الوضع المظلم
الجمعة ٢٠ / سبتمبر / ٢٠٢٤
Logo
السويداء: حزب اللواء السوري يعقد مؤتمره الأول
حزب اللواء السوري

بعد أن كرس وجوده على الأرض في السويداء من خلال ذراعه العسكري والمسمى (قوة مكافحة الإرهاب)، ها هو حزب (اللواء السوري)، والمعلن عن نشوئه منذ قرابة الشهرين، يحجز لنفسه مكاناً على الخارطة السياسية في السويداء، وذلك عبر انعقاد ما يمكن أن يسمى مؤتمره التأسيسي الأول، نهار الأحد بتاريخ 22/8/2021.


ويحسب لهم السرية التي أحاطت بمكان وتاريخ انعقاد المؤتمر كي لا يستنفروا القوى الرافضة لوجودهم والتابعة للنظام وأجهزته، وتحديداً (ميليشيا الدفاع الوطني)، والتي ناصبت جناحه العسكري العداء منذ لحظة الإعلان عنها، وكاد أن يتطور النزاع بينهم لحد الاشتباك المسلح لولا تدخل القوى الأهلية والدينية في المحافظة. ويسجل له أيضاً انعقاد المؤتمر في الداخل السوري والمسيطر عليه من قبل قوات النظام كسابقة لم تحدث خلال كل فترة الصراع السوري منذ عقد من الزمن.


رجل دين في السويداء ينفي لقاءه بشخصيات من"حزب الله" ويرفض المشروع الإيراني

صحيح أن عدد الأعضاء الذين حضروا المؤتمر لم يكن كبيراً، إلا أنه ضم هيئات ونخباً سياسية تمثل جانباً ليس بالقليل من القوى الموجودة في المحافظة، وعقد المؤتمر تحت عنوان (الجنوب السوري ورؤية الحل السياسي القادم لسوريا) للتباحث في إمكانيات وآفاق العملية السياسية في سوريا. وقد أكدوا على أهمية العمل من الداخل السوري لا من خارجه، وبنفس الوقت العمل مع باقي المناطق والمكونات السورية الوطنية على كامل الجغرافية السورية، من أجل إخراج البلد من واقع الانهيار الذي يعيشه.


وقد ناقش المؤتمر ثلاثة محاور رئيسة، أولها كان مناقشة وضع الفلتان الأمني في المحافظة، والواقع المعيشي المتردي، وحمّل المشاركون المسؤولية عن حالة الأمن المتردي للنظام وأجهزته من خلال دعمهم للعصابات وتأمين الحماية والرعاية الكاملة لأعمالهم الإجرامية. وبنفس الوقت حمّل المشاركون السلطة السورية المسؤولية الكاملة عن الواقع المعيشي المتردي الذي تشهده السويداء وعموم المحافظات السورية، وذلك بسبب بيع النظام البلاد لروسيا وإيران في سبيل بقائه والحفاظ على الكرسي.


وفي المحور الثاني، والذي ناقش التصعيد في درعا، فقد أكد المشاركون رفضهم للقصف والحصار المطبق الذي تنفذه المليشيات الإيرانية وجيش النظام ضد درعا البلد، مشيرين إلى أنه في حال تم اقتحام واحتلال درعا البلد من قبل المليشيات الإيرانية، فإن السويداء ستكون المرحلة والخطوة التالية بالنسبة لهم. وشددوا على أنّ درعا والسويداء في خندق واحد أمام عدو مشترك ممثلاً بالمليشيات الإيرانية وأجهزة النظام الأمنية وعصاباته.


اقرأ المزيد: مطار كابل والأتراك.. مخططات للتمدد والسيطرة لا توافق بيدر طالبان

في المحور الثالث، والمتعلق بالحل السياسي في سوريا، فقد أكد أعضاء المؤتمر على ضرورة تطبيق القرار ٢٢٥٤ والانتقال السلمي للسلطة وإنهاء حالة الحرب التي تعيشها البلاد.


من الواضح أن القائمين على هذا الحزب يسابقون الزمن ويحثّون الخطا لفرض رؤيتهم وتحصين مكانتهم، وكأن إشارة ما التقطوها أو سربت إليهم بأن شيئاً ما سيحدث يغير من صورة الحالة القائمة الآن في سوريا، وعليهم أن يكثفوا ويزيدوا من فعاليتهم ليكونوا جهة قوية وثابتة على الأرض تفرض على الآخرين، من نفس المكان أو خارجه، الحوار أو التفاوض أو التنسيق معهم. وليس صدفة أن يظهر بيان عشائر حوران المطالب بللامركزية الإدارية وانعقاد هذا المؤتمر في السويداء تقريباً بنفس الوقت، والترحيب الكبير من (مسد) بالخطوتين، إنما هي مؤشرات على حراك دولي بخصوص الحالة السورية كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة.


اقرأ المزيد: في ذكرى كيماوي الغوطة.. تظاهرة إلكترونية للتعريف بالألم السوري.. لا للإفلات من العقاب

وهذا ما يطرح تساؤلات عدة على حزب اللواء الإجابة عنها.. خاصة وأن السرية التي عمل عليها الحزب بلقائه الأمس لم تدم ساعات حتى تسربت صور الحضور في اللقاء، فهل المقصود الإعلان أم ثمة ما هو خفي ستظهره الأيام قريباً؟.


ليفانت - سلامة خليل

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!