الوضع المظلم
الأربعاء ٠٨ / يناير / ٢٠٢٥
Logo
  • السلام... كلمة من ستة أحرف.. هل غيرت أمريكا المعنى الحقيقي لهذه الكلمة

  • (وثيقة مونرو)
السلام... كلمة من ستة أحرف.. هل غيرت أمريكا المعنى الحقيقي لهذه الكلمة
نتانيا مردخاي 

الوصي القانوني على مقدرات وثروات العالم هذا التوصيف الانسب الذي اراه يتناسب مع سياسة أمريكا غير المعلنه فاذا اردنا ان نفهم ونستشف ما يجري من حولنا في العالم والاسباب الغير معلنه اعلاميا لاعلان الحروب او الاستيطان او حتى مصطلح ما يذاع الموضه الجديده مكافحه الارهاب، فيجب فهم وادراك السياسه الامريكيه في المركز الاول تلك القوه التي برزت على مسرح الحياه بعد الحرب البارده وانهيار المنافس السوفيتي تتبع امريكا استراتيجيه معينه في سياستها الخارجيه وهي سياسه( اظهار خلاف ما ابطن).

 

هذه السياسه بحد ذاتها التي صنعت القوى الامريكيه والتي تجلت في اثناء الحرب العالميه الثانيه حنمت قامت بازاحه بريطانيا وفرنسا عن نصف الكره الغربيه مستاثره بالهيمنه في هذه المنطقه، ومتحديه لقوانين النظام الدولي التي رأت بقوتها المتعجرفه فوق قوانين النظام الدولي ومحكمه العدل الدوليه، بل هي التي تصنع قوانين النظام الدولي سرا وتفرضها للتطبيق.


وبعد نجاحها في اخراج المنافسين الامبرياليين من العالم الغربي وتطبيق وثيقة مونرو تلك الوثيقه التي قال عنها وزير الخارجيه الامريكي (لانسينج) ان الولايات المتحده ترعى مصالحها بتاييدها لوثيقه مونرو التي كان يشعر الرئيس (ويلسون) بالحرج من اعلان الوثيقه علنا وانه من غير اللائق ان تظهر نوايا السياسه الامريكيه الباطنيه على العالم وخاصه ان المثاليه قد وصلت في العلاقات الامريكيه الدوليه الى اوجها الا انه ابدى تاييده لمقوله (لانسينج) لا يمكن رد الوثيقه.


وبغرض هذه الوثيقه استلمت امريكا اللاتينيه مهمتها الجديده في النظام العالمي الجديد بيع مواد الخام وامتصاص فائدة راس المال الامريكي لقد برزت قوه الولايات المتحده مع احتكار مصطلح الاحاديه القطبيه في العالم التي تملك نصف ثروات العالم عبر ااتدخل الغير شرعي في الانتخابات بالخارج، او بتفويض الديمقراطيه في بعض الدول التي تعتبر منفذ للشرق الاوسط عبر وربما مثل ايطاليا وتركيا  واليونان وكما يقول المؤرخ الدبلوماسي (جيرالد الدهينز) وكذلك المؤرخ الاول مخابرات المركزيه ان تتولى الاداره الامريكيه بعد الحرب العالميه الثانيه المسؤوليه عن  رفاهيه النظام الراسمالي فكان ينظر الى اليونان رسمياً على كونها جزء من الشرق الاوسط وليس من اوروبا حتى قام اليونانيون بقلب نظام الحكم الفاشي المدعم من قبل الولايات المتحده الامريكيه في سبعينيات القرن العشرين، والتي كانت تصنفها وزاره الخارجيه الامريكيه( مصدر  للقوة الاستراتيجيه) باعتبارها الجزء من الاطراف المُطالَبين بضمان السيطره على نفط الشرق الاوسط. 

تطبيق وثيقه مونرو على الشرق الاوسط.

 بعد الحرب العالميه الثانيه، تفاخرت امريكا بقوتها كطفله مدللة تستطيع ان تحصل على ما تريد فرغبت بتوسيع نفوذه سيطرتها على مقدرات النفط للشرق الاوسط وكانت بريطانيا متحالفه معها في ذلك وكانت تتبع استراتيجيه الحق في التصرف كما يحلو لها وبدون تدخل اي طرف سواء من الامم المتحده او محكمه العدل الدوليه او منظمه الولايات الامريكيه.
وكان المنافس البريطاني لاميركا مدركا اهميه وخطوره هذه الوثيقه فكتب بعد الحرب العالميه الثانيه قائلا (كان املي دائما ان نتبع النموذج الامريكي الحكيم في منطقه الشرق الاوسط كنت اود لو اننا اخرجنا وثيقه مثل وثيقه مورو موضحين لساكنين المنطقه اننا لدينا الذخيره في المدافع واننا سنطلقها عند اللزوم)


 وعندما اظهرت الولايات المتحده سياستها الباطنيه في رغبتها بالسيطره على السعوديه جزيره العرب الامر الذي استفز الوزير البريطاني فقال غاضبا (هذه ليست بنما او سان سلفادور)، ومع سياسه امريكا الغير معلنه والتي استشرى جذورها بقوه عبر عقود طويله من ظهورها وعلو نفوذها على القانون الدولي فتحتكر القرار لنفسها وتفرض العقوبات على من لا تتفق معه مصالحها والتي كانت تتبع نهج الاحاديه في كل جوانبها السياسيه الخارجيه فلم تكن لتهتم لدول اوروبا الشرقيه ولمعانات الدول اللاتينيه الذين ضاقوا ذرعا من سطوتها فكانت ترفض اي شكل من اشكال الاعتراض السلمي القانوني على سياستها المتسلطه على الرقاب البشر في دول العالم وظهر ذلك جليا في فبراير 1997 عندما قامت الولايات المتحده برفض ما قضت به منظمه التجاره العالميه ضد العقوبات التي فرضتها الاداره الامريكيه على كوبا بعد طلب من الاتحاد الاوروبي الى المنظمه وكان الرد من امريكا عبر ادارة كندي نامل في احداث تغيير بحكومة هافانا، وذات الموقف تبعته الاداره الامريكيه حينما رفضت قرار المحكمه الدوليه بخصوص ان انهاء الاستخدام غير الشرعي للقوه وهو الارهاب الدولي ضد نيجاراجوا، ورفضها دفع اي تعويضات وايضا ضربت بعرض الحائط قرارات الامم المتحده، باحترام القانون الدولي ولم يساند الولايات المتحده في هذا سوى اسرائيل.
 

وفي ظل اداره كلينتون تم تطبيق نموذج مورو في منطقه الشرق الاوسط عندما ادلت وزيره الخارجيه (مادلين البرايت) بكلامها امام مجلس الامن قائله من منطلق الاهميه القصوى للمنطقه بالنسبه للمصالح الامريكيه سنتصرف جماعيا عندما نستطيع وسنتصرف احاديا اذا استلزم الامر.ومن ثم لا نعترف بايه حدود او عراقيل او حتى بقانون دولي او أمم متحده.

ومن هنا يتبين لنا ان امريكا تتبع مبدا الانا في سياستها النرجسيه فتطلق القوانين لصالحها.، وتسن القرارات التي تصب في مصالحها وتقوض  الديمقراطيه في الدول التي تشكل تهديدها على مصالحها وتحاصر اقتصاديا و عسكريا بعض الدول التي تظهر ادنى مقاومه لقرارات الاداره الامريكيه فيمكننا القول بكل اسف ان امريكا بالقوه الاقتصاديه والعسكريه التي صنعتها عبر التسلط والنفوذ والاستيلاء والقوه الوهميه التي كانت تتبعها في معاقبه الضعيف لارهاب المنافس القوي، جعلت من قوانين امم متحده والمحكمه العدليه الدوليه وفي دول العالم اجمع باستثناء حلفائها خرقةً باليه عند اعتاب ابواب ادارتها، تدوسها بقدميها في الدخول والخروج. 


فاصبحت المارد الاسود المتعجرف الذي يدوس كل من يقف في وجهه ومن مظاهر التبجح الذي امتد الى الشرق الاوسط مع البدء بتنفيذ وثيقه مونرو استخدامها للقوى العسكريه عبر التدخل في افغانستان والعراق، والذي اعترض عليه الكثيرون ورأوه  انه تدخل في الشؤون الداخليه لدول ذات سياده وكان تبريرها المتكرر حمايه امنها القومي كما بررت سابقا في ايطاليا عبر مبادرات الحكومه الامريكيه التدخل الذي ادى الى تفشي الفساد والجريمه بدعم الشيوعيه الايطاليه والامر اللافت للانتباه انه بينما يعتبر التمويل الخارجي للاحزاب السياسيه الامريكيه عملا غير  شرعي فان تدخل امريكي في العمليات الانتخابيه بالخارج يتم الثناء عليه وتصويره منحا كريما وسعي للتقدم الديمقراطي.

تطبيق وثيقه مونرو.. ام  تطبيق الديمقراطيه. 

 

الديمقراطيه، هذا المصطلح الذي كان واجهة ادعاء السياسه الامريكيه وعلى راس مدافعها العسكريه ايضا والذي استخدمته كذريعه ظاهريه لها لتبرير سياستها الباطنيه. لقد اتفقنا على ان امريكا تتبع سياسه( اُظهر خلاف ما اُبطن) فالديمقراطيه في النظر اداره الولايات المتحده تطبق على قدر معين في شؤونها الداخليه وتقوض على القدر الذي يخدم مصالحها وانصارها في سياستها الخارجيه فان استخدام الالة الاعلاميه الامريكيه والعالميه للتحريف الانتقائي للمعلومات والتلاعب بالالفاظ عن طريق نقل صوره معينه او جزئية من مشهد واقعي مما يخلف انطباعا خاطئا لدى الجمهور ويقاد كالقطيع وراء سياسة معينه تفرض نفسها على الساحه، وساتطرق بمقال اخر عن الالة الاعلاميه الامريكيه

 
فكان الهدف الرئيسي من الحمله الامريكيه لحربها على العراق في عام 2003 هي التركيز اعلاميا على ما تريد بثه الى عقول الجماهير وكان عنوان روايتها الشهيره لتبرير الحرب (امتلاك العراق لاسلحه الدمار الشامل الذي يهدد الامن القومي الامريكي) وعلى الرغم اعتراض غالبية جماهير الاتحاد الاوروبي، والتعبئة القويه في الاعلام العربي المضاد الذي سعى بجهوده لايصال الحقيقه للعالم ولابراز نوايا امريكا في المنطقه بيد ان وسائل الاعلام الامريكيه ركزت على تصريحات الحكومه والمسؤولين العسكريين كمصدر رئيسي للمعلومات مما اثر في قدرتها على تقديم تغطية متوازنه ورغم ان قرار الغزو اتخذ بعد هجمات 11 ايلول التي اظهرت التقارير اللاحقه ان عملية الهجوم كانت بعلم مسبق من امريكا وذهب البعض لابعد من ذلك وقال بان امريكا هي من قامت بالهجوم على برجي التجاره العالمي لخلق حجة مقنعه تكسب منها مشاعر الجماهير المتخوفين من ما  يسمى بالارهاب الاسلامي.

المصطلح الذي طُرح من قبل الية الاعلام الامريكي ورغم ان المجلس الامن لم يقتنع بطلب وزير الخارجية الامريكي (كولن باول)  اعطاء الضوء الاخضر للقيام بعمل عسكري ضد العراق واقترح ارسال هيئة تفتيش الاسلحه من الامم المتحده وهيئه الطاقه الدوليه لمزيد من العمل والبحث عن اسلحه الدمار الشامل، فقالت الولايات المتحده انها لن تنتظر تقرير المفتشين وشكلت التحالف الراغبين بغزو العراق.
 

لكن اسلحه الدمار الشامل لم تظهر جليا للعالم اجمع الا من دبابات ومروحيات ومدرعات القوى العسكريه الامريكيه التي انزلت بنيرانها الويلات على الشعب العراقي واستخدمت بدورها اسلحه دمار شامل واسلحه محرمة دوليا في بعض مناطق العراق، فنتج عن هذه العمليه (البحث عن اسلحة الدمار الشامل)  من 100,000 الى 500,000 قتيل ونزوح الالاف داخل البلاد وخارجها والانقسامات الطائفيه التي استغل اطرافها الفوضى في البلاد فتم تقسيم  العراق لاضعافه وتصاعدت اعمال العنف ودمار البنيه التحتيه وانتشار الفساد والخراب وتحول العراق الى كارثه انسانيه ينزف جرحه الى يومنا هذا على الرغم من ابراز وثائق بريطانيه من مجلس الوزراء البريطاني التي افرج عنها التي تثبت علم رئيس الوزراء البريطاني توني بلير  خلو العراق من اي قدرات لامتلاك اسلحه محظوره وفقا لقرارات الامم المتحده الصادره قبل وبعد اخراج الجيش في العراق من الكويت.


فهل كان غزو العراق حقا للبحث عن اسلحه الدمار الشامل، اما استعراضاً للقوه الامريكيه ولأسلحة  الدمار الشامل التي تمتلكها الاداره الامريكيه وهل تقسيم العراق واضعافه اقتصاديا وسياسيا وعسكريا حقق المصالح الامريكيه في حماية امنها القومي كما ادعت ام حمايه حليفتها اسرائيل التي  تستقر في احضان الشرق الاوسط العربي.
ام انه التنفيذ العملي لوثيقة مونرو في الشرق الاوسط التي ساعدت هذه الوثيقه في تشكيل سياسة امريكا التي توسعت تدريجيا خارج حدود الامريكيتين.


 لقد كُشف الستار عن سياسة المارد الاسود في العالم وبات الصغير والكبير مدركا ان ما تقول الاداره الامريكيه اعلاميا( ظاهره خلاف باطنه) وانها عندما تنادي بالديمقراطيه فانها تعني الامبرياليه، وان حجة حماية امنها القومي  اصبحت وبالا على الشعب الامريكي الذي اصبح اكثر وعيا بعد الازمات الاقتصاديه والسياسيه التي وقع بها بسبب سياسة التدخلات الخارجيه من قبل حكومة بلاده، وان مفهوم السلام في نظر الاداره الامريكيه هو... 

 ( عليك تقبل ما اخذه منك باليد اليمنى والاذعان للسلام الذي اصنعه لك بمصافحتي باليد اليسرى).  

ليفانت: نتانيا مردخاي 
 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!