-
المُلا بايدن و"طلبنة" الحركات الإسلامية
عملية الانسحاب من أفغانستان تمت بحسب اتفاقية مع حركة طالبان، كما يقول بايدن والاتفاقية تمت في شباط 2020، أثناء حكم دونالد ترمب.
طالبان التي سيطرت على كابول من دون أن تطلق طلقة واحدة، تقوم الآن بالتسويق لمظهرها الجديد، حيث يرى العالم، وبشكل مباشر عبر شاشات التلفزة، قادة طالبان الذين لم تكن تتوفر صورة واحدة لهم، وكانوا أشبه بالأشباح والظلال في السنوات الماضية.
القوة العسكرية التي تسيطر الآن على كابول، من محرابها إلى مطارها، ترتدي زياً نظامياً يشبه زي قوات الكوماندوس الأمريكية، ويحملون رشاشات (إم سكستين) عوضاً عن رشاش (الكلاشينكوف)، وهي قوات بدر 313.
في حرب 2001، عندما تم قصف كابول، حينها كان مراسل الجزيرة، تيسير علوني، يجري لقاءات مع الأهالي الذين كانوا يعبرون عن ذهولهم وصدمتهم إزاء ما يجري. فهم كانوا يقولون: (لا نعرف من يقصفنا ومن أين تأتي الضربات).
حيث كان شراء أجهزة التلفزيون ووضعها في المنازل ممنوعاً على الأفغانيين، وذلك في ظل حكم طالبان (القديمة). أما الآن وفي ظل حكم طالبان (الجديدة)، فقادة الحركة يدعون الإعلاميين إلى العمل في بلدهم، وبالفعل العديد من مراسلي القنوات التلفزيونية العالمية والعربية والإقليمية يتواجدون الآن في أفغانستان، وذبيح الله مجاهد يعقد المؤتمرات الصحفية التي يتم بثّها بشكل حي ومباشر، وذلك كمتحدّث رسمي باسم الحركة.
بعد أن كان ممنوعاً على المرأة أن تخرج من المنزل إلا برفقة محرم، الآن هناك دعوات لاستمرارها في العمل والتعليم، ولكن بشروط محددة، كارتداء الحجاب.
دبلوماسياً، تدعو طالبان جميع الدول من دون استثناء إلى الاستمرار في عملها الدبلوماسي في العاصمة كابول، وهذا يعني انخراط حركة طالبان في العملية السياسية الدولية، وذلك بعد انزوائها في جبال تورا بورا وإعلانها الحرب على كل كيان يحمل اسم الدولة ويكون دينه غير دين الإسلام.
حركة طالبان (الجديدة) تحكم الآن وفق اتفاقية الدوحة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي بالتالي أي (طالبان) ستتحول إلى نموذج جديد لعلاقة واشنطن مع الكيانات السياسية والحركات الإسلامية.
منتقدو بايدن يستعلمون عبارة (الانسحاب الفوضوي)، يبدو أن هذا الوصف يتقاطع مع وصف ترامب لبايدن أثناء الحملة الانتخابية والمنافسة بينهما، حيث أطلق عليه لقب (جو النعسان).
هذه الألقاب والمصطلحات لم تأتِ من فراغ، فربما هي التي تعبر عن جزء من الاستراتيجية الجديدة لواشنطن في عملية إدارة العالم في عصر بايدن، الذي سيغض الطرف عن الكثير من الانتهاكات والتجاوزات، وبنفس الوقت سيدير من مكتبه البيضاوي في البيت الأبيض، ومن على بعد آلاف الكيلومترات، الفوضى التي ستعم أغلب دول العالم للحفاظ على مبدأ (أمريكا أولاً) ومن دون إراقة دماء الجنود الأمريكيين.
انتهى زمن (أفغنة الصراعات)، ومع المُلا بايدن بدأ زمن (طلبنة الصراعات) وإدارة عنف وتطرّف الحركات الإسلامية بمقاييس ومعايير حديثة وبمظهر جديد.
ليفانت - محمد محمود بشار
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!