الوضع المظلم
الأحد ٢٤ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • انتهاكات "الجيش الوطني" بالجملة.. هل نشهد ثورة في الشمال السوري؟

  • اغتصاب وقتل.. نهب واعتقال وتصفية لمن يخالفهم
انتهاكات
الطفل المغدور في رأس العين بعد اغتصابه وقتله من قبل عنصر في الجيش الوطني

لم تعد الانتهاكات لحقوق السوريين حكراً على النظام المستبد في سوريا فحسب، بل باتت تقارير المنظمات الدولية وتلك التابعة للأمم المتحدة تشمل معظم حملة السلاح في سوريا، بدءاً من القوات النظامية إلى الميليشيات والفصائل المعارضة بشقيها الإسلامي والموالي لتركيا، وليس انتهاء عند قسد.

وهذا ما أورده تقرير لجنة التحقيق الدولية المستقلة المعنية بالجمهورية العربية السورية التابعة لمجلس حقوق الإنسان في دورتها الحادية والخمسين.

ليأتي صباح اليوم الخميس 15 سبتمبر/ أيلول 2022، وتضج وسائل التواصل الاجتماعي بحادثة اغتصاب وقتل الطفل العراقي "ياسين رعد المحمود" المقيم مع أهله في بلدة رأس العين السورية، المسيطر عليها من قبل فصائل "الجيش الوطني" المدعوم من حكومة أنقرة.

اقرأ المزيد: رأس العين.. مسلح يغتصب طفلاً انتقاماُ من والده المُهرّب

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن عنصراً من ميليشيا "صقور الشمال" اغتصب طفلاً من جنسية عراقية، ثم أقدم على قتله ورمي جثته في موقع بمدينة رأس العين ضمن ما تسمى بمناطق "نبع السلام" في ريف الحسكة.

وأضاف المرصد السوري تفاصيل الحادثة، مبيناً أن مسلحاً من مليشيا "صقور الشمال" اختطف الطفل، بسبب خلاف مع والد المغدور بسبب سيارة تهريب، حيث أن والد الطفل عراقي، وهو عنصر في المليشيات الموالية لتركيا.

نفي صقور الشمال

لكن حسن خيرية، قائد الفصيل المذكور، نفى أن يكون مرتكب الجريمة ضمن صفوف عناصره، قائلاً لموقع الحرة "القاتل كان مسجوناً عند حزب العمال الكردستاني وخرج من هناك قبل أسبوع وجاء للإقامة في رأس العين. بعد وصوله إلى المدينة سكن في حارة قريبة على المقرات التي تتبع لنا".

وتابع خيرية "من نفذ الجريمة ليس عسكرياً، بل هو مدني. وعناصرنا هي من أقدمت على اعتقاله بعد الكشف عن قتل الطفل ياسين، ومن ثم سلموه لفرع الشرطة العسكرية".

وجاء تقرير الطبيب الشرعي، مشدداً على اغتصاب الطفل قبل وفاته، بينما وجدت الشرطة آثار الجريمة في منزل المسلح.

وكانت ذكرت مواقع سورية معارضة، في السابع من سبتمبر/ أيلول الجاري، أن هيئة الإغاثة الإنسانية التركية (İHH)، أمنت عودة عشرات العائلات العراقية من منطقة ما تسمى "نبع السلام" شمال سوريا إلى تركيا.

القاتل داعشي

كشف تقرير سابق نشرته "ليفانت" هوية المدعو مصطفى عبد الرزاق سلامة قاتل الطفل، بأنه كان عنصراً في تنظيم (داعش)، ووصل إلى رأس العين قبل عشرة أيام واحتضنته مجموعة من "لواء صقور الشمال" التابع لـ"هيئة ثائرون للتحرير" في الجيش الوطني.

وذكر التقرير، أن جريمة قتل الطفل ياسين رعد المحمود أثارت غضب السوريين الذين طالبوا تحت هاشتاغ "القصاص_مطلبنا" عبر حساباتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، بمحاسبة القاتل والقصاص العادل منه.

وفي بلدة (سلوك) غربي رأس العين، وقفة احتجاجية للمطالبة بحق الطفل العراقي ياسين رعد محمود، الذي تعرّض لجريمة اغتصاب وقتل على يد عنصر يتبع لأحد فصائل "الجيش الوطني".

كما شهدت المدينة إضراباً عاماً لأصحاب المحال التجارية، الذين طالبوا المؤسسات الأمنية والعسكرية بالقصاص من قاتل الطفل، رافعين لافتات اعتذار من الشعب العراقي.

وخرج أصدقاء الطفل العراقي وأساتذته في مدينة رأس العين، بمظاهرة تضامنية، وتوجّهوا إلى أمام مقر الشرطة العسكرية حيث يُحتجز القاتل، مطالبين بمحاسبته والقصاص منه.

واتهم ناشطون تركيا وفصائل "الجيش الوطني"، باحتضان عوائل داعش من الجنسية العراقية، والفارة من مناطق سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية"، بجانب إدارة الخلايا النائمة وعملياتها ضد "قسد"، حيث استهدف التحالف الدولي العديد من متزعمي داعش في مناطق شمال الرقة وحلب، ومنهم من الجنسية العراقية.

الطفولة تنتهك في سوريا

سبق أن رصدت تقارير عديدة تزايد حالات اختطاف الأطفال من قبل عصابات مجهولة في سوريا، مع استمرار تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية.

وفي مدينة حمص الخاضعة لسيطرة النظام السوري، هزّت جريمة قتل "بشعة" راح ضحيتها الطفلة جوى استانبولي، بعدما فقدت لأيام، ليتم العثور على جثتها في مكب للنفايات، وذلك قبل أقل من شهر.

اقرأ أيضاً: جوى استانبولي ضحية الانفلات الأمني في سوريا.. وجدت مقتولة ومرمية في حاوية نفايات

كما رصدت جرائم خطف وقتل "وحشي" بحق الأطفال، وهو ما حدث بحق الطفلة "فاطمة الحمادي" وابن عمها "خالد" في فبراير 2022 بمحافظة إدلب، إذ خطفا وقتلا، وأرسلت جثثهما إلى ذويهما كـ"هدية".

وفي منتصف الشهر الماضي، توفي طفل من مهجري مدينة معرة النعمان بريف إدلب، جراء انفجار قذيفة من مخلفات الحرب في قرية بوزيكة التابعة لناحية جنديرس بريف عفرين، شمال غربي حلب، كما أصيب طفل آخر بالانفجار.

كما لقي طفلان حتفهما في الفترة ذاتها، جراء انفجار عبوة ناسفة من مخلفات الحرب السورية، ضمن أحد الأبنية المهجورة في حي مساكن هنانو الواقعة بالقسم الشرقي من مدينة حلب، الخاضعة لسيطرة قوات النظام.

انتهاكات الجيش الوطني

وفي عفرين شمال حلب، لا يكاد يمرّ يوم، دون توثيق انتهاكات من قبل فصائل ما يسمى الجيش الوطني، وكانت كشفت مصادر محلية من مدينة عفرين لـ"ليفانت نيوز"، عن فقدان المواطن عبد الرحمن خلو حياته، وهو في العقد الثالث من العمر، من سكان قرية "قسطليه خضريا"، بريف عفرين، وذلك مساء يوم الاثنين الماضي، خلال إطلاق الرصاص عليه بشكل مباشر من قبل مجموعة مسلحة استهدفت سيارة المدعو مصعب أوسو، أحد عناصر ميليشيا "الجبهة الشامية"، واغتالته أثناء مروره بسيارته بالقرب من طريق الأوتوستراد الجديد في المدينة.

بهذا الصدد، تحدث أحد سكان مدينة عفرين يدعى "شيرو جان/ اسم مستعار"، حول الأوضاع والظروف التي يمر بها سكان عفرين، في ظل الاحتلال التركي للمدينة قائلاً: "هناك حالة من الفوضى غير المعقولة في مدينة عفرين، منذ أربع أعوام خاصة مع عدم وجود قوانين أو قرارات محددة تنظم الحياة المعيشية في المنطقة، كونها تخضع لسلطة العديد من الميليشيات المسلحة التي جعلت لها في كل منطقة تسيطر عليها قوانينها وقراراتها الخاصة لتتحول مدينة عفرين، وقراها إلى دويلات صغيرة تسير وفق قرارات قواد الميليشيات المسلحة".

وفي سياق منفصل، رصد نشطاء المرصد السوري جريمة جديدة، راح ضحيتها فتاة، بعد أن أقدم عنصر ينتمي لفصائل "الجيش الوطني" الموالي لتركيا، اليوم على قتل شقيقته، بثلاث طلقات من مسدس حربي، عند مدخل منزل في مدينة رأس العين، وذلك، بـ"داعي الشرف".

وادعى العنصر القاتل بأنها قُتلت عن طريق الخطأ، في محاولة منه للتهرب من المحاسبة.

ليفانت – خاص

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!