الوضع المظلم
الخميس ٢٦ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • البصرة.. المدينة العراقية التي تخشاها الميليشيات الإيرانية

البصرة.. المدينة العراقية التي تخشاها الميليشيات الإيرانية
البصرة.. المدينة العراقية التي تخشاها الميليشيات الإيرانية

تشكل مدينة البصرة جنوب العراق نقطة ارتكاز للاحتجاجات ضد السلطات العراقية، رغم حدوث أعمال عنف دامية فيها، نتج عنها مقتل العديد من المحتجين وإصابة العشرات منهم، مع استمرار الاعتقالات بحق الناشطين والصحفيين، ومحاولة الميليشيات الإيرانية بفرض سلطتها عليها.


تعتبر البصرة من المدن العراقية الغنية بالنفط والمنفذ البحري الوحيد للعراق، وكانت قد شهدت المدينة قبل أكثر من عام خروج أهالي المدينة في احتجاجات مماثلة أدت إلى مقتل 12 متظاهراً بجانب إحراق مبنى القنصلية الإيرانية في المدينة.


وتجددت هذه الاحتجاجات مع بداية المظاهرات العراقية منذ الأول من أكتوبر الماضي، حيث قتل فيها نحو 280 شخصاً بجانب إصابة أكثر من 12 ألفاً آخرين نتيجة استخدام قوات الأمن الرصاص الحي والقنابل المسيلة للدموع.


ويربط الكثيرين بين احتجاجات البصرة والمظاهرات التي خرجت عام 2018 ضد التواجد الإيراني في المنطقة، والغضب الشعبي الذي جاب المدينة التي تعرف بفقر بنيتها التحتية وأهمال السلطات المحلية لها، منذ أن هيمنت السلطات الإيرانية على الحكم في البلاد.


وحمّل محتجو البصرة اللافتات المنددة بالتواجد الإيراني في المنطقة وبتدخل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني في شؤون العراق، منددين بتصريحات المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي الذي ادعى وجود مخططات من الأعداء لإثارة الفوضى وتقويض الأمن في بعض دول المنطقة.


هذا واتهم ناشطوا البصرة السلطات الإيرانية باستهداف الناشطين من خلال نفوذه في المنطقة، مشيرين إلى نشاط الميليشيات المدعومة من إيران مثل عصائب أهل الحق وسرايا الخراساني، حيث تحاول إيران استهداف المدينة التي خرجت في وجه سلطات البلاد، والسيطرة عليها لما تشكل من أهمية استراتيجية نفطية بالنسبة للعراق.


في حين أن البصرة تشكل المنفذ البحري الوحيد للعراق على الخليج ومنافذ حدودية بية تجارية مهمة مع الكويت وإيران، تستثمر الميليشيات الإيرانية المدينة لترويج المخدرات فيها، وجعلها نقطة تجارية مربحة بالنسبة لها، فسبق وأن أكدت مصادر عراقية عديدة أن مليشيات عراقية مسلحة تابعة لأحزاب إسلامية شيعية هي من تساهم في انتشار المخدرات في مناطق جنوب العراق، بجانب تهريب النفط الخام بطرق غير شرعية.


لكن المفاجأة كانت أن هذه المدينة التي تمتاز بأنها ذات أغلبية شيعية أعلنت معارضتها لسياسات إيران وحرس الثوري في العراق والمنطقة، ونددت بالتواجد الإيراني في العراق وتدخلها في الشؤوون السياسية والعسكرية لها، وكان ذلك جلياً من خلال المظاهرات التي هاجمت القنصلية الإيرانية في البصرة وقامت بإحراقها ورفع العلم العراقي عليها.


ومن الجدير بالذكر أنه رغم أن العراق يستخرج ثاني أكبر منتج للنفط الخام بمنظمة البلدان المصدرة للبترول/أوبك، ومعظم إنتاجه النفطي من حقول جنوبية ويصدره عبر مرافئ في البصرة وحولها، إلا أن المدينة تشهد إهمالاً حكومياً متقصداً، بجانب بنيتها التحتية المتدهورة.


خاص ليفانت

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!