-
استمرار الانتفاضة تحرج النظام الإيراني وتفضحه
کعادة القادة والمسؤولين في نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإنهم وعند اندلاع أية انتفاضة ضدهم، يسعون بکل ما في وسعهم من أجل إخمادها في مهدها، وهذا ما قاموا به مع الانتفاضة الجارية حالياً، لکن الذي صدمهم وجعلهم في حيرة من أمرهم ويضربون أخماساً بأسداس هو أن کل ما قد قاموا به لم يجدِ نفعاً وکان تماماً کزبد البحر الذي يذهب جفاء.
هذا النظام الذي أسقط في يده ووجد نفسه في وضع لا يحسد عليه، ومن أجل امتصاص زخم غضبة الشعب الإيراني والسيطرة على الانتفاضة، لکن لا يبدو أن الحظ يواتيه کما حدث مع الانتفاضات السابقة، ومع أن قادة النظام، وخصوصاً خامنئي ورئيسي، سعوا بکل ما في وسعهم من أجل تخوين الانتفاضة ونعتها بأسوأ الألفاظ والعبارات والإيحاء بأنها لا تعبر عن الشعب الإيراني، وإنما هي خاصة بعدد قليل، ولکن الذي يفضح خامنئي ورئيسي هو أن هذا العدد القليل کما يعبرون عنه منتشر في المحافظات ال31، وذلك ما يدل ويثبت على أن القضية ليست قضية عدد قليل وإنما إنها قضية باتت تعني الشعب الإيراني کله.
هذه الانتفاضة التي جاءت بصورة خاصة بعد انتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، اللتين ثبت بالدليل القاطع أنهما کانتا سياستين وضد النظام جملة وتفصيلاً، جاءت في عهد ابراهيم رئيسي الذي راهن عليه خامنئي وخيّل له بأن رئيسي سيعبر بالنظام إلى ضفة الأمان وسيقوم بحسم الموقف مع کل من يقف ضد النظام، خصوصاً أن النظام وکما أکد خامنئي بشکل خاص لمرات عديدة بأن منظمة مجاهدي خلق هي من تقف خلف معظم الانتفاضات وهي من تعبئ الشعب وتحفزه لاستمرار النضال من أجل الحرية، ويبدو أن تعويل خامنئي ورهانه على رئيسي قد جاء بسبب کونه أحد أبرز أعضاء اللجنة الرباعية التي قامت بتصفية آلاف السجناء السياسيين في عام 1988، والتي تشكل نسبة 90% منهم من منظمة مجاهدي خلق، ويبدو أن خامنئي يريد من خلال رئيسي إرعاب الشعب الإيراني وجعله يتخلى عن مواجهته للنظام.
اندلاع هذه الانتفاضة التي تعتبر أکبر وأقوى انتفاضة من نوعها وأنها تتزامن مع نشاطات نوعية متواصلة لوحدات المقاومة، والأهم من ذلك تعبر شعارات هذه الثورة، إرادة الشعب الإيراني في الإطاحة بالفاشية الدينية الحاكمة في إيران منذ 4 عقود. يهتف المتظاهرون في شوارع إيران، "الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)" و"لا تفید المدفع ولا الدبابة لا بد أن یرحل الخامنئي وأعوانه"، وهذا ما يثير الخوف والقلق في أوساط النظام ويدفع خامنئي ورئيسي لإصدار أوامرهما للأجهزة الأمنية للنظام باستخدام القوة المفرطة ضد المتظاهرين، وهذا ما يثير التعجب لأن هذا النظام کما يبدو لم يفهم ويستوعب لحد الآن بأن سياسة الحديد والنار لا ولن ولم تنقذ أي نظام ديکتاتوري على مر التاريخ وأن الانتفاضة ستستمر ولن تتوقف إلا بانهياره.
ولکن السؤال هو: هل یتخلّى النظام عن القمع؟ وهل باستطاعة أبناء الشعب الإيراني أن يهتفوا بمطالباتهم في الشوارع دون أن يتلقوا طلقات نارية؟ تجربتنا خلال 43 سنة الماضية تقول لنا بأن هذة النظام لن يتخلى عن القتل والتعذيب حتى آخر نفس. إذاً.. على المجتمع الدولي الاعتراف بحق الشعب الإيراني في المقاومة وإسقاط نظام الملالي والحق المشروع في الدفاع عن نفسه.
ليفانت - فريد ماهوتشي
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!