الوضع المظلم
السبت ٢٣ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • استهداف السوريين في إسطنبول بعد ساعات من تسلّم رئاسة البلدية

استهداف السوريين في إسطنبول بعد ساعات من تسلّم رئاسة البلدية
استهداف السوريين في إسطنبول بعد ساعات من تسلّم رئاسة البلدية

صطوف الشاوي-إسطنبول


تصدّر "هاشتاغ" ikitelli- إيكي تلّي المرتبة الأولى في "ترند" تركيا مساء البارحة، السبت 29 حزيران/ يونيو الجاري، نتيجة أعمال عنف شهدتها منطقة "إيكي تلي" التابعة لبلدية "كوتشوك تشكمجي" شمال غرب مدينة إسطنبول.


شهدت المنطقة المذكورة قبيل منتصف الليل تظاهرات عنيفة تخللها تكسير للمحال والسيارات السورية، قبل أن تتطور لتطال منازل السوريين والتعدي على عوائلهم بالضرب والتنكيل. كما انتشر مقطع فيديو يُظهر عملية شنق طفل سوري داخل أحد المنازل حسب رواية الناشرين.


ونشر مواطنون ونشطاء أتراك "هاشتاغ" (suriyelileryalnızdeğildir) ويعني "السوري ليس لوحده" ليتصدّر المراتب الأولى في الساعات الأخيرة.


موقع "ليفانت" تابع وقائع الحدث عن كثب للوصول إلى أسباب اندلاعه؛ فتضاربت الروايات حول انطلاقة الشرارة الأولى. إذ أكّد غالبية المقيمين داخل الحي بأن القصة بدأت مع إقامة حفل زفاف لشاب سوري، ما دفع بعض الأتراك للاحتجاج والدخول إلى مكان الحفل صارخين على الحضور بالقول: "عساكرنا يموتون في سوريا وأنتم تقيمون الأعراس هنا!".


وحصلت ملاسنة بين الحاضرين والأتراك الغاضبين لتتحول إلى مشاجرة واشتباك بالأيادي، ما استدعى تدخّل أهالي المنطقة والهجوم على المقيمين السوريين.


أما الرواية الثانية التي أطلقها بعض المتظاهرين ونفاها النشطاء الأتراك، فتتحدث عن رجل سوري تحرّش بطفل، أو طفلة، حسب البعض الآخر، بعمر خمس سنوات. ورواية ثالثة تتحدّث عن تعرّض شبان سوريين لفتاة تركية من المنطقة، ما أشعل غضب الأهالي.


وانتشرت العديد من مقاطع الفيديو المصوّرة، تناولت عمليات تكسير واعتداءات عشوائية عنيفة قبل وصول قرابة خمسين عنصر من عناصر قوات الأمن الداخلي؛ ولم يتمكنوا من ضبط الفوضى إلا بعد انقضاء نحو ساعتين متواصلتين. فتمّت الاستعانة بخراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود الغاضبة.


ولا تزال التحقيقات جارية حتى اللحظة لتحديد الأسباب ومحاسبة الأطراف المسبّبة لاندلاع أعمال العنف. كما لم يتم التأكّد من حقيقة مشهد شنق الطفل السوري على الرغم من انتشاره على صفحات مواطنين أتراك مؤكدين صحة الحادثة.


"عبد اللطيف" أحد الشبّان القاطنين في "إيكي تلّي"، يؤكّد خلال اتصال هاتفي مع "ليفانت" بأن أحداث العنف الحالية في منطقته ليست الأولى، وسبقتها 3 وقائع شبيهة خلال السنوات الستّ الماضية، ودائماً ما كان الجانب التركي يبرر فعلته برواية التحرّش أو الاعتداء.


ويضيف بأن: "طبيعة الحي هناك عبارة عن خليط من قوميات تركية وسورية مختلفة، وتوجد مشاحنات وحساسيات على الدوام. ولكنها مؤخراً بدأت تظهر بشكل أكثر وضوحاً وتأخذ منحى آخر من قبل الطرفين، بعد انتخابات إسطنبول الأخيرة".


وأضاف عبد اللطيف: "لا صحة لما تناقله الأتراك حول قصة التحرّش، ولا يوجد سوري عاقل يقدم على هذه الفعلة أو غيرها وسط هذه الأجواء المشحونة أصلاً".


أما السيدة "ن، جاسم"، لأسباب أمنية فضلت عدم الكشف عن اسمها، وهي مقيمة في غازي عنتاب جنوب تركيا، فكتبت منشوراً في إحدى مجموعات الشأن السوري على "الفيس بوك" تقول فيه: "منذ قرابة السنة اندلعت أحداث عنف في منطقة "جمهوريات" في غازي عينتاب، وكانت الحجة أيضاً تحرّش رجل سوري بطفلة تركية عمرها 5 سنوات، فامتلأ الحي برجال الشرطة ليتبيّن في اليوم التالي بأن الفاعل كان رجلاً تركياً (معاق ذهنياً) والضحية طفلة سورية"، وفي نهاية منشورها تساءلت الجاسم: "إلى متى ستظل تلك التهمة ملتصقة بالسوريين وكأنهم بدون أخلاق أو قادمون من وسط الغابات والوحوش؟".


وتجدر الإشارة إلى أن أول رواية تحرّش يُتهم بها السوريون في تركيا؛ تعود لبداية العام 2014. وتدور أحداث القصة حول فتى سوري عمره 14 عاماً، يقيم في مدينة اسكندرونة، قيل إنه تحرش جنسياً بطفل تركي. فتجمّع حشود الأهالي وهجموا على محلات السوريين وبيوتهم، وتدخلت الشرطة، وتم إطلاق هتافات "لا نريد السوريين بيننا" وبعد التحقيق مع الفتى ومساءلة الطفل الضحية (8 سنوات) وإخضاعه لفحص طبي، كانت النتيجة بأنه لم يتعرض للتحرش قط.


ويقيم في إسطنبول نحو 560 ألف لاجئ سوري مسجّل، وقرابة 100 ألف من غير المسجّلين في دائرة هجرتها. وتعتبر حادثة "إيكي تلي" الأولى من نوعها التي يتعرّض لها السوريون في ولاية إسطنبول بعد يومٍ واحد من تسلّم "أكرم إمام أوغلو" وثيقة رئاسة البلدية فيها نتيجة فوزه على منافسه "بن علي يلدريم" في انتخابات 23 حزيران/ يونيو الجاري.


 


كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!