الوضع المظلم
الخميس ١٦ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • الحشاشين: الدراما المصرية تكشف الحقائق وتواجه الحظر في إيران

الحشاشين: الدراما المصرية تكشف الحقائق وتواجه الحظر في إيران
الحشاشين \ تعبيرية \ متداول

أعلنت الأحد الماضي، السلطات الإيرانية عن منع بث المسلسل التلفزيوني المصري "الحشاشين"، وهو مسلسل يتناول حياة زعيم الطائفة "حسن الصباح"، وهذا القرار أثار ردود فعل متباينة بين النقاد والمؤرخين الفنيين.

المسلسل، الذي يتألف من 30 حلقة، عُرض خلال شهر رمضان الماضي. تدور أحداثه حول حياة "حسن الصباح" وجماعته، وهي طائفة من الشيعة الإسماعيلية، كانت معروفة بتنفيذ اغتيالات سياسية دموية، والمسلسل من بطولة نجوم كبار بقيادة المخرج بيتر ميمي، والنجم المصري كريم عبد العزيز في دور "حسن الصباح".

النقاد أكدوا في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن قرار السلطات الإيرانية يعتبر شهادة نجاح للمسلسل ودعاية مجانية له. وفقاً لمبدأ "الممنوع مرغوب"، سيتم الإقبال على مشاهدة المسلسل بأي طريقة وعلى أي منصة بعد حظره.

الناقد أحمد سعد الدين قال لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" إن قرار إيران تجاه مسلسل "الحشاشين" طبيعي ومتوقع، لأن المسلسل كشف حقيقة الطريقة الإسماعيلية للعالم أجمع، وهي الطريقة الأشهر في إيران، لذلك، فالمسلسل يعارض السياسة التي يتبعها الإيرانيون، ولذلك ليس من الغريب أن يمنعوا عرضه هناك.

اقرأ أيضاً: القضاء المصري يكشف عن خطة الإخوان المسلمين لزعزعة الاقتصاد

وأضاف أنه سعيد بترجمة مسلسل "الحشاشين" إلى اللغة الروسية وبعض اللغات الأخرى، مما يجعل العمل يصل إلى عدد أكبر من الجمهور حول العالم، ويكشف حقيقة شخصية "حسن الصباح".

وأضاف أن "الصباح" كان أول من أسس الفرق والجماعات المتطرفة في الإسلام، وكان يقيم في ذلك الوقت في أصفهان، لذلك اعتبر النظام الإيراني أن المسلسل موجه ضدهم وضد سياستهم.

من جهته، أكد الناقد الفني طارق مرسي لـ"العربية.نت" و"الحدث.نت" أن المسلسل بمثابة ضربة موجعة لكل الجماعات المتطرفة وأصحاب الفكر الإرهابي، حيث كشف فكر تلك الجماعات من خلال تناول سيرة المؤسس لها وهو "حسن الصباح".

وأوضح أن "قرار منع المسلسل في إيران هو أكبر دعاية قد تحدث لمسلسل الحشاشين، فنحن في زمن السماء المفتوحة، وبمجرد علم الجمهور الإيراني بقرار منع عرض المسلسل هناك، سوف يبحث عدد كبير منهم عن العمل لمشاهدته، وسيلعب الفضول دوراً كبيراً في انتشار المسلسل بين الجمهور هناك".

وأضاف مرسي أن الكثير من الأعمال الفنية التي بها بعض الخطوط السياسية يمكن أن تكون عرضة للحظر أو المنع في بعض الدول، لأن التاريخ والسياسية لا يتفق عليهما الجميع، وإذا تم إنتاج عملين فنيين عن شخصية سياسية واحدة، فمن الممكن أن تجد هناك اختلافا كليا بين العملين، مؤكدا أن هناك من ينصفه وهناك من يدينه، إلا أن شخصية "حسن الصباح" اتفق عليها الكثيرون بأنها شخصية إرهابية.

من جهته، قال المؤرخ الفني محمد شوقي إن قرار حظر المسلسل هو بمثابة شهادة نجاح كبرى للمسلسل، لأن العمل يرصد الكثير من الحقائق حول تأسيس تلك الفرقة المتطرفة، وأظهر الوجه الحقيقي لشخصية "حسن الصباح" الذي لا يعرف عنه الكثيرون أنه المؤسس الأول للجماعات الإرهابية والمتطرفة في التاريخ والعالم.

وأضاف شوقي أن العمل الفني وكل ما فيه من أحداث هو حق أصيل لمؤلفه، خاصة إذا كان هذا المؤلف هو شخص يتمتع بالثقافة الواسعة والموهبة الفذة مثل الكاتب عبدالرحيم كمال مؤلف مسلسل "الحشاشين"، الذي يعد أيضا من أهم الكتاب والمؤرخين حالياً.

وأعلنت السلطات في إيران عن منع بث المسلسل التلفزيوني المصري “الحشاشين”. وفقاً لمدير عام هيئة الإشراف على تنظيم الإعلام الصوتي والمصور في الفضاء الإلكتروني (ساترا)، مهدي سيفي، فإن “رواية هذا المسلسل من تاريخ الإسلام تتضمن العديد من التشوهات، ويبدو أنه تم إنتاجه من خلال نهج سياسي متحيز”.

وتدور أحداث مسلسل “الحشاشين” حول حسن الصباح وجماعته، وهم طائفة من الشيعة الإسماعيلية في القرن الخامس الهجري، استقرت في الحصون الجبلية في شمال وغرب إيران، وكانت معروفة بتنفيذ اغتيالات سياسية عنيفة.

وقد رويت العديد من القصص عن حسن الصباح على مر القرون، وتعد بقايا قلعة ألموت، التي كانت المكان الرئيسي لهذه الجماعة، أحد المواقع السياحية بالقرب من مدينة قزوين في شمال إيران اليوم.

ويمكن القول أن قرار السلطات الإيرانية بمنع بث المسلسل يعكس القوة والتأثير الذي يمكن أن يحققه الفن والثقافة، وعلى الرغم من الحظر، فإن المسلسل سيستمر في الوصول إلى الجمهور عبر العديد من القنوات والمنصات الأخرى، مما يبرز القدرة الفريدة للفن على تجاوز الحدود والقيود، وفي النهاية، يمكن أن يكون الحظر نفسه دليلاً على النجاح والتأثير الذي حققه المسلسل.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!