الوضع المظلم
الخميس ٢٥ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • إصرار تركي على المصالحة مع النظام.. والمعارضة السورية في حالة صمتٍ مريب

  • صحيفة تركية: إعادة السوريين إلى 3 مناطق يسيطر عليها نظام الأسد
إصرار تركي على  المصالحة مع النظام.. والمعارضة السورية في حالة صمتٍ مريب
تركيا- الأسد

أظهرت تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، حماساً كبيراً من قبل السلطات التركية للتصالح مع النظام في سوريا، وتكررت تصريحاته خلال الأسبوع الثاني من أغسطس /آب الحالي، مطالباً حلفاؤهم في المعارضة السورية بالالتحاق بمركب بلاده للتصالح مع نظام الأسد في دمشق، قائلاً: "المعارضة السورية تثق بتركيا ونحن لم نخذلها أبداً وإنما قلنا إنَّ التفاهم شرط لإحلال الاستقرار والسلام الدائمين في سوريا".

وفي السياق، قال مساعد رئيس حزب العدالة والتنمية الحاكم، حياتي يازجي، في برنامج تلفزيوني حواري، يوم الاثنين 15 أغسطس، العلاقات مع دمشق (النظام السوري) يمكن أن تصبح مباشرة، ويمكن أن يرتفع مستواها.

ولم يتوقف الأمر عند تصريحات جاويش أوغلو أو الحزب الحاكم، بل كان لـ" دولت بهشلي"، زعيم الحركة القومية التركية، حلفاء التنمية والعدالة في البرلمان، تصريح يبرر ما قاله وزير خارجية بلاده، يقول فيه "كلمات وزير خارجيتنا البنّاءة والواقعية حول إحلال السلام بين المعارضة ونظام الأسد، هي تلميح قوي للبحث عن حل دائم، لا يجب أن ينزعج أحد من هذا".

اقرأ المزيد: المناطق الخاضعة لتركيا تنتفض.. وإحراق العلم التركي في إعزاز

ونشر المعارض التركي في حزب المستقبل، خالد خوجة، تغريدة في تويتر، نقلاً عن صحفي تركي معروف (لم يذكر اسمه) بأن "زيارة مرتقبة لوفد برئاسة دوغو بيرينچيك زعيم حزب الوطن وحليف الرئيس أردوغان إلى سوريا للقاء رئيس النظام هناك وإعلام الحكومة بنتائج الزيارة".

‏وأضاف خوجة أن "حاجة أردوغان الملحّة لحلحلة الأزمة الاقتصادية ومشكلتي اللاجئين والإدارة الذاتية "قسد" قبل بدء السباق الانتخابي تدفعه بقوة نحو خيارات بوتين".

صمت مريب

إلى هذا الحين، لم تصدر أي مواقف واضحة عن المعارضة السورية الممثلة بالائتلاف وهيئة التفاوض، إزاء الاستدارة التركية نحو دمشق، سوى تغريدات على الصفحات الشخصية في تويتر لرئيس هيئة المفاوضات ورئيس الحكومة المؤقتة، جاءت عقب المظاهرات التي عمّت المناطق التي يسيطر عليها ما يسمى بالجيش الوطني المعارض في ريف حلب الشمالي الشرقي، وبعض مناطق إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام.

وأشارت تغريدة بدر جاموس، رئيس هيئة التفاوض، إلى التمسك بالقرارات الدولية ذات الصلة بالشأن السوري، دون أي تطرق لتصريحات المسؤولين الأتراك، وما سينتج عنها من منعكسات على القضية السوريّة.

فيما ذهب عبد الرحمن مصطفى، رئيس الحكومة المؤقتة، لـ"تثمين دور تركيا في دعم الثورة السورية والوقوف إلى جانب الشعب السوري في محنته خلال العقد الفائت".

لكن كانت المواقف الأكثر حزماً ووضوحاً على لسان المعارضين المستقلين، مثل رئيس المجلس الوطني السابق الدكتور برهان غليون، في مقال رأي بعنوان: ˮسوريا على طريق الانتفاضة الثانية“، مبيناً أنه لا يعتقد "بأن حديث وزير خارجية تركيا، مولود شاووش أوغلو، عن مصالحة مع نظام الأسد كان زلّة لسان، وأن ما قصده الوزير هو اتفاق سياسي بين الحكم والمعارضة ينهي الأزمة المستمرة منذ أكثر من عقد، ويفتح أمام السوريين أفق العودة إلى "السلام الدائم"، وإعادة بناء الحياة الوطنية السليمة، كما أراد أن يقنعنا بيان الخارجية التركية التصحيحي في اليوم التالي".

وأضاف غليون: "إنني لا أعتقد أن خروج الشعب السوري في مظاهرات احتجاج واسعة ضد فكرة "المصالحة" كان ثمرة سوء فهم للرسالة، فالمرسل كان يعني ما يقول، والجمهور السوري أيضاً كان يدرك فحوى ما يحصل، فالعاصمة التركية تبحث بالفعل عن مخرج من الأزمة التي وضعت نفسها فيها بعد فشلها في تنفيذ العملية العسكرية التي وعدت الرأي العام التركي بها".

اللاجئون السوريون في تركيا/ ليفانت نيوز

لكن الجمهور السوري، الذي لم يبقَ من يراهن عليه في معارضته التطبيع مع الأسد سوى الدعم التركي، أدرك أيضاً طبيعة الأزمة الفاجعة التي يمكن لتغير الموقف التركي من الأسد أن يقوده إليها، وفق مقال المعارض السوري.

وتساءل سمير نشار، عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني المعارض السابق، عن موقف جماعة الإخوان المسلمين السوريين وعن سبب تجاهلها لما ورد في كلام وزير الخارجية التركي، مضيفاً أنه "من حق تركيا أن تتخذ المواقف التي تصب في مصلحة أمنها القومي، لكن لا يحق للإخوان أن يكون دورهم خدمة مصالح أنقرة على حساب مصلحة ثورة الحرية".

رشقات متبادلة

صباح يوم الثلاثاء الـ 16 من أغسطس/ آب، أعلنت الاستخبارات التركية مقتل محسن ياغان، المنتمي لتنظيم PKK/PYD الكردي في مدينة القامشلي شرق سوريا، فجاء الرد بذات اليوم باستهداف مناطق في الداخل التركي بقتل جندي وإصابة 4 آخرين بهجوم على مخفر في قضاء بيرجيك جنوب تركيا، عند معبر جيجيكالان الحدودي، حسب ما أفاد به والي شانلي أورفة التركية.

وأعلنت صباح الثلاثاء 16 أغسطس هيئة الصحة في عين العرب/ كوباني، أن طفلاً فقد حياته وأصيب 3 آخرون جراء القصف التركي الذي استهدف أحياء وقرى في المدينة.

وجاء رد مدفعية قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بقصف أطراف مدينة جرابلس وبلدة قرقميش التركية المحاذية للحدود مع سوريا.

إعادة اللاجئين إلى مناطق سيطرة النظام

كثفت الصحافة التركية مقالاتها حول إعادة اللاجئين السوريين منذ أن صرح وزير خارجيتها بالتصالح مع الأسد، وجاء في العنوان الرئيسي لـ"صحيفة تركيا"، أولاً العودة إلى 3 مناطق، في إشارة إلى إعادة اللاجئين إلى ثلاثة من المناطق التي يسيطر عليها النظام، وهي بحسب وصف الصحفي التركي يلماز بيجن، دمشق وحلب وحمص، على أن تقوم دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي بدعم العائدين "طوعياً" ليتمكنوا من ترميم وصيانة بيوتهم، وتقديم النظام ضمانات بعد التعرض لهم أو اعتقالهم.

صحيفة تركيا "أولاً العودة إلى 3 مناطق"

هذا بالإضافة إلى الكرفانات التي تم تجهيزها في مناطق الباب وجرابلس وإعزاز، وبهذا يمكن لتركيا أن تعيد قرابة 2 مليون سوري إلى بلدهم.

وتشير مصادر إعلامية، أن الائتلاف السوري المعارض على معرفة بخفايا الأمور وما يدور في الأروقة ولكن قيادته تختبئ خلف التصريحات التركية لتعفي نفسها من تبعات ما يحصل أمام جمهور الثورة والمعارضة السورية.

ليفانت - خاص 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!