الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • إمعاناً بالبقاء.. أنقرة تتوجه لتعيين والي تركي للمناطق السورية "المُحتلة"

إمعاناً بالبقاء.. أنقرة تتوجه لتعيين والي تركي للمناطق السورية
التتريك وسوريا \ ليفانت نيوز

تُخطط أنقرة لتوحيد إدارة المناطق الخاضعة لسيطرة جيشها ومليشيات ما يعرف بـ"الجيش الوطني السوري" التابع لها، شمال وشمال غربي سوريا، عبر تعيين حاكم واحد يتولى سلطات إدارة تلك المناطق عوضاً عن 7 ولاة عُينوا للتنسيق هناك، وذلك بذريعة منع الارتباك في إدارة تلك المناطق، فيما يجدها مراقبون إمعاناً في البقاء كـ"قوة احتلال"، بعد رفضها دعوات دمشق للانسحاب من الأراضي السورية.

وأفصحت مصادر بأنه يجري العمل حالياً على وضع نظام جديد للتنسيق بين أنقرة والمجالس المحلية في 13 منطقة مختلفة، في مقدمتها أعزاز وجرابلس والباب وعفرين وتل أبيض ورأس العين.

ووفق صحيفة "تركيا" المقربة من الحكومة، والتي نقلت عن تلك المصادر (الثلاثاء)، بأنه سيجري تعيين حاكم واحد (والي) لما تسمى بـ "المناطق الآمنة" التي تسيطر عليها القوات التركية والمليشيات الراديكالية شمال سوريا، بذريعة "إزالة ارتباك السلطة هناك وإدارة العلاقات بدرجة عالية من التنسيق مع أنقرة".

اقرأ أيضاً: في يوم اللغة الكردية.. سياسات التتريك مستمرّة في مدينة عفرين

وزعمت أنه ومن خلال تقديم مختلف أنواع الدعم اللوجيستي والفني للمجالس المحلية في "المناطق الآمنة"، التي جرى إنشاؤها شمال سوريا عبر العمليات العسكرية التركية الثلاث "درع الفرات"، "غصن الزيتون" و"نبع السلام"، سيجري كذلك تنفيذ الكثير من المشروعات للحفاظ على أمن المنطقة ووقف عمليات الهجرة خارج الحدود، وتشجيع العودة الطوعية للاجئين السوريين في تركيا.

فيما يقول ناشطون ومراصد تعمل على الأرض في شمال سوريا، إن تركيا لم تدّخر جهداً لتكريس الأمر الواقع من خلال تبني سياسات تتريك ممنهجة، بعد عملياتها العسكرية الثلاث في المنطقة في الفترة ما بين 2016 و2019، إذ عمدت إلى تغيير السجل المدني للسكان الأصليين في المناطق، وسحبت البطاقة الشخصية والعائلية السورية من القاطنين في تلك المناطق واستبدلت بها أخرى تركية.

كما جرى تغيير أسماء غالبية الشوارع والأحياء في تلك المناطق، إلى أخرى تركية، وفرض التعامل باللغة والليرة التركيتين، بشكل خاص في مدن الباب وعفرين وجرابلس وأعزاز وأخترين ومارع ورأس العين وتل أبيض.

واضحت خدمات الصحة والتعليم والبريد والصرافة والكهرباء والمياه والهاتف، وغيرها من مستلزمات الحياة اليومية تدار بواسطة أتراك، واستبدلت بالليرة السورية الليرة التركية، كما جرى استبدال بمناهج الدراسة مناهج تركية في المدارس في تلك المناطق.

وأيضاً، افتتحت فروع لبعض الجامعات التركية، مثل جامعة حران في شانلي أورفا، في شمال سوريا، وتم فرض اللغة التركية في مناطق سيطرة القوات التركية والفصائل لخلق جيل منتمٍ للثقافة التركية.

كما شددت مراصد حقوقية على أن سياسات التتريك أخذت طابعاً أكثر ضراوة في المناطق ذات الأغلبية الكُردية في سوريا، مثل عفرين ورأس العين وتل أبيض، ما دفع بمئات الآلاف من الأكراد إلى هجرتها.

وجرت إزالة المعالم الكُردية وتغيير الأسماء الكُردية للشوارع والمراكز والأحياء واستبدال بها أخرى تركية، ورُفع العلم التركي وصور رجب طيب إردوغان فوق المدارس والمستشفيات، وجميع المراكز والمؤسسات والساحات، بغية إحداث تغييرات ديموغرافية جذرية، وطمس الهوية الكردية لتلك المناطق، واستبدال نازحين سوريين بسكانها الأكراد الأصليين، بخاصة من التركمان القادمين من المناطق السورية المنكوبة الأخرى، أو باللاجئين العائدين من تركيا.

ليفانت-وكالات

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!