، يأتي الدور الأمريكي والأوربي متمثلاً بحلف الناتو، الذي سماه الرئيس الأوكراني غير المتوقع والهزيل، لتسقط ورقة التوت عن عورة الأوربيين أمام الأوكرانيين الذين تم خداعهم وتوريطهم في الحرب المجنونة.

ادّعاءات روسيّة بغزو أوكرانيا

من الممكن طرح سؤال للمجتمع الدولي، هل الغزو الروسي لأوكرانيا هو حالة دفاع عن الأمن القومي الروسي كما تدّعي، وأن روسيا لا تستطيع أن تشعر "بالأمان والتطور" بسبب ما وصفته بالتهديد المستمر من أوكرانيا الحديثة، والعديد من الحجج الخاطئة، وأن الهدف من العملية العسكرية هو حماية الأشخاص الذين "يتعرضون للتنمر والإبادة الجماعية"، وأنها تسعى إلى "نزع السلاح والأفكار النازية" من أوكرانيا أم هي في الحقيقة أطماع جيوسياسية للروس في السيطرة على الدول التي انفصلت عنها إبان تفكك الاتحاد السوفياتي وحلم بوتين بإعادة "القيصرية الروسية" للوجود، أم أنها تزييف وتسويف للقرارات والمواثيق الدولية؟

وبحسب رأي الأوربيين، فإنّ ادّعاءات الروس هي "خادعة"، حيث أكدت قبل غزوها بأسابيع لأوكرانيا والمجتمع الدولي عدم نيتها بالغزو وأن ما يجري هو نهاية البداية لبوتين، وهذا جاء على لسان الأمين العام للأمم المتحدة الذي أكد أن هذه الحرب لا معنى لها وهي انتهاك للمواثيق والعهود الدولية وهي حرب عدوانية.

حرب بوتين ضد الأوربيين

الكثير من المراقبين قالوا إن هذه الحرب هي حرب بوتين ضد الأوربيين، بحسب ما قاله المستشار الألماني، وربما سينعكس أثرها غير المباشر على العديد من البلدان المجاورة، منوّها أنها أحلك الساعات منذ الحرب العالمية الثانية، ومن المؤكد أن نجاح الغزو الروسي لأوكرانيا في غياب الدعم الكافي لهم سوف يجر أوربا إلى حرب باردة متجددة وستكون الديمقراطيات الليبرالية الغربية أمام مواجهة مع الاستبداد القومي الروسي، وليس الشيوعي، كما كان إبان الحرب الباردة، وأنها ستواجه صراعاً جديداً ضد روسيا إذا ما نجحت في احتلال أوكرانيا، وربما غيرها من الدول، وفرض سيطرتها، فتضطر الدول الأوربية للتدخل وتكون حرباً عالمية ثالثة لا محالة.

 

ليفانت - جمعة خزيم

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!