انتهاكات في عفرين.. قمع مظاهرات وفرض إتاوات على مزارعي الزيتون

أصيب عدد من المدنيين، معظمهم نساء، في قرية ياخور التابعة لناحية معبطلي بريف عفرين شمال غربي حلب، مساء أمس الأحد، خلال مظاهرة احتجاجية فضّتها فرقة "السلطان سليمان شاه" المعروفة باسم "العمشات". وفقاً لمصادر محلية نقلها موقع "غلوبال جستس سيريا نيوز"، خرجت المظاهرة احتجاجاً على فرض فرقة العمشات إتاوة قدرها 8 دولارات أمريكية على كل شجرة زيتون من ممتلكات المغتربين، والتي يديرها أقرباؤهم في القرية. هذه الإتاوة الجديدة جاءت بالإضافة إلى رسوم أخرى على معاصر الزيت.

وذكرت المصادر أن الفرقة بدأت أيضاً بمصادرة أراضي المغتربين، حيث أجبرت أصحاب وكالات أراضي الزيتون على التنازل عن الوكالات الموكلة لهم من قبل أقربائهم المغتربين، ما أثار استياء الأهالي. وقد اعترض عدد من شباب القرية على هذه التصرفات، ما أدى إلى اعتقال بعضهم وتعرضهم للضرب المبرح من قِبَل عناصر العمشات يومي السبت والأحد. واحتجاجاً على هذه الممارسات، خرجت عائلاتهم مساء الأحد للتظاهر، لكن الفرقة قمعت المظاهرة باستخدام العصي وإطلاق النار في الهواء، ما أسفر عن إصابة 3 سيدات ورجل برضوض وكسور، وهم: نجاح جابو، جيهان عيسو، صديقة حنان، ورشيد حنان.

وحاول بعض سكان القرية إسعاف المصابين، إلا أن رتل عسكري منعهم من مغادرة القرية، بالتزامن مع إعلان حظر تجوال عبر مكبرات الصوت في المسجد وقطع الإنترنت ومصادرة الهواتف المحمولة لمنع تسريب صور المظاهرة. وأضافت المصادر أن فرقة العمشات نقلت المصابين عند الواحدة ليلاً إلى قرية مسكة، واعتذرت من الأهالي في محاولة لامتصاص غضبهم، مع تصوير فيديو يظهر فيه المصابون وهم يقولون إن الخلاف كان عائلياً.

كما نفت فرقة العمشات الأخبار التي نشرتها "حلب اليوم" حول مقتل السيدة نازلية عارف تولة في المظاهرة، مشيرة إلى أن الفيديو الذي بثته الفرقة يظهر زيارة "أبو عبدو علولو"، مدير مكتب العلاقات العامة بفرع الشرطة العسكرية في عفرين، للسيدة والاطمئنان عليها.

اقرأ المزيد: اغتيال أم زينب العراقية: ضربة موجعة للميليشيات الإيرانية في دير الزور

من جانبه، نفى العميد زياد حج عبيد، القيادي في فرقة "سليمان شاه"، عبر قناة "حلب اليوم"، فرض أي رسوم على أشجار الزيتون، واعتبر ما حدث مشاجرة بين عائلتين تدخلت القوة المشتركة لفضها. كما نفى معتز رمضان، مدير المكتب السياسي وممثل فرقة العمشات في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة، فرض أي إتاوات في قرية ياخور، مؤكداً عدم وقوع أي إصابات.

وفي سياق متصل، ذكر موقع "تلفزيون سوريا" أن فرقة "الحمزات" منعت أيضاً المزارعين في بلدات وقرى منطقة عفرين من قطف محصول الزيتون قبل دفع إتاوة قدرها 10 دولارات أمريكية عن كل شجرة، مع التهديد بمصادرة الأراضي واعتقال المزارعين في حال رفضهم الدفع.

يُذكر أن القوة المشتركة، التي تتألف من فرقة "العمشات" بقيادة محمد الجاسم (أبو عمشة) وفرقة "الحمزات" بقيادة سيف بولاد (أبو بكر)، تواجه اتهامات بارتكاب انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في منطقة عفرين، حيث فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات عليهما في أغسطس 2023. وتستمر الفرقتان في فرض إتاوات متعددة أثقلت كاهل السكان، وخاصة من الكرد، في المناطق التي يسيطرون عليها.