الوضع المظلم
الثلاثاء ١٩ / مارس / ٢٠٢٤
Logo
  • باحثون يكشفون آلية تغير اتصال الدماغ البشري.. خلال حياة الإنسان

باحثون يكشفون آلية تغير اتصال الدماغ البشري.. خلال حياة الإنسان
الدماغ

عقب الأربعين من العمر، تباشر أدمغتنا في الخضوع لعملية "إعادة توصيل" جذرية تؤدي إلى تكامل وترابط الشبكات المتنوعة على مدى العقود التالية، مع تأثيرات مصاحبة على الإدراك، وفق ما عرضه موقع Big Think نقلاً عن مراجعة علمية منهجية، عرضت نتائجها مؤخراً في دورية Psychophysiology.

وفي هذا الخصوص، عمد فريق من باحثين من جامعة موناش في أستراليا، إلى العمل لمعرفة آلية تغير اتصال الدماغ البشري على مدار حياة الإنسان.

واستطاع الباحثون رسم تصور عام بخصوص كيفية تغير الدماغ الشبكي على مدار حياتنا، ففي وقت مبكر، في سنوات المراهقة والشباب، يبدو أن لدى الدماغ العديد من الشبكات المقسمة مع مستويات عالية من الاتصال الداخلي، مما يعكس القدرة على حدوث معالجة متخصصة، ويعتبر هذا التصور منطقياً، كون تلك المرحلة العمرية تتضمن الوقت، الذي يجري فيه تعلم كيفية ممارسة الرياضة والتحدث باللغات وتنمية المواهب.

اقرأ أيضاً: علامات تحذيرية قد تشير لجلطة دموية في الدماغ

بيد أنه يبدأ حدوث تغير في منتصف الأربعينيات من العمر، حيث يبدأ الدماغ أقل ارتباطاً داخل تلك الشبكات المنفصلة وأكثر ارتباطًا عالمياً عبر الشبكات.

ومع حلول الشخص للثمانينيات من العمر، يميل الدماغ إلى أن يكون أقل تخصصاً على المستوى الإقليمي عوضاً عن أن يكون متصلاً ومتكاملاً على نطاق واسع، بينما يوصف بأنه "إعادة توصيل الأسلاك" والذي تكون له تأثيرات ملموسة على الإدراك.

ونوّخ الباحثون إلى أن "كبار السن يميلون إلى إظهار تفكير أقل مرونة، مثل تكوين مفاهيم جديدة والتفكير المجرد وتثبيط أقل للاستجابة، فضلاً عن انخفاض مستويات التفكير المنطقي الرقمي واللفظي"، مردفين أنه "يمكن رؤية هذه التغييرات في الوظائف التنفيذية أولاً عند البالغين في العقد الخامس من حياتهم".

بيد أن الأخبار ليست كلها سيئة للعقل المتقدم في السن، إذ دوّن الباحثون قائلين إن "المهام التي تعتمد في الغالب على عمليات تلقائية أو تمارس جيداً تكون أقل تأثراً بالعمر أو ربما تزيد بشكل طفيف عبر العمر، مثل المفردات والمعرفة العامة".

كذلك، رجح الباحثون أن التغيرات التي تحدث في الدماغ كونه عضو متعطش للموارد ويستحوذ على كميات كبيرة من غلوكوز السكر البسيط، لافتين إلى أن "دماغ البالغين يمثل 2٪ تقريبًا من إجمالي وزن الجسم ولكنه يتطلب حوالي 20٪ من إجمالي إمدادات الغلوكوز".

إلا أنه مع التقدم في السن، يميل جسم الإنسان إلى التباطؤ ويصبح الدماغ أقل كفاءة، كون لا يقتصر الأمر على حصول الدماغ على نسبة أقل من الغلوكوز فحسب، بل إنه كذلك لا يستخدم الوقود بشكل جيد، وبالتالي، من المحتمل أن تكون التغييرات الشبكية ناتجة عن إعادة تنظيم الدماغ لنفسه ليعمل كما يمكنه مع تضاؤل الموارد وتقادم "الأعضاء".

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!