-
ازدحامات مرورية خانقة والطرقات تغص بألاف السيارات شمالي إدلب
بسام الرحال - إدلب
تشهد معظم طرقات مدن وبلدات ريف إدلب الشمالي اختناقاً مرورياً بسبب ازدياد أعداد السكان والسيارات نتيجة موجات النزوح الأخيرة القادمة من ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، إذ أن مشهد المركبات على اختلاف أنواعها واصطفافهم في طوابير تمتد لمسافات طويلة، وبات المشهد العام في طرقات وشوارع مناطق شمالي إدلب الحدودية مع تركيا، ما تسبب في خلق فوضى عارمة نتيجة حركة السير العشوائية، مع انعدام وجود جهة تعمل على تنظيم السير بالشكل الصحيح.
اكتظاظ الطرق بالسيارات
ولعل من بين أهم الطرقات التي تعيش حالة مزرية نتيجة الازدحام هو طريق سرمدا- الدانا، القريب من معبر باب الهوى الحدودي، وزاد في المشكلة ورشات تأهيل الطرقات أثناء حركة المرور اليومية.
"إبراهيم العلي" من سكان مدينة سرمدا قال لـ"ليفانت": "أعمال ورشات إصلاح الطرق داخل سرمدا، بالإضافة إلى أعداد السيارات الهائل وخصوصاً مركبات الشحن الكبيرة القادمة من المعبر، فضلاً عن الباعة المنتشرين على جانب الشوارع والطرقات الرئيسية، هذه كله خلق أزمة مرورية خانقة وخصوصاً في أوقات الصباح وبعد الظهيرة".
وأضاف العلي: "أعداد السيارات الكبير وعدم وجود نظام سير مُلزم للجميع سبب العديد من الحوادث ومشاجرات بين السائقين والمارة بسبب عدم تقيّد السائقين بالسير على طرق الذهاب والإياب، حيث إذا أردت أن تذهب بسيارتك مسافة 3 كيلو متر في سرمدا فستحتاج لأكثر من نصف ساعة حتى تصل إلى المكان التي تريد نتيجة طوابير السيارات الطويلة".
وأوضح: "العديد من الطرقات الرئيسية تشهد حالات من الاحتباس المروري المزمن يدوم طيلة النهار والليل، فمثلاً اوتوستراد إدلب- باب الهوى الذي يمر بجانب مدينة سرمدا يكتظ بالمركبات الكبيرة والصغيرة والدراجات النارية يومياً، ويكاد لا ينقطع السير الكثيف عليه طيلة 24 ساعة".
مخاطر أمنية
من جهته، قال المهندس "أحمد اليعقوب" الذي كان يعمل في أحدى بلديات محافظة إدلب: "أعداد السيارات الكبير جعل مهمة إدخال سيارات مفخخة من قبل خلايا النظام في المنطقة أمراً سهلاً، وذلك لاستحالة إمكانية تفتيش جميع السيارات التي تمر على الحواجز يومياً، ما يعني توقع حدوث انفجارات في الشوارع والأسواق بأي لحظة، والتي غالباً ما يكون ضحيتها المدنيين، وهو ما حدث قبل عدة أشهر في مدينة الدانا، حيث قام مجهولون بتفجير سيارة مفخخة أمام مطعم (بيت الكرم) الذي يعتبر منطقة مكتظة بالمدنيين دائماً، ما أسفر عن سقوط ضحايا".
وأضاف: "الازدحام المروري يساهم في تلوث الهواء بنسبة كبيرة ما ينعكس سلباً على المناخ وعلى صحة ونفسية الأفراد، فيكون عبء آخر يضاف إلى أعباء الحرب والنزوح والتهجير، ما يجعل الأشخاص عدوانيين بتصرفاتهم وتعاملهم مع الآخرين، إذ لا بد مع زيادة أعداد السكان والمركبات في الفترة الأخيرة العمل على بناء المزيد من الطرق الفرعية وتوسعة الطرق الرئيسية لمواجهة هذا الحجم من السكان في المناطق الحدودية شمالي إدلب، والتي تعد مقصداً رئيسياً للنازحين الهاربين من القصف".
وأيضاً من الأسباب التي أدت إلى وجود هذا العدد الهائل من السيارات في المنطقة، انتشار السيارات الأوروبية المستوردة (القصّة) غير المسجلة والتي تعتبر رخيصة الثمن مقارنة مع أسعار السيارات النظامية المسجلة، ما زاد في إقبال المدنيين على شرائها وجعل الطلب عليها كبيراً من التجار المتواجدين في تركيا وبيعها في مناطق الشمال السوري.
وتسبب قصف قوات النظام السوري وروسيا منذ أواخر نيسان الفائت بنزوح أعداد كبيرة من مدني ريفي حماة وإدلب، حيث بلغت أعدادهم المليون نازح، استقر معظمهم في مناطق ريف إدلب الشمالي الحدودية مع تركيا، في حين عبر آخرون باتجاه مناطق "درع الفرات" وغصن الزيتون" في ريف حلب الغربي.
قد تحب أيضا
كاريكاتير
قطر تغلق مكاتب حماس
- November 11, 2024
قطر تغلق مكاتب حماس
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!