الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • إسرائيل بين العرقلة الدبلوماسية والتحضيرات العسكرية.. لا نووي لإيران

إسرائيل بين العرقلة الدبلوماسية والتحضيرات العسكرية.. لا نووي لإيران
إسرائيل ونووي إيران \ ليفانت نيوز

انطلقت المحادثات النووية في فيينا بأبريل من العام الماضي 2021، إلا أنها توقفت في يونيو، لتستأنف لاحقاً في نوفمبر، وتعود لتعلق ثانية في مارس الماضي، قبل أن تشهد حلحلة خلال الأشهر الأخيرة، بعد جهد من الاتحاد الأوروبي، وحرص واشنطن على التوصل لاتفاق ولكن ليس بأي ثمن.

اقرأ أيضاً: إيران تطالب بضمانات أقوى لإحياء الاتفاق النووي 2015

ودخلت المفاوضات النووية مع إيران مرحلة حاسمة، كان يمكن أن تفضي بوقت قريب إما إلى اتفاق يبصر النور، أو جولة أخرى من المماطلة، بحسب ما رأى العديد من المراقبين، لاسيما أن طهران وواشنطن لا تفضلان الإعلان عن موت الاتفاق. وبينما تطالب إيران بضمانات لعودتها، أوضح مسؤولون أوروبيون أن طهران وواشنطن بحاجة إلى الإفصاح صراحة عن موقفيهما سواء بالموافقة أو رفض مسودة النص الأوروبي المطروح، حيث أرسلت طهران في فترة سابقة، رداً إلى الاتحاد الأوروبي الذي يرعى المحادثات النووية، لم توضح فيه قبولها أو ردها لمسودة الاتفاق، لكنه أثار عدة قضايا تريد إدراجها في النص.

الموقف الإسرائيلي من الاتفاق

لكن وأياً كان نتيجة المفاوضات النووية، فإن تل أبيب ترفضها، ما دامت لا تضمن وقف طهران عن البحث العلني او السري عن امتلاك سلاح نووي، وقد عبر عن هذا الموقف، رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد، في الثامن عشر من أغسطس، في حديث مع المستشار الألماني أولاف شولتس، حيث كرر موقف بلاده من الملف النووي الإيراني، المعارض للعودة لأي اتفاق مع طهران.

وأصدر لابيد بياناً، أكد فيه أن هناك ضرورة لنقل رسالة حادة وواضحة من قبل أوروبا مفادها عدم تقديم المزيد من التنازلات للإيرانيين، معتبراً أنه يتعين على أوروبا معارضة أسلوب المماطلة الذي تتبعه إيران في المفاوضات، رافضاً تماماً خطط أميركا الرامية للعودة للاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً: الاتفاق النووي الإيراني.. تفاصيل إحياء خطة العمل الشاملة المشتركة

فيما قال مصدر إسرائيلي، أن الرسالة وصلت، وأفاد مصدر طالب عدم الكشف عن اسمه، أن لابيد مرر رسالة للرئيس الأميركي جو بايدن عبر وسطاء، شدد فيها على رفضه مسودة الاتفاق مع إيران، وأضاف أن تل أبيب ترى أن مسودة الاتفاق مع إيران تتجاوز الخطوط الأميركية الحمر، موضحاً أن تل أبيب أعلنت عدم التزامها، كما لفت إلى أن مسودة الاتفاق مع إيران شملت تنازلات أكبر من اتفاق 2015، مشيراً إلى أن إسرائيل ستعمل على منع إيران من حيازة سلاح نووي.

طمأنة أمريكية لإسرائيل

بالمقابل، أفصح مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، في الواحد والعشرين من أغسطس، بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن سعت لطمأنة تل أبيب بعدم اتفاقها على تنازلات جديدة مع إيران بخصوص الملف النووي، وأردفوا أن إدارة بايدن أعلمت إسرائيل بأن التوصل لاتفاق بغية إحياء الاتفاق النووي المبرم مع إيران في 2015 "ليس وشيكاً"، وفق ما ذكر موقع "أكسيوس".

بينما شدد المسؤولون الإسرائيليون على إجراء حوار مكثف مع الولايات المتحدة، وجاء ذلك بعدما أفصح مسؤول أميركي كبير بإدارة بايدن، أن إيران تخلت رسمياً عن مطلب رفع الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، الذي كان يمثل نقطة شائكة رئيسية في الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي.

اقرأ أيضاً: المسيرّات الإيرانية لروسيا تعرقل التوصل لتوقيع الاتفاق النووي

وذكر المسؤول لشبكة "سي إن إن"، في التاسع عشر من أغسطس، إن طهران لم تطالب ضمن ردها في الخامس عشر من أغسطس، على مقترح الاتحاد الأوروبي لإعادة إحياء اتفاق 2015، بإزالة الحرس الثوري من قائمة الإرهاب، الذي يعتبر "خطاً أحمر" بالنسبة إليها، كما شدد على أن "النسخة الحالية من النص وما يطالبون به تسقط هذا المطلب"، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة رفضت هذا الطلب مراراً وتكراراً، مضيفاً: "لذا إذا كنا أقرب إلى صفقة، فهذا هو السبب"، موضحاً أن طهران تخلت عن مطالب رفع العديد من الشركات المرتبطة بالحرس الثوري من قائمة الإرهاب.

الجيش الإسرائيلي يتوعد

في حين أكد وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس في الثالث والعشرين من أغسطس، بأن إسرائيل ستفعل كل ما في وسعها للتأثير على الاتفاق النووي مع إيران، محذراً إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أن الاتفاق مع إيران سيسمح بتحويل 250 مليار دولار للميليشيات، وفق ما نقلت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، وأضاف أن إسرائيل على اتصال مع الولايات المتحدة ودول المنطقة بشأن المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015، بين طهران وقوى عالمية، وأكد أن تل أبيب "لن تكون طرفا في أي اتفاق".

اقرأ أيضاً: رئيس الموساد يتوجه إلى واشنطن.. لمُواجهة الاتفاق النووي الإيراني

كذلك، شدد رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، على أن "إسرائيل ستواصل القيام بكل شيء من أجل منع إيران من التوصل إلى قدرات نووية"، وأفاد في بيان، بأن لابيد أجرى اتصالاً بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وبحث معه مطولاً الملف النووي الإيراني، مكرراً معارضة إسرائيل للعودة للاتفاق النووي، مؤكداً "ضرورة تمرير رسالة حادة وواضحة مفادها عدم تقديم تنازلات أخرى للإيرانيين".

الموقف الأوروبي

أما في القارة العجوز، فقد عبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، عن موقفها في السادس والعشرين من أغسطس، عندما قال بإن "الكرة في ملعب الإيرانيين" بشأن إحياء الاتفاق النووي، الذي أكد أنه سيكون في حال إبرامه "مفيداً"، وإن كان "لا يعالج كل المسائل"، ورداً على سؤال حول احتمال إحياء الاتفاق المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى، لم يعلق ماكرون على إمكانية النجاح، لكنه قال إنه بعد "نقاشات مهمة" أجريت خصوصاً مع الولايات المتحدة "باتت الكرة في ملعب الإيرانيين".

اقرأ أيضاً: تقرير سويدي يتهم إيران بالسعي لتأمين تكنولوجيا للأسلحة النووية

وأضاف: "لا يعود لي أن أقوم بتكهنات" ولكن "كنا حريصين للغاية على ضمان الحفاظ على التوازنات ضمن اتفاق جاد" خلال "النقاشات المهمة مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون للمضي قدماً"، وتابع ماكرون: "أعتقد أنه اتفاق إذا تم إبرامه بالشروط المعروضة اليوم فسيكون مفيداً" و"أفضل من عدم وجود اتفاق"، مضيفاً: "لكنه أيضاً اتفاق لا يعالج كل المسائل، نحن ندرك ذلك"، وبالتالي سيتطلب "التحدث" مع إيران "حول "الصواريخ الباليستية والنفوذ الإقليمي وزعزعة الاستقرار في مواقع عدة".

جنرالات يناشدون بايدن

وبالصدد، فقد ناشد جنرالات إسرائيليون سابقون، في الأول من سبتمبر الجاري، الرئيس الأمريكي جو بايدن، عدم التوقيع على اتفاق نووي مع إيران، محذرين من أنه يعرض أمن إسرائيل للخطر، إذ وصف الجنرالات بايدن في رسالتهم بأنه "صديق للشعب اليهودي ودولة إسرائيل"، وطلبوا منه تشريف عهده من خلال عدم السماح للنظام الإيراني بالحصول على أسلحة نووية، وحذر الجنرالات الإسرائيليون من "حدوث سباق تسلح نووي إقليمي، ومن ضخ أموال غير متوقعة للإرهاب الإيراني وتهديد للاستقرار العالمي"، كما حثوا على "استخدام العقوبات المعوقة والاستعداد لاستخدام القوة ضد إيران بدلاً من ذلك".

اقرأ أيضاً: القوى الأوروبية الكبرى تشكك بنوايا إيران بشأن الاتفاق النووي

لكن، وبعد المؤشرات السلبية حول المفاوضات النووية التي أبداها المنسق الأوروبي جوزيف بوريل، في الخامس من سبتمبر، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد، أن الوقت لا يزال مبكراً لمعرفة ما إذا كانت بلاده نجحت بالفعل في وقف الاتفاق النووي، بيد أنه أكد في كلمة ألقاها، في السادس من سبتمبر، أن إسرائيل مستعدة لأي تهديد وأي سيناريو.

وقال:" إذا استمرت إيران في محاولات تهديدنا، فسوف تكتشف ذراع إسرائيل الطويلة وقدراتها"، مؤكداً أن "تل أبيب ستواصل العمل على جميع الجبهات ضد الإرهاب وضد أولئك الذين يسعون لإلحاق الأذى بها"، وجدد لابيد التأكيد على أن لبلاده حرية التصرف تجاه إيران، وغير ملزمة بأي اتفاق معها، وقال "كما تم الاتفاق بيني وبين الرئيس الأميركي جو بايدن سابقاً، فلدينا الحرية الكاملة في التصرف للقيام بكل ما هو مناسب لمنع احتمال أن تصبح طهران تهديداً نووياً".

ليفانت-خاص

إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!