-
التنفس السلبي بين الفم وصحة الأسنان
إن معضلة الكتابة في الشأن الصحي عامة والمحلي خاصة يُكمن في عدم وجود كُتابِ مُتخصصين، أو متمرسين فيه، سواء كانوا من الاستشاريين أو الممارسين العاملين في قطاع الرعاية الصحية أو الأكاديميين العاملين في قطاع التدريس بالكليات الصحية وجامعاتنا السعودية، لنجد فقط كُتاب مجتهدون من هنا وهناك، لتُكمن هنا صعوبته.
ولعل عنواننا غريباً أو غير مألوف لدى الكثيرين، ومثيراً للتساؤل، رغم أهميته القليلة، ما دام أن هناك هواءً يُنعش أجسادنا كدخوله من الأنف مثلاً، والسؤال المُحير ها هنا.. ما علاقة التنفّس السلبي بالبيئة الفموية لنا ولأطفالنا خصيصاً؟!!
إن الجهاز التنفسي ذا نظام مُحكم لدخول وخروج الهواء بطريقتين لا ثالث لهما، وهما (الأنف والفم)، فالأشخاص الأصحّاء يستخدمون كلا الطريقتين سوياً خاصة الأنف بشكل أغلب، لكن التنفس عبر الفم وحده يكون إلزامياً، وغير إرادي في حالات خاصة أولها: وجود حالات احتقان في الأنف أو انسداد لأي سبب مما أو لمرض كالحساسية وغيرها. ثانيها: عند أداء التمارين القوية والمجهدة لأن الفم يقوم بتوصيل الأكسجين لعضلات الجسد بشكل أسرع من الأنف حتى أثناء النوم، مما يجعل تحوّله لعادة رئيسية ( تنفساً سلبياً )، لأن الخالق لم يجعله الوظيفة الأساسية للتنفس، فهو عضو رئيسي لاستقبال وإخراج الهواء بفائدة أكثر صحيةً، لفلترته الهواء من الأتربة والعوالق والشوائب وترطيبها للهواء، بل ويقوم بتعديل درجة حرارة الهواء ليتناسب مع حرارة الجسم والرئتين قبل وصوله للأخير والشعب الهوائية حتى لا يُؤذي الجسد، كما أن له أثر كبير على نمو الفكين والأسنان لدى الأطفال، فتنتج تشوهات في شكل الفكين وتغير في درجة تقوّسهما وتغير لمنطقة الإطباق الصحيح، ليتكون عندنا بما يسمى بالعضة المفتوحة، وهو ما يستدعي الحاجة لتقويم الأسنان في المستقبل، اضافةً إلى زيادة فاعلية التسوس والتهابات اللثة لدخول الميكروبات المتعددة بكثرة مع الهواء، وذلك لجفاف الفم فتزيد نسبة طبقة البلاك ، وتزداد كراهية رائحة الفم وتشققات الشفتين وتيبسهما مما يكن له تأثيرات جمة على الصحة العامة، فالوقاية المبكرة والعلاج أهمها تدريب أطفالنا بالتنفس من الأنف قبل أن تتحول لعادة أساسية في حياته، من خلال بعض تدريبات التنفس العميق مثل تمارين اليوجا كحل مساعد وممارستها كلعبة .
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!