-
إسلاموفوبيا ودعم إرهاب وفاشية... تكسير عظم بين الهند وباكستان في الأمم المتحدة
*رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان: "أسوأ أشكال الإسلاموفوبيا وأكثرها انتشاراً هو الذي يحكم الهند الآن وتطال 200 مليون مسلم"
* خان يدعو لدعم حركة طالبان لاستقرار أفغانستان.. طالبان ستنفذ الشروط
* الهند تتهم باكستان بإيواء ومساعدة تنظيم القاعدة
* الهند: باكستان ترعى الإرهابيين وتضرم النار وتدعي أنها رجل إطفاء
* الهند لباكستان: تمارسون اضطهاد ديني وسياسي بحق الأقليات في باكستان
* إقليم كشمير مكسر عصا
عبارات وتصريحات كثيرة جرى تقاذفها في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمسِ الجمعة وأوقات سابقة، بين الخصمين الجارين باكستان والهند، أحد هذه التصريحات النارية كان من رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان الذي اتّهم الهند بـ"نشر الإرهاب" بحق المسلمين مندداً بنهج إسلاموفوبيا يمارسه الحزب الحاكم في الهند يطال 200 مليون مواطن هندي مسلم، ما أثار رد فعل قوي من الوفد الهندي.
وفي خطابه أمام الجمعية العامة السنوية للأمم المتحدة، اتهم عمران خان رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بأنه يريد "القضاء على مسلمي الهند".
وتحدث عمران خان في اليوم الذي يزور ناريندرا مودي البيت الأبيض واتهم السلطات الأميركية بالتغاضي عن "الانتهاكات التي ترتكبها الهند لحقوق الإنسان مع الإفلات من العقاب".
وقال خان: "إن أيديولوجية الهندوتفا المليئة بالكراهية، التي روجها نظام "RSS-BJP" الفاشي، أطلقت العِنان لعهد من الخوف والعنف ضد الجالية المسلمة في الهند التي يبلغ تعدادها 200 مليون نسمة". كانت إشارة من خان لحزب مودي بهاراتيا جاناتا وحركة راشتريا سوايامسيفاك سانغ التابعة لمودي، وهي حركة إحياء هندوسية عمرها قرن من الزمان مع عناصر شبه عسكرية.
وأكد عمران خان في خطابه أمام الأمم المتحدة أن طالبان تعهدت احترام حقوق الإنسان وتشكيل حكومة موسعة وشجعت المجتمع الدَّوْليّ على التفاوض معها على الرغم من خيبة الأمل العالمية في حكومة تصريف الأعمال… وشدد على أنه "علينا تعزيز الحكومة الحالية وتحقيق استقرارها من أجل مصلحة الشعب الأفغاني".
كذلك، دافع خان عن موقف بلده، الداعم الرئيس لنظام طالبان بين عامي 1996 و2001 الذي فرض العقيدة الإسلامية وأوى تنظيم القاعدة، ما أدى إلى الغزو الأميركي لأفغانستان عقب هجمات 11 أيلول/سبتمبر 2001.
وقال خان: "إذا قام المجتمع الدَّوْليّ بتحفيزهم، وشجعهم على السير في هذا الحديث، فسيكون هذا وضعاً يربح فيه الجميع، يجب تقوية الحكومة الحالية وتحقيق الاستقرار لها من أجل الشعب الأفغاني ".
وألقى خان، وهو منتقد منذ مدة طويلة للحرب الأمريكية التي استمرت 20 عاماً التي أنهاها الرئيس جو بايدن، باللوم على الهجمات الأمريكية غير الدقيقة بطائرات دون طيار في تصاعد التطرف داخل باكستان وأشار إلى تعاون إسلام أباد مع القوات الأمريكية.
لطالما اتهم المسؤولون الأمريكيون أجهزة المخابرات القوية في إسلام أباد بالحفاظ على دعم طالبان، مما دفع سلف بايدن دونالد ترامب إلى خفض المساعدات العسكرية.
الهند ترد ... أفغانستان ودور باكستان
من جهتها، ردت الهند على تصريحات باكستان النارية، وأعرب ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي خلال لقائه بايدن، عن قلقه إزاء الدور الذي تؤديه باكستان في أفغانستان. وقال وزير الخارجية الهندي "هارش فاردهان شرينغلا" للصحافيين بعد انتهاء المحادثات إن الهند دعت إلى إجراء "تدقيق وثيق ومراقبة لدور باكستان في أفغانستان، دور باكستان في مسألة الإرهاب".
وانتقدت الهند يوم الجمعة باكستان في كل من واشنطن والأمم المتحدة حيث ناشد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان العالم للعمل مع حركة طالبان الأفغانية المنتصرة. وأثار مودي مخاوف بشأن باكستان خلال المحادثات مع الرئيس الأمريكي جو بايدن وكذلك في قمة كواد الرباعية مع زعماء أستراليا واليابان.
وردت السكرتيرة الأولى في البَعثة الهندية لدى الأمم المتحدة الدبلوماسية الشابة سنيها دوبي على خان باتهامها باكستان بإيواء أسامة بن لادن الذي قتلته القوات الأميركية الخاصة في العام 2011 بغارة على مدينة أبوت آباد حيث كان يختبئ.
وتحدثت عن العنف الذي يمارس بحق الأقليات في باكستان مشيرة إلى "الإبادة الثقافية والدينية" التي ارتكبت في العام 1971 عندما حصلت بنغلادش على استقلالها.
واتهمت سنيها دوبي، السكرتيرة الأولى في بَعثة الأمم المتحدة في الهند، باكستان بإيواء وتمجيد العقل المدبر لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن - الذي قتلته القوات الأمريكية الخاصة في عام 2011 - في مدينة أبوت آباد العسكرية.
وقالت: "ما زلنا نسمع أن باكستان ضحية للإرهاب. هذا هو البلد الذي يشعل الحرائق ويتنكر بزي رجل إطفاء"، حيث ترعى باكستان الإرهابيين في حديقتها الخلفية على أمل أن يضروا فقط بجيرانهم".
وسلطت الضوء على العنف ضد الأقليات في باكستان وكذلك "الإبادة الجماعية الدينية والثقافية" في عام 1971 عندما حصلت بنغلاديش على الاستقلال.
وأضافت دوبي: "على عكس باكستان، فإن الهند ديمقراطية تعددية تضم عدداً كبيراً من الأقليات الذين تولوا مناصب عليا في البلاد".
وفي حديثه في اليوم الذي كان مودي يزور فيه البيت الأبيض، زعم خان - الذي لم يتحدث بعد إلى الرئيس جو بايدن - أن المصالح التجارية مع الهند التي يزيد عدد سكانها عن المليار نسمة تسمح لها "بالإفلات من انتهاكات حقوق الإنسان مع الإفلات التام من العقاب".
اقرأ المزيد: الاتحاد الأوروبي لروسيا… لا تقتربوا من الانتخابات الألمانية
ومن المسائل الشائكة بين الهند وباكستان هي قضية كشمير، المنطقة الواقعة في جبال هملايا بين البلدين الذين يتنازعان عليها، وفي عهد مودي ألغت الهند دولة كشمير، المنطقة الوحيدة ذات الأغلبية المسلمة، ودفعت بقانون المواطنة الذي يصفه النقاد بأنه تمييزي وشهدت تصعيداً متكرراً للعنف الديني.
ويتصاعد الغضب في كشمير الهندية منذ العام 2019 عندما ألغت نيودلهي الحكم شبه الذاتي للمنطقة ووضعتها تحت سلطتها المباشرة. ويقول سكان المنطقة التي تقطنها غالبية مسلمة إن القمع اشتد منذ ذلك الحين.
وائل سليمان
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!