الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
إلى الوراء در عادة سر
أحمد نزار 

مع تقدّم كل الدول في محاربة الجائحة مستخدمين شتى الطرق ونجاح معظمها، فيروس كورونا بات في مراحله الأخيرة في دول تعمل بصمت وإخلاص من أجل شعوبها، الوباء أصاب معظم دول العالم، قد نكون من الدول التي وصلها متأخراً، فقد كان بلدنا خالياً، واليوم يسجل آلاف الإصابات، ويرحل عنا مئات الأحباب تقريباً كل أربع وعشرين ساعة، وبدأنا نتصدّر دول المنطقة، وخصوصاً في ارتفاع عدد الوفيات، كل ذلك بسبب تفشي الوباء في محافظات ومدن العراق.


بلا شك السيطرة صعبة على انتشار المرض، وبما أنّنا لا نملك نظاماً صحياً متطوراً، ولا بنى تحتية مؤهلة للتعامل مع هذه الحالات المرضية، فقد لجأت وزارة الصحة إلى استخدام بعض المباني التابعة لعدد من الوزارات والمؤسسات، كمواقع للحجر لتوفير الأسرة الكافية لأعداد المصابين التي تتزايد يوماً بعد يوم، يبدو كلما حاولنا الخروج من مأزق دخلنا في آخر، فبعد سبعة عشر عاماً من الفساد والسير في طريق المصالح الضيقة بعيداً عن المصلحة الوطنية، سعى العراقيون جاهدين للتخلص من براثن الفقر والفساد والمحسوبية، فلم يتوقف الشعب يوماً عن قول كلمة الحق، وانتفض للخلاص والتحرر من قيود الهيمنة على مقدرات الوطن، منذ عام ٢٠٠٣، لم يقدّم شيئاً سوى الخراب والسرقة، فلم تعمر دار ولم تصنع سلعة، النظام السياسي في العراق أصبح جمهورياً نيابياً اتحادياً ديمقراطياً، واشترك الجميع في حكمه، وتوزعت المناصب وكانت المحسوبية حاضرة في مائدة المباحثات.


وكانت النتيجة واضحة، لم يجنِ العراق سوى الخراب والدمار والفقر والبطالة والقتل والحرمان والتهميش وتعطيل الصناعة الوطنية، كل هذا حدث أمام صمت المجتمع الدولي، وخير دليل على ما وصلنا إليه، هو الفشل في إدارة الأزمة الصحية، تصدر العديد من القرارات من الجهات المختصة، لكن أغلبها لا يطبق بشكل صحيح، أو قد لا تتناسب مع حجم الخطر المحدق بأرواح المواطنين، بالإضافة إلى أزمة المؤسسات الصحية، فهي تعاني من الإهمال منذ زمن طويل.


لا يوجد من يستحق الشكر سوى أبطال الجيش الأبيض، هؤلاء الفرسان الذين يقاتلون بدون سلاح عدواً مجهولاً، ليس لديهم سند، وحيدين في ساحة المعركة اللامتكافئة، ولو توفرت لهم إمكانيات وظروف الدول المجاورة التي أعلنت انتصارها على الوباء بفضل الله وإخلاص من تسيد الموقف والضمير الحي لمسؤوليها، لأعلن هؤلاء الغيار خلو العراق من كوفيد-19، ولكن هنا لاحياة لمن تنادي مادامت المحسوبية شائعة في الوسط السياسي، وإلى الوراء در عادة سر


ليفانت – أحمد نزار 

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!