-
بايدن.. واستعادة مشروع أوباما
لقد وصلت إدارة الرئيس باراك أوباما حداً لم تصل إليه إدارة سابقة في التصادم الواضح مع دول المنطقة، والتخلي صراحة عن حلفائها عندما طالبت الرئيس المصري، حسني مبارك، بالرحيل، ولم تتوقف عند ذلك فقط، فقد عملت على دعم صعود الإخوان إلى السلطة، وحاولت الحفاظ على وجودهم في السلطة، حيث شددت الإدارة الأمريكية من جهودها السياسية للتوسط بين الجيش المصري والإخوان، وهو الذي كان نائب وزير الخارجية الأمريكي، ويليام برنز، ومن يلعب دور الوساطة، حتى وصل الأمر بالولايات المتحدة أن تحاول الضغط على الجيش المصري لكي لا يطيح بمرسي، علاوة على التصادم مع رغبة الشعب المصري وثورة الـ30 من يونيو.
لقد سعت إدارة باراك أوباما إلى العمل على تغيير أولويات المصلحة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، حيث أصبحت قائمة على صياغة التحالفات مع الجماعات والتنظيمات الإسلاموية، واليوم مع إدارة جو بايدن تجد أن الأولويات التي أرسى قواعدها باراك أوباما يعاد العمل على ترميمها من قبل إدارة جو بايدن، التي تحاول استعادة (مشروع أوباما) إلى الواجهة والعمل على تبنيه ليصبح من ضمن أولوياتها تجاه منطقة الشرق الأوسط.
السقوط المدوي لجماعة الإخوان في مصر، والذي استمر إلى تونس وغيرها، شكل عقبة كبيرة أمام عملية الترميم التي تقوم بها إدارة جو بايدن في مساعيها لاستعادة مشروع باراك أوباما، حيث باتت جماعة الإخوان مرفوضة سياسياً وشعبياً في الساحة العربية، وهو ما جعلها تتجه نحو مصير التفكك، حيث لم تعد تنظيماً، ولم تعد فكرة تؤمن بها أو تتعاطف معها الشعوب العربية، كما كان في الماضي، وبخاصة عقب حرب أكتوبر العام 1967، عندما كانت الجماعة الإخوانية، آنذاك، تلعب على وتر الدين في تصوير الهزيمة العربية أمام إسرائيل لخلق حاضنة شعبية وسياسية لمشروعها.
لكن العقلية السياسية الأمريكية في عهد إدارة جو بايدن يظهر عليها الإصرار الواضح للتحالف مع الجماعات والتنظيمات الإسلاموية، وبما أن جماعة الإخوان تحتاج وقتاً طويلاً لإعادة ترميم نفسها بعد أن سقطت سياسياً وشعبياً، كانت الأنظار الأمريكية تتجه إلى إعادة إحياء التحالفات القديمة في أفغانستان، ولعل المتابع لطريقة التعاطي الأمريكي مع أحداث أفغانستان، وحالة البرود السياسي الأمريكي مع السقوط المتسارع للمدن الأفغانية أمام سيطرة حركة طالبان، يجد أنّ هناك نوعاً من المباركة الأمريكية والقبول تجاه سيطرة طالبان على السلطة وإسقاط النظام الأفغاني.
يبدو واضحاً أن إدارة جو بايدن لا تقف عند حدود استعادة مشروع باراك أوباما وتصعيد الجماعات والتنظيمات الإسلاموية إلى السلطة، بل ويبدو واضحاً أنها تحاول المزج بين مشروع باراك أوباما واستراتيجية رونالد ريغان في دعم التنظيمات الإسلاموية في أفغانستان، وبالتالي محاولة استعادة أدوات الحرب الباردة لمواجهة المتغيرات التي أحداثها الصعود الصيني والانتعاش الروسي، وبالتالي المحاولة في الحفاظ على موقع الولايات المتحدة الأمريكية المترهل في النظام الدولي الجديد والذي يتجه نحو التعددية القطبية.
ليفانت - خالد الزعتر
قد تحب أيضا
كاريكاتير
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!