الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
الحج في فقه الإخوان.. مؤتمر ترويجي للجماعة
الحج في فقه الإخوان.. مؤتمر ترويجي للجماعة

تتخذ جماعة الإخوان من موسم الحج مكانًا للالتقاء بالرموز من شتى البلدان، وتعتبر الركن الخامس فرصة لتعزيز تنظيماتها ووضع خطط للتكامل فيما بينهم، إذ اعتادت الجماعة على مخالفة الأوامر الربانية بألا جِدال في الحج، استنادًا لقوله تعالى ( الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ)، وانصاعت قواعدها لتعليمات القيادات، فتورط بعضهم في رفع الشعارات السياسية في أرض الله المقدسة، بما يمكن أن يجعل الحج باطلًا.


استغلال سياسي


في مطلع شهر أكتوبر 2013، بدأ أتباع جماعة الإخوان، في الحشد لموسم الحج، ليس للتعريف بالمناسك والتوعية بأداء الفريضة على الوجه الأكمل، بل طالب ناشطو الجماعة بطبع 500 ألف ملصق يحمل شعار «رابعة»، مطالبين برفعه على جبل عرفات، يوم وقفة عيد الأضحى.


واكتسب عيد الأضحى لعام 2013، أهمية خاصة عند الإخوان، باعتباره أول وأكبر تجمع للمسلمين بعد سقوط حكم الجماعة بمظاهرات 30 يونيو في العام ذاته، إذ نقل الموقع الرسمي لحزب الحرية والعدالة، الذراع السياسية للإخوان، عن أحد القيادات، قوله: "الحج هو أكبر مؤتمر إسلامي على وجه الأرض.


ونشرت الجماعة عبر صفحتها الرسمية: "هناك مقترح من أحد الناشطين لتوجيه دعوة عالمية من أجل رفع نصف مليون شعار من شعارات"رابعة" على جبل عرفات خلال الحج.. سنستغل الفرصة لإبلاغ الحجاج بالفكرة، برفع شعارات بعد صلاة العصر ليوم عرفة وحتى قبيل المغرب".


ورغم التحذيرات السعودية بعدم إقحام السياسة في المناسك الدينية، فإن الإخوان وزعوا الملصقات على الحجاج المصريين والأتراك والماليزيين والباكستانيين؛ وجعلوا من الأراضي المقدسة، مكانًا للتباحث حول مصير الجماعة، واستعطاف مؤيدين جدد، والتواصل مع القنوات الفضائية التي تنقل الشعائر؛ بهدف تسليط الضوء على حاملي شعار الأصابع الأربع.

لائحة الحج


في عام 1944، وضعت الجماعة دستورًا لتلك الفريضة الدينية، عُرفت بـ«لائحة الحج»، وتضمنت نصوصًا تلخص منهاج الجماعة، إذ احتوت 9 مواد: أولها، أن يتجهز كل «أخ» لأداء الفريضة، وأن يُؤمر الأخ المساعد بالتجهز للحج، والأخ العامل يكلف بأن يدخر من ماله جزءًا بحسب ظروفه المالية، ويضع ما يدخره في صندوق التوفير بالبريد على حساب هذه الفريضة إذا لم يكن وضعه فى مكان مصون.


ونصت اللائحة على أن تكون في كل منطقة لجنة فرعية تسمى «لجنة الدعاية للحج»، مهمتها مراجعة اشتراكات توفير الإخوان العاملين على ذمة الحج، وأمر وتذكير الإخوان من الدرجتين الأوليين (الأخ المساعد والأخ المنتسب).


كما أُمر الإخوان أن يوحدوا خطتهم فى السفر؛ لتقوية التعارف واقتصاد النفقات، على أن تختار كل شعبة أحد أعضائها لدراسة مناسك الحج لمن يعتزمون أداء هذه الفريضة من شعبته قبل سفرهم لوقت مناسب، وأن ينتدب مكتب الإرشاد العام فى كل عام نائبًا على نفقته؛ ليرشد الإخوان ويعلمهم أحكام المناسك، ويضع مكتب الإرشاد العام رسالة في آداب الحج والزيارة وما يتعلق بهما من آثار الأرض المقدسة.


في هذا الصدد، قال هشام النجار، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية: "لم تسلم جماعة على الساحة من الوقوع في فخ العبث بملف العبادات عبر التوظيف السياسي، بدعوى الحرص على الظهور بمن يقدس الشعائر، ولكن في واقع الأمر كان هناك توظيف مبطن وتسييس لملف الحج، بمعنى توظيفه لغرض سياسي".


وأوضح "النجار"، في تصريح لـ"المرجع"، أن السيطرة الأمنية في المملكة، وشراكتها مع مصر، أسهمت في الحد من النشاطات غير الشرعية لتلك الجماعات على أراضيها.


المرجع

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!