الأستانة إلى الأمام سِر... المكتوب واضح من العنوان أستانة 13!

تعليق_ليفانت

مع بداية جولات الاستانة التي هدفت إلى تفريغ جولات جنيف و مخرجاتها من مضمونها والتي أقر بها النظام الحالي، كان السباق إلى الاستانة مرافقاً لتحصيل المكاسب على الأرض فيما يبدو أنه يشكل حاصل إضافي في كفة التفاوض لدى المعارصة المسلّحة.

الآن وحيث لا معارضة فعلية على المستوى السياسي ولا العسكري، ما خلا بعض التشكيلات الإسلامية ذات الصبغة القاعدية الجهادية أو الفصائل السورية الإسلامية المحسوبة على الطرف التركي.

تبدو الاستانة 13 محاصصة للجغرافيا السورية بين القوى الإقليمية الفاعلة تركيا ايران و روسيا الحاضرة على الأرض و الداعمة للنظام. كما دخل على خط المراقبة كعضو مراقب في المباحثات كل من العراق ولبنان والأردن.

وتستأنف اليوم الخميس مباحثات "أستانا" حول سوريا، بدورتها الـ"13"بحضور وفد النظام والمعارضة ووفود الدول المشاركة في حل الملف_تركيا_إيران_روسيا.

غير بيدرسن لن يحضر الجولات لأسباب صحية، حسب بيان وزارة الخارجية الكازاخستانية يوم الأربعاء وهو ليس أمراً جللاً بكل حال، وسيرأس وفد الأمم المتحدة نائبه".

وسيحضر ممثلي لجنة الصليب الأحمر الدولية ومكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين سيصلون إلى العاصمة نور السلطان لحضور الاجتماع الدوري لمجموعة العمل .

في اليوم الأول مشاورات مغلقة، ثنائية ومتعددة الأطراف، وستعقد الجلسة العامة في اليوم التالي، وسيتم تقديم النتائج الرئيسية للمحادثات التي تستمر يومين في بيان مشترك للضامنين في عملية أستانا".

إذا إلى الأمام سر، بقوة الأمر الواقع، ولا يبدو أن الدول الأوربية تضغط حاليًا على نحو جدي لإعادة مسار الاستانة إلى سكة جنيف، تبدو الأمور أكثر صعوبة في ظل إعادة هيكلة "البيت السوري" من قبل روسيا، وعليه تنتظر الأطراف الدولية توافقات إيرانية روسية تركية لتقاسم المصالح والنفوذ والانتهاء من فكفكة مراكز القوة في النظام المحسوبة على إيران او السلطة منفردة.

لا جديد يقوله وفد المعارضة برئاسة أحمد طعمة في سياق تنسيق تركي روسي، فقد أكّد أن أستانة ما يزال المسار الوحيد حالياً لمناقشة مستقبل سوريا، ومستقبل اللجنة الدستورية مع وجود مؤشرات لإعلانها قريباً".

وقال طعمة لوكالة الأناضول نحن ذاهبون إلى أستانة بعد فشل نظام الأسد في كل جولاته، وسنثبت دورنا السياسي المكمّل للدور العسكري، وأي عمل عسكري ناجح ما لم يتم استثماره سياسياً سوف يضيع".

سكة جنيف ستننظر انتهاء الترتيبات الروسية في جسد النظام، و إلحاق الخسائر بفصائل المعارصة في إدلب والشمال الغربي مع تنسيق تركي واضح ومعلن حول بعض الأهداف حسب قيادات عسكرية روسية لوكالة تاس الروسية، فتركيا لم تنف نيتها في البقاء حيث وصلت قوتها و فرض منطقة آمنة.

وفي السياق، أعلن مجلس الأمن القومي التركي تصميمه على بذل كل الجهود لإقامة ما سمّاه ممر سلام في سوريا، في إشارة منه الى المنطقة الآمنة.

المجلس الذي عقد برئاسة رجب طيب أردوغان، أشار إلى أنه سيجري تطهير المنطقة من العناصر الإرهابية كافة بسبب زيادة التهديدات ضدّ تركيا ولم يستثنِ المجلس منظمات كردية وداعش وجماعة غولن التي وصفها بأنها تهدد الوحدة الوطنية ووجود تركيا.

ثلاث عشر جولة في الاستانة التي كانت يومًا ضمن الاتحاد السوفياتي وتربطها علاقات قوية مع موسكو، ليست إلا تأكيداً من الطرف الروسي على أن حل الملف يبدأ من موسكو.

الآن ومع دخولنا في النصف الثاني من عام ٢٠١٩ تغيّرت بعض المعطيات وارتسمت معالم محاصصة النفوذ بشكل واضح وزاد من صعوبة المهمة.

يواجه مسار الأستانة الوضع التالي، شرق الفرات حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية بدعم أميركي - أوروبي على الأرض في عدة قواعد موزعة في الشمال.

وإصرار تركي على تثبيت موطئ قدم في الشمال الغربي بعد احتلاله عفرين، و يده الطولى في إدلب وشمال حلب من خلال دعمه لمليشيات سورية.

عودة تفعيل قاعدة التنف في الجنوب السوري وإعادة تدريب المقاتلين بواسطة خبراء أميركيين وأردنيين، وما تبعه من انتشار قوات لحزب الله في جنوب وجنوب غرب سوريا قرب الشريط الحدودي مع الجولان. والتنسيق العالي بين قاعدة حميميم واسرائيل لصرب بنوك أهداف إيرانية واخرى للحزب.

تعقيدات ملف اللاجئين، و عملية إعادة الإعمار المتوقفة، في وقت تحاول شركات إيرانية صينية روسية أن تحصل على استثمارات في سوريا.

تراجع غربي فيما يتعلق بإدارة الملف السوري من جنيف لصالح الجانب الروسي الذي انتزع دورا رئيسيًا في العملية. لا أحد حسب روبرت فورد في تصريحاته الأخيرة مستعد لتدخل عسكري وحرب عالمية لأجل سوريا. كما تبدو الفوضى وبقاء الأسد خيار مناسب حاليَا لعدم فتح ملف ساخن في المنطقة على حساب محاولات اسرائلية وأميركية في الاشتغال على صفقة القرن، و انشغال نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية الحالي بالانتخابات والتي ينتظر خوضها في كفة ترجح لصالحه حتى الآن.

جملة من المعطيات الجديدة تجعل مسار الأستانة يغرق في التعقيدات ويقرأ بيانًا ختاميًا لن يكون فيه جديداً إلا من بعض الترتيبات حول إدلب.

الأستانة إلى الأمام سِر... المكتوب واضح من العنوان أستانة 13!