إيران.. إضراب سائقي حافلات النقل والاحتجاجات مستمرة

تقرير موجز

شركة باصات طهران وإضراب رفع الرواتب
هتافات منددة
خلفية.. ارتفاع الأسعار
احتجاجات متزامنة ومستمرة

أضرب عشرات من سائقي حافلات النقل المشترك في العاصمة الإيرانية طهران احتجاجاً على تردي أوضاعهم المعيشية، وذلك في أعقاب تظاهرات شهدتها مدن إيرانية أخرى.

جاء في تغريدة لصحيفة "شرق" الإيرانية أن السائقين والعمال في "شركة باصات طهران" يستنكرون عدم تطبيق قرار للمجلس الأعلى للعمل ينص على رفع الرواتب 10 في المئة. إ. انترناشيونال

إلى ذلك، أطلق المتظاهرون هتافات وصفوا فيها رئيس بلدية طهران بأنه "غير كفؤ" مطالبين باستقالته، وفق تسجيل فيديو للتظاهرة نشرته صحيفة "شرق" على تويتر.

وقال علي رضا زكاني، رئيس بلدية طهران، من بين سائقي شركة حافلات طهران وضواحيها المضربين: "لست متفاجئاً على الإطلاق باحتجاجكم". "لم يتم اتخاذ قرار بعد". وفي طهران، أضرب سائقو حافلات BRT يوم الاثنين ورددوا هتافات مناهضة لبعض المسؤولين.

ارتفاع أسعار

يأتي التحرك بعد أيام قليلة من مقتل شخص خلال احتجاجات في مدن إيرانية رفضا لقرار الحكومة رفع أسعار مواد غذائية أساسية، وفق ما نقلته وكالة محلية عن عضو في البرلمان. وأعلنت السلطات الإيرانية الأسبوع الماضي تدابير للتصدي للتحديات الاقتصادية التي تواجه البلاد على غرار إصلاح نظام الدعم الذي اعتمدته الحكومة السابقة.

View this post on Instagram

A post shared by ایران اینترنشنال (@iranintltv)

ومن بين التدابير التي أعلنتها، رفع أسعار سلع أساسية وفيها زيوت الطهي ومشتقات الحليب. وأفادت وكالة أنباء العمل الإيرانية "إيلنا" بتظاهر المئات في شوارع عدد من المدن الإيرانية احتجاجا على قرار الحكومة، ضمناً محافظة طهران.

ونقلت وكالة "إيلنا" عن أحمد آوائي، النائب عن مدينة دزفول في خوزستان، أن "شخصا من مدينة أنديمشك سقط خلال التجمعات الأخيرة في دزفول". وأشارت وكالة "إرنا" الجمعة الماضية إلى توقيف 22 شخصاً على هامش احتجاجات في دزفول، وياسوج بمحافظة كهكيلويه وبوير أحمد، حيث طالب المحتجون بالعودة عن قرار رفع الأسعار، من دون الإشارة إلى أي إصابات.

احتجاجات متزامنة ومستمرة

واستمرت الاحتجاجات في شهر كورد وعدد من المدن الأخرى ليل الاثنين، مع ورود أنباء عن انتشار قمع واحتجاز للمواطنين، فضلاً عن أجواء أمنية في مدن مختلفة منها طهران وزنجان ومشهد وشيراز.

ووفقاً لمقاطع فيديو تلقتها إيران الدولية، إذ نزل الناس في شاهركرد وبعض المدن الأخرى في إقليم شارمحال وبختياري إلى الشوارع ليلة الاثنين. وردد المحتجون هتافات مثل "الموت للديكتاتور" و "بختياري يموت .. لا يقبل الذل".

درحالی که مردم شهرکرد دوشنبه شب به اعتراضات ضد حکومتی خود ادامه دادند، نیروهای امنیتی و یگان ویژه در مناطق مختلف این شهر علاوه بر حمله به مردم معترض، برای سرکوب معترضان اقدام به شلیک تیر هوایی و گاز اشک‌آور کردند pic.twitter.com/khegIW4BDm

— ايران اينترنشنال (@IranIntl) May 16, 2022

وفق الفيديوهات المنشورة، كان لأفراد الأمن والوحدات الخاصة وجود كبير ومتعدد في شهركرد ومدن المحافظة، بما في ذلك تسيير دوريات وطواف حول مصلى شاهركرد. كذلك، في بعض الفيديوهات التي نشرت مساء الاثنين في شهر كورد، يمكن سماع صوت إطلاق نار ولا يسمح الضباط بالتصوير.

انتشار أمني

كما نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عن الاعتقالات العنيفة في شهركرد والقمع الشديد في تقانك، حول شهر كورد. ولم يُصدر مسؤولو الجمهورية الإسلامية أي تقارير عن عدد المعتقلين خلال الاحتجاجات الأخيرة.

على صعيد متصل، شهد عدد من المدن، اليوم الاثنين، وجود وحدات خاصة وضباط أمن على دراجات نارية أو سيارات شرطة قاموا بدوريات في المدينة. كانت طهران، زنجان، مشهد، ش نيشابور، سنندج، وغاشساران بعضاً من هذه المدن.

با گسترش اعتراضات ضد حکومتی به شهرهای مختلف ایران، خیابان‌ها و میدان‌های شهر زنجان دوشنبه شب شاهد جو شدید امنیتی بود و نیروهای یگان ویژه در مناطق مختلف این شهر مستقر شدند pic.twitter.com/ggfKN297YF
— ايران اينترنشنال (@IranIntl) May 16, 2022

في طهران، انتشرت القوات الأمنية، خاصة حول ساحة وليعصر وميدان فاناك وبعض المناطق الغربية مثل شهر زيبا، أكثر وضوحا، ونشر مقاطع فيديو عن تواجد قوات خاصة في ساحة انتظار الإذاعة والتلفزيون، وسبق أن اعتقلت قوى الأمن 22 متظاهراً وقتل آخر رمياً بالرصاص في أثناء إخراج رأسه من السيارة.

وتواجه إيران أزمة اقتصادية ومعيشية تعود بشكل أساسي إلى العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على طهران، بعد قرار الأولى الانسحاب أحادياً من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في 2018.

كما سجلت خلال الأعوام الماضية سلسلة احتجاجات واسعة ذات خلفية اقتصادية، أبرزها في تشرين الثاني (نوفمبر) 2019 بعد قرار مفاجئ برفع أسعار الوقود. وشهدت مدن إيرانية عدة خلال الأشهر الماضية، احتجاجات لقطاعات مهنية مختلفة تطالب بتحسين الوضع المعيشي وزيادة الأجور أو رواتب التقاعد، كان آخره في 21 نيسان وأول أيار وما تزال الاحتجاجات مستمرة.

إعداد وتحرير: وائل سليمان

ليفانت نيوز _ وكالات _ إ. انترناشيونال