-
الجولاني.. جابي أموال النظام في إدلب
في معرض الحديث عن جرائم جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام أو أي اسم مستقبلي يمكن أن تأخذه تلك المجموعة الإرهابية التي فرضت بجرائمها سيطرتها على محافظة ما عرفت الإرهاب يوماً، إرهاب يقوده زعيم التنظيم المسمى أبو محمد الجولاني وشبيحته ممن يطلق عليهم أمراء حرب من خلفه، والذاكرة لم تنس بعد كل جرائم هذا التنظيم منذ أن دخل سوريا تحت شعار "جئنا لنصرتكم" وكان البعض يظن المقصود هم أهل الثورة، فتبين أن نصرتهم كانت لنظام الأسد عبر إرهاب شمل كامل مناطق الجغرافية السورية.
الغلو بالأحكام الشرعية ومحاولة إقامة إمارة إسلامية كانت المنطلق لتلك العصابة الإجرامية ضد الشعب السوري القائم بثورة الحرية، ومشهد مداهمة راديو فريش في بلدة كفرنبل وإجبار الناشط المعروف هادي العبد الله ورفاقه على الخروج والدعس على علم الثورة، شاهده الجميع، ومن ثم جريمة جبهة النصرة عبر ابتلاع وتشتيت أكثر من 25 فصيلاً من فصائل الجيش الحر، بدءاً بجبهة ثوار سوريا وآخرها حركة نور الدين الزنكي، وقد لا تتوقف القائمة لتشمل كل بندقية خرجت ضد نظام الأسد، وذاكرتنا لم تنس أيضاً سيطرة جماعة الجولاني على معظم السلاح الثقيل بالمحرر ومن على الجبهات، وبالتالي إحباط أي عمل عسكري ضد نظام الأسد وإيران وحزب الله والروس أو إضعافه على أقل تقدير، أيضاً لم تنسَ الحاضنة الشعبية كيف سيطرت عصابات الجولاني على ورش التصنيع العسكري المحلية ومستودعات سلاح الفصائل، ولم تنس أيضاً أن الجولاني الذي ما انفك خلال السنوات الماضية يحثّ الخطى نحو الغرب لتقديم أوراق اعتماده للأمريكي والأوروبي والروسي والتركي والأسدي كعراب للمنطقة وضامن لطلباتهم في إدلب، لكنه بنفس الوقت يلاحق ثوار 2011 ويزج بهم في المعتقلات بتهمة التعامل مع الخارج، والمعلومات الموثقة تدل على وجود عشرات السجون والمعتقلات التي افتتحها الجولاني وأمراؤه ليس لأسرى وعملاء النظام بل للثوار وبتهم واهية ومختلفة وغير شرعية وغير قانونية وفيها ألوف من الثوار المعتقلين حتى الآن، عدا عمن تم إعدامهم ودفنهم في مقابر جماعية (على طريقة نظيره بشار الأسد) وستتكشف يوماً ما.
لم تنس ذاكرة أهل الثورة كيف قتل أمنيي الجولاني أرملة تعيل أطفالها بسبب صفيحة مازوت كانت تهربها من مناطق الشمال لإدلب، ولم تنس الذاكرة قتل أطفال بتهمة سرقة زيتون (العفارة)، وعشرات الجرائم التي كانت تطبق مقولة أبو اليقظان المصري (أحد أبرز شرعيي الجولاني) بفتواه المشهورة (أطلقوا عليهم بالرأس)، تلك الفتوى التي لم نسمعها تقال عند قتال النظام.
اليوم نحن أمام جرائم جديدة لتنظيم أبو محمد الجولاني، أولها إجبار الناس على استخراج بطاقة شخصية صادرة عن أمانة سجلات جبهة النصرة في إدلب مقابل دولارين ونصف للبطاقة الواحدة، أي جباية عدة ملايين من الدولارات الإضافية التي ستدخل خزائن الجولاني كسرقة ونهب من الحاضنة الشعبية، وتلك البطاقة غير معترف فيها إلا في إدلب، بل أكثر من ذلك أن تلك البطاقة قد تكون سبباً باعتقال صاحبها في مناطق الجيش الوطني أو في مناطق سيطرة قوات سوريا الديموقراطية، باعتبار أن جهة إرهابية تقف وراء إصدارها.
في موضوع الإغاثة الأممية التي تدخل عبر معبر باب الهوى، فالأمم المتحدة تعلم تماماً أن عصابة الجولاني تقتطع 40% من الإغاثة الأممية لصالحها، وباقي ال 60% يسرق معظمها عبر المجالس المحلية وأمراء الجولاني وأن ما يصل للمستحقين لا يتجاوز 10_15% فقط.
أما الجريمة السياسية الأخرى عدا أنها جريمة سرقة إغاثة فتتمثل بصفقة أجراها أبو محمد الجولاني مع الاحتلال الروسي بعد أن فتح لهم معبر "الترنبة" قرب مدينة "سراقب" لإدخال مساعدات إغاثية عبر مناطق النظام، ليستخدم الروس تلك الواقعة في مجلس الأمن ويطالبون بإغلاق معبر "باب الهوى"، وضرورة إدخال كامل الإغاثة الأممية عبر نظام الأسد، وهو بدوره يوزعها على كامل الجغرافية السورية، بما فيها المناطق المحررة، بدليل أن هناك قوافل أدخلها النظام إلى إدلب عبر معبر "الترنبة"، وبالتالي شرعنة نظام الأسد وبشار الأسد بالمحافل الدولية.
أيضاً جريمة أخرى إضافية ترتكب اليوم على يد عصابة الجولاني تتمثل بمنع أهالي إدلب من بيع عقاراتهم إذا ما كانت عليهم ديون قبل عام 2011 لبنوك نظام الأسد، بعد سيطرة عصابة الجولاني على وثائق البنك العقاري السوري، أو قد يكون نظام الأسد من أرسل تلك الوثائق للجولاني، باعتبار أن صلاتهم واتصالاتهم عالية المستوى، وأكثر من ذلك أن الإدارة المالية لدى الجولاني تريد تحصيل ديون نظام الأسد على سعر دولار قبل عام 2011 بعد خصم نصف الديون. فمثلاً لو كان للبنك العقاري دين على أحد المالكين في إدلب بمبلغ مليون ونصف، فدائرة المالية لدى جماعة الجولاني تعفي المالك من نصف المبلغ، أما باقي ال750 ألف ليرة فيجب أن تدفع بقيمة (15000) دولار لخزينة الجولاني كي يسمح له ببيع منزله. فهل أصبح الجولاني جامع ضرائب النظام أم أصبح الجولاني محصل ديون النظام؟
أما الجريمة الكبرى التي ترتكب اليوم من قبل شبيحة تقدم نفسها على أنها ممثلة للثورة ومكاتب سياسية استشارية للفصائل، كانوا سابقاً يخرجون علينا بخطابات خرندعية يعلنون فيها حربهم على داعش وحربهم على القاعدة وحربهم على أبو محمد الجولاني وعصابته، اليوم يخرجون وبكل صفاقة وبكل وقاحة ليخبرونا عن اعتدال تنظيم الجولاني وعن عدالة أبو محمد الجولاني، ويريدون أن يقدموه لنا على أنه حمامة سلام المحرر، كخطوة تسبق الوحدة بين بعض شياطين المحرر وبين عصابة الجولاني لتكتمل دائرة الشرور على أهلنا البسطاء والمرتهنين لسلطات الأمر الواقع التي امتصت دماءهم وسرقت أرزاقهم وقتلت شبابهم وزجت بالمعتقلات أحرارهم.
جبهة النصرة هي تنظيم قاعدي، وتغيير جلد الأفعى لا يعني زوال سمها، وأمراء الحرب بالشمال الذين يمتصون دماء أهلنا لا يقلون خطراً عن عصابة الجولاني، والحديث عن وحدة بين الجولاني وبعض أمراء الحرب ما هي إلا وحدة جزارين ومجرمين ضد الضحايا وضد أهلنا بالمحرر، وعلى أهلنا وحاضنتنا الشعبية الانتباه والحذر، فالواجب التخلص من إجرام هؤلاء لا السماح لهم بتقوية وجودهم وتقوية نفوذهم وزيادة سلطاتهم وسطوتهم وسرقاتهم وجرائمهم.
ليفانت - أحمد رحال
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!