الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٥ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
القراصنة ونازية بطعم الموت
إبراهيم جلال فضلون (1)

هكذا وصفت دولة الاحتلال إسرائيل نظام الحرس الثوري ومليشياتها "إيران"، وكأنها تعيش لحظاتها المعدودة والصعبة المفتوحة على كل الاحتمالات في غياب القدرة الدولية على التحكم بالأحداث، وغطرسة السياسة الأميركية في المنطقة، أمام مرأي ومسمع العالم وقوانينه الدولية وحقوق الإنسان، التطرّف الإسرائيلي المجنون الذي لا يهرول بلا لجام أو راكب يقودهُ، وسط مؤسسات دولية عاجزة تعيش في تواطؤ أو تقضي أو ضعف أو شعبوية، ونحنُ أمان عام انتخابي لرئاسة أميركية مجهولة المستقبل، تختلف عما سبقها من السنين وكل الانتخابات!، ويبدوا أن مالك البيت الأبيض والعجوز الحالي، قد ضمن الخسارة، وكأن كُل من جاء على مظلوم فعقابهُ الخسران، حيثُ اتهمت إسرائيل وإيران بعضهما البعض في الأمم المتحدة يوم الأحد بأنهما دولتا تهديد رئيسي لسلام الشرق الأوسط، فإسرائيل على مرأى ومسمع العالم تقصف قطاع غزة الذي مزقته الحرب ليل نهار، كما مزقت إيران مجتمعاتنا العربية في الشام وغيرها بتدخلاتها الإرهابية، ونتفق أن كلا الدولتين ارهابيتين، كلا منهما شيخ في طريقته، غير ان إرهاب دولة الاحتلال الصهيونية أكبر وأبشع، أدت إلى أزمة إنسانية، تقول وكالات الأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان إنه يتم تجاهلها، ولما لا وقد دعا سفير الكيان الإرهابي بسلطويته لدى الأمم المتحدة إلى طلب فرض "كل العقوبات الممكنة" على إيران، بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته على إسرائيل، دون النظر إلى ما ارتكبوه وما زالوا يتمادون فيه في حق الأبرياء العُزل بغزة، إذ قال جلعاد إردان إنه يتوجب "على المجلس أن يتحرك، قبل فوات الأوان"، بل واصفاً تصرف النظام الإيراني بنظام نازي، ينشُر الموت والدمار في كافة الأماكن لأنها "دولة قراصنة" تهدد حركة التجارة البحرية العالمية، وجرائمها الفظيعة التي تنتهك القرارات الدولية، ويجب إيقافها عند حدها، فالعقوبات لم توتي أُكُلُها، ويجب ضربها والرد عليها، وكأن دولته المغتصبة لم تفعل شيئاً بحق الفلسطينيين، وأهل غزة بالذات، ممن خذلهم المجتمع الدولي ككُل وتخاذل مجلس الأمن بمسؤوليته تجاه حفظ الأمن والسلم الدوليين، لا سيما في هذه المنطقة بالغة الحساسية للسلم والأمن العالمي، وللحيلولة دون تفاقم الأزمة التي سيكون لها عواقب وخيمة بمخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد

إنه صراع بين إيران والنظام الإسرائيلي المارق، والذي يجب على الولايات المتحدة أن تظل بعيدة عنه، ويكفيها دعم الرئيس الأميركي العجوز جو بايدن والغرب، ورغم ذلك يتبجح بقوله "إن التزامنا صارم بأمن إسرائيل في مواجهة تهديدات إيران ووكلائها"، ليُدعم موقفهً رئيس مجلس النواب الأميركي مايك جونسون: " يجب على أمريكا الوقوف إلى جانب حليفتها المهمة. وأن يتأكد العالم أن إسرائيل ليست وحدها"، فـ " لا المنطقة ولا العالم يستطيعان تحمل حرب أخرى"، كما قال جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة

 فماذا سيحدث حال قررت إسرائيل بالرد على الهجوم الإيراني الأخير؟، وأن إسرائيل لن تسمح للإيرانيين بإنشاء معادلة جديدة، من المرجح ألا تؤدي إلى جر المنطقة إلى حرب، ويمكن أن يقبلها الأميركيون، لاسيما بالكراهية الأمريكية للإدارة البايدانية، التي ستخسر الانتخابات القادمة، وأمام غليان الشارع الإسرائيلي ضد سياسات حكومته وتسلط رئيس حكومته.. إذ تتراوح تكلفة الصاروخ الواحد ضمن منظومة "آرو" الاعتراضية بين مليونين إلى 3.5 مليون دولار، وفق مصادر إسرائيلية في قطاع الصناعات الدفاعية.

وقال مسؤولون إسرائيليون إن الكثير من العمل أنجزته منظومة الدفاع الجوي الصاروخية "آرو 2" و"آرو 3" بعيدة المدى، التي تم تطويرها بالتعاون مع البنتاغون وشركة "بوينغ"، ولا ننسى أن القيادة الإيرانية منذ غزوة النقب تسعى عملياً إلى تغيير استاتيكي في المنطقة، أي عملياً تشريع ميليشياتها في الدول الخمس، وتعطيل قدرة إسرائيل الردعية في المنطقة، وإخراج القوات الأميركية من الهلال الخصيب.. فهل ستصمد إسرائيل وحُلفائها العجزة؟.

ليفانت: إبراهيم جلال فضلون

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!