الوضع المظلم
السبت ٠٩ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • التتريك اللغوي.. سبيل السوريين لحماية أنفسهم من الاضطهاد

التتريك اللغوي.. سبيل السوريين لحماية أنفسهم من الاضطهاد
اللاجئون السوريون في تركيا - ليفانت نيوز

تصاعد مؤخراً خطاب الكراهية في تركيا بشكل مضطرد وتزايدت الحوادث العنصرية ضد اللاجئين السوريين بشكل كبير، آخرها ما حصل في أنقرة، حينما أقدم شاب سوري على قتل مواطن تركي بعد قيامه بالتحرّش بزوجة السوري، عندما كانا يسيران في أحد شوارع منطقة ألتن داغ بأنقرة.


إذ أدّت الحادثة إلى موجة غضب كبيرة في منطقة ألتن داغ، لدى الأتراك، ليعيش السوريون المقيمون في تلك المنطقة ساعات طويلة من الرعب، ليل الأربعاء - الخميس، 12-13 من أغسطس الماضي، جراء هجمات نفذها مواطنون أتراك، واستدعت تدخلاً من أفراد الشرطة وعناصر مكافحة الشغب، وصفه السوريون في تلك المنطقة بالخجول.


تركيا_ مرتزقة سوريون

اقرأ أيضاً: داعش والسوريون.. مخاوف أوروبية من تأثير التطرّف والإرهاب عليهم

واستهدفت الهجمات محال السوريين التجارية ومنازلهم وسياراتهم، التي كان من السهل تمييزها من اللوحات الرقمية، وأسفرت عن إصابة طفل سوري، وهو ما وثقه ناشطون أتراك وسوريون بتسجيلات مصورة نشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة، كما احتوت التسجيلات مشاهد مروعة لعمليات تكسير واجهات المحال وإحراق المواد الموجودة في داخلها بعد تجميعها في الشوارع.


كما وثقت بعض المشاهد إقدام العشرات من الأشخاص على رمي الحجارة على منازل يقطنها سوريون، وعلى الرغم من أن الاعتداءات تركزت في منطقة ألتن داغ، إلا أنها انسحبت أيضاً إلى بعض الأحياء الأخرى، كأوندر أولوباي، لكن بوتيرة أقل.


تميز وإقصاء


وبالصدد، قدّم محمد، وهو اسم مستعار لشاب سوري يقيم في أنقرة رفض الكشف عن هويته لأسباب أمنية تتعلق بسلامته في تركيا، شهادته عن وضع السوريين في تركيا، ضمن حديث لصحيفة ليفانت نيوز، حيث قال: "اليوم حينما نمشي بالشارع أنا وأصدقائي، نتجنب التحدث بالعربية مطلقاً لكيلا نلفت الانتباه لنا، وحينما يرن هاتفنا ويكون المتصل شخص عربي، نتجنب الرد في الأماكن العامة، وفي حال سمعك أحدهم تتكلم بالعربية، من الطبيعي أن يعترضك ويقطع حديثك ويأمرك بالتكلم باللغة التركية، قائلاً هنا تركيا والحديث باللغة التركية فقط".


اقرأ أيضاً: ترانزيت.. السوريون سيعبرون من وإلى الخليج عبر الأردن

مردفاً: "وحينما نكون في موقف مطالبين فيه بالكشف عن هويتنا، وأقصد الأماكن العامة، نتجنب أن نقول إننا سوريون لأنه وببساطة سنتعرض إما للضرب أو الإهانة والشتيمة، وأقله التنمر، ومؤخراً وبعد تزايد الحوادث العنصرية هنا في تركيا، أصبحنا، نحن السوريين، نتجنب التجمع في الحدائق ونتجنب زيارة المقاهي والجلوس فيها أو في أماكن الترفيه المختلفة".


تصاعد مؤشرات الكراهية


وعلى الرغم من الترحيب الشعبي والحكومي الذي وجده اللاجئون السوريون الذين قصدوا تركيا في بدايات الأزمة السورية، إلا أن هذه الموجة الترحيبية لم تستمر طويلاً، حيث أشارت دراسة نشرتها جامعة "قادر هاس" في إسطنبول، في بداية يوليو 2019، إلى أن نسبة الأتراك المستائين من وجود السوريين تُقدر بحوالي 67.7٪.


اقرأ أيضاً: المهجرون السوريون بين الاندماج والانحلال

وهو ما يعكس تزايد الحملات العنصرية ضدهم خلال الفترة الأخيرة، حيث انتشرت الهاشتاغات المناهضة للاجئين السوريين في تركيا، على مواقع التواصل الاجتماعي، بالإضافة إلى المنشورات العنصرية، فعلى سبيل المثال، بعد فوز المعارضة التركية بعددٍ من البلديات المهمة (مثل بلدية إسطنبول) انتشر هاشتاغ "ليغرب السوريون من هنا" (#SuriyelilerDefoluyor).


دور الحزب الحاكم في زيادة خطاب الكراهية


ورغم زعم الحزب الحاكم في تركيا، وهو حزب العدالة والتنمية بقيادة رجب طيب أردوغان، نبذه لغة الكراهية والعنصرية ضد اللاجئين السوريين، إلا أن له الدور الأبرز في تصاعد وتيرة ذلك الخطاب، ولعل أبرز حدث زاد في خطاب الكراهية ضد السوريين، تصريح للرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيه، بأنهم أنفقوا على السوريين 40 مليار دولار.


اقرأ أيضاً: في أنقرة.. اللاجئون السوريون يتصدرون قرارات للداخلية التركية

ولربما لم يدرك أردوغان عواقب ما سيجرّه ذلك التصريح عليه شخصياً وعلى حكومته ومستقبل حكمه للبلاد، والأهم ما سيجرّه على الحلقة الأضعف، ألا وهم السوريون، لكن ذلك ما قيل.


وبحسبة بسيطة لا تحتاج إلى خبراء اقتصاديين، يتبين عدم صحة ذلك الادعاء، كون الرقم مبالغ فيه، والحقيقة أن الحكومة التركية لم تصرف على اللاجئين السوريين إلا القليل القليل، كون معظم ما صرف على اللاجئين، سواء كان طبابة أو تعليماً أو سواه، هو عبارة عن هبات ومساعدات مقدمة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.


ليفانت-خاص

إعداد: سليمان سليمان

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!