الوضع المظلم
السبت ٢٣ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بايدن وطريق الإخوان للبيت الأبيض.. تصريحات أمريكية وعربية لليفانت

بايدن وطريق الإخوان للبيت الأبيض.. تصريحات أمريكية وعربية لليفانت
بايدن

قبل أيام قليلة من وصول قطار المنافسة في الانتخابات الأمريكية إلى محطته الأخيرة، لا تتوانى جماعة الإخوان داخل الولايات المتحدة عن استغلال الحدث لصالح العودة للمشهد السياسي مجدداً بعد محاصرتها عربياً ودولياً.


استراتيجة التحشيد الإخوانية، بدأت تطفو إلى واجهة الأحداث في الولايات المتحدة، مع اقتراب الحسم بين الرئيس الجمهوري المنتهية ولايته، دونالد ترمب، ومنافسه الديمقراطي، جو بايدن، في محاولة بائسة لتغليب كفة الأخير والعودة لمربع سياسات إدارة أوباما -هيلاري المساندة لجماعات الإسلام السياسي، وتاريخياً، لعب الديمقراطيون الدور الرئيس في دعم جماعة الإخوان الإرهابية وصعودهم للحكم في منطقة الشرق الأوسط بعد ما يسمى بأحداث الربيع العربي.


ويرى مراقبون مختصون بالشأن الأمريكي تحدّثوا لـ”ليفانت نيوز”، في أحاديث منفصلة، أنّ المرشح الديمقراطي، جو بايدن، يمثل طريق الإخوان للبيت الأبيض، إذ ترى الجماعة الإرهابية أن فوزه يشكل حائط صدّ ضد موقف الرئيس ترامب الذي يهدّد شرعية توجداهم في الولايات المتحدة، إذ يتبنى الرئيس ترامب رؤية واضحة من جماعات الإسلام السياسي، وعلى وجه الخصوص جماعة الإخوان، التي يراها جماعة إرهابية ينبغي تصنيفها هكذا داخل أمريكا، ما يترتب عليه حظراً كاملاً لأنشطتها في الولايات المتحدة وإمكانية ملاحقة بعض أفرادها عبر إصدار مذكرات توقيف دولية.


اقرأ أيضاً: المسماري لـ”ليفانت”: وقت الحوار مع “السراج” انتهى.. والحرب لن تنتهي إلا بالقضاء على التكفيريين والمليشيات


ورغم أنّ الرئيس ترامب لم يقدم، طوال فترة ولايته، على تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية لاعتبارات عدة، لكن يبقى الديمقراطيون الخيار الأفضل بالنسبة للجماعة الإرهابية لعودة فروعها للمشهد السياسي بمنطقة الشرق الأوسط، ومنذ فترة، يكثّف مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير)، وهي منظمة تدار لصالح الإخوان، تحركاته مع شخصيات إسلامية محسوبين على التيارات الراديكالية مثل النائبتين إلهان عمر، ورشيدة طليب، لحشد أصوات المسلمين العرب لصالح المرشح الديمقراطي جو بايدن.


لكن قبيل ساعات تفصل الولايات المتحدة عن يوم الثلاثاء العظيم، تتفجر التساؤلات بشأن حجم القوة التصويتية لكتلة الناخبين المسلمين في أمريكا، ومدى قدرة الحشد الإخواني في التأثير على المسلمين العرب، ودفعهم للتصويت لصالح بايدن.


مخططات العودة


وفي الصدد اعتبر توم، حرب مدير التحالف الأمريكي الشرق الأوسطي، أنّ المجموعات المتأسلمة في الولايات المتحدة يضطلعون بنفس أيدولوجية التنظيم الدولي للإخوان، حيث يحاولون أن يبرهنوا للناخب، المسلم والعربي، لماذا بايدن أفضل من ترامب دون شرح حقيقة الأمر أو اطلاعهم على السبب الحقيقي وراء دفعهم لهم في هذا الاتجاه، وأكد “حرب” لـ”ليفانت نيوز” أنّ جماعة الإخوان في الولايات المتحدة تختبئ وراء منظمات عديدة، ومنها مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) المدعوم فكرياً وأيدولوجياً من الجماعة الإرهابية، والمدعوم مادياً من قطر وجهات أخرى.


وبحسب “حرب”، فإنّ منظمة كير المتطرفة، نجحت في توصيل أشخاص ذات ميول إخوانية للكونجرس الأمريكي، مثل إلهان عمر ورشيدة طليب، وهو ما يفسر عملية التحشيد التي تقومان بها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وموضحاً مخطط الإخوان وكير في التصويت لصالح الديمقراطيين، قال “حرب”: مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية (كير) يلعب دوراً في العمل على إعادة النموذج الإخواني في بريطانيا، المتمثل في التغلغل داخل المؤسسات تحت مظلات الحرية وحقوق الإنسان بعيداً عن واقعهم، مشيراً في الوقت نفسه أن هذا المخطط نفذ بالفعل مع انخراط الإخوان داخل المؤسسات الأمريكية والجامعات تحت غطاء عربي إسلامي وهو القضية الفلسطينية.


لكن هذا المخطط يواجه وعياً عربياً، في الوقت الراهن، وفق “حرب”، حيث أصبح العرب يدركون أنّ الخطر يأتيهم من إيران وليس إسرائيل، واكتشف المسلمون العرب في الولايات المتحدة أنّ هذه المجموعات لم يكن لهم قومية عربية فلسطينية مثلما كانوا يدعون، وأصبح هناك بديل حقيقي متمثل في القومية الأمريكية السعودية.. والخليجية وغيرها.


اقرأ أيضاً: وزير خارجية مصر السابق نبيل فهمي لـ”ليفانت”: التطلّعات التركية والإيرانية غرضها الهيمنة على الشرق الأوسط


ويتفق مع ذلك الرأي، حول الدور المشبوه لمنظمة كير، المحلل السعودي أحمد الفراج، المتخصص في الشأن الأمريكي، والذي قال لـ”ليفانت نيوز” إنّ كير منظمة إخوانية خالصة، حاولت اختراق إدارة بوش الإبن وخدعتها بعد أحداث ١١ سبتمبر / أيلول ٢٠٠١ على أنها منظمة معتدلة، لافتاً أنّ اختراقها الأكبر كان في عهد باراك أوباما، ويشير إلى عمل جماعة الإخوان ومنظمة كير علي دعم النائبتين الديمقراطيتين عمر ورشيدة طليب في الوصول للكونجرس الأمريكي، وهما حالياً تقودان حملة حشد لصالح بايدن، معتمدتَين على الترويج بأنّ لدى ترامب مواقف عدائية من الإسلام والمسلمين.


بدوره، عدد المحلل السياسي مايكل مورجان أبرز المرات التي حاول الإخوان فيها الاستفادة من أي مكسب سياسي منذ تنصيب ترامب، بداية من المظاهرات النسائية المناوئة له، مروراً بتظاهرات عزله التي شاركت فيها الجماعة داخل الولايات المتحدة، وصولاً لتظاهرات جورج فلويد التي امتدت للرئيس الأمريكي نفسه.


وفي تصريحات خاصة لـ”ليفانت نيوز”، يضيف “مورجان”: من الواضح جداً أنّ إلهان عمر ورشيدة طليب تحشدان الأصوات لصالح بايدن، لإفهامه أن مجموعة الإخوان هي مجموعة كبيرة في الولايات المتحدة ومن مصلحته كسبهم، وبحسب مورجان، فإنّ هذا التحشيد لأصوات الجالية العربية المسلمة يتم باسم الدين، وهو نفس النهج الإخواني في استخدام الدين في الترويج للجماعة الإرهابية، لصالح مآربها الخاصة، متوقعاً ألا يقتصر الأمر على التحشيد الإخواني لجمع أصوات المسلمون العرب لصالح بايدن، لكنه قد يمتد للمشاركة في مظاهرات ودعم عمليات عنف في البلاد في حال فاز الرئيس ترامب في الجولة الأولى.


تأثير محدود


ورغم تكثيف التحشيد الإخواني لكن المراقبين الذين تحدثوا لـ”ليفانت نيوز” بدوا متفائلين أنّ هذا التحشيد لن يكون ذات تأثير قوي في مسار الانتخابات الأمريكية، إذ قال المحلل السياسي طوم حرب: هناك فريقان من الناخبين العرب المسلمين، الأول قدم قبل ٣٠ أو ٤٠ سنة ويميل لصالح الأنظمة العربية، وربما يصوت حسب هذه الفكرة ولا يكثرت بالإخوان أو كير، فمثلاً الخليجي سيصوت لصالح الرئيس ترامب، كذلك الساحل الأفريقي من مصر إلى ليبيا إلى المغرب أغلبيتهم سيصوتون لمصلحة ترامب، فيما يصوت الفريق الثاني وهم القطريون والفلسطينيون ومجموعات مائلة للإخوان، لصالح بايدن”.


ومع التأكيد على محدودية تأثير الفريق الثاني مقابل الأول، يرجح المختصّ أنّ إيميلات هيلاري كلينتون المفرج عنها سيكون لها تأثيرها على الناخب العربي المسلم الذي كان سيصوت لصالح الحزب الديمقراطي، قائلاً: “الناخب أصبح يعرف كيف تعاملت إدارة أوباما- بايدن- هيلاري كلينتون- جون كيري مع ما يسمى بالربيع العربي، وكيف دعموا حركات أصولية، مثل الإخوان المسلمين، ولم يدعموا الثورة الخضراء في إيران والتزموا بمبادئ ولاية الفقيه”، وتوقع “حرب” أن يصوت من ٦٠ إلى ٧٠ ٪ من الجاليات العربية والإسلامية والشرق أوسطية لصالح الرئيس ترامب في الانتخابات الحالية.


اقرأ أيضاً: مستشار رئيس مجلس النواب الليبي لـ”ليفانت”: على الأتراك وقطر الابتعاد عن بلادنا


كما يرى المحلل السياسي أنّ دور الإخوان ومنظماتهم في الولايات المتحدة بدأ يتراجع، فقد انكشفت هويتهم بعد مضي أحداث الوطن العربي وسيطرة داعش في المنطقة، وظهروا على حقيقتهم ولم يعد يجدي نفعا إدعائهم لجميع الجاليات العربية المسلمة بأنهم هم من يعرفون مصلحة بلادهم والشعب الإسلامي، مختصراً الصورة بالقول: “هنالك حالة من الاستفزاز لدي المجتمعات العربية الإسلامية ضد الإخوان وأصبح هناك رفض لهم وإن كان لم يزل في بادىء الأمر”.


خريطة مسلمي أمريكا


وبالعودة إلى المحلل السعودي أحمد الفراج، فيضيف لـ”ليفانت نيوز” بأنّه ليس كل المسلمين في أمريكا تابعين لمنظمة كير أو سيصوتون لبايدن، هناك مجاميع إسلامية مستقلة ستصوت لترامب.. صحيح أنّه من المعروف أنّ الأقليات تصوت للديمقراطيين لكن التأثير ليس بتلك القوة.


ورأى “الفراج” أنّ المسلمين بالغرب وبالأخص في أمريكا ليسوا منظمين بالشكل الذي يجعلهم كتلة مؤثرة جداً، وأنّه مع استخدام الإخوان وكير لأقصى التحشيد، لن يكون لهم تأثير للدرجة المتوقعة، فهي نسبة لا تتعدّى الـ٢٪، مستدلاً على ذلك بقوله: “لو كان لهم تأثير كبير كان الحزب الديمقراطي، المستفيد الأكبر من الجالية الإسلامية والعربية، تقارب هذه الفترة مع إلهان عمر ورشيدة طليب والناشطة الفلسطينية ليندا صرصور وغيرهم، وتقارب أيضاً مع منظمة كير لكن الحزب تبرّأ من ليندا صرصور وصار هناك هناك خلافات بينهم”.


وتابع “الفراج”: “الديمقراطيون يفكرون أنّ الضرر الذي يلحقهم من تقاربهم مع الإخوان المسلمين بأمريكا أكثر من النفع بكثير والتأثير محدود.. ما يفسر عدم خروج إلهان لأي تجمع انتخابي للديمقراطيين، وأصبح دورهم مقصوراً على تلك التغريدات التي تحشد لصالح بايدن”.


هذا وقد تبرّأت في أغسطس/ آب الماضي، حملة المرشح الديموقراطي للرئاسة “جو بايدن” من الناشطة “ليندا صرصور” المعروفة بقربها من منظمة كير، بعد تصريحاتها المعادية للسامية، وقالت الحملة، آنذاك، إنّ الحزب لم يدعُ ليندا لمؤتمر تنصيب جو بايدن كمرشح للحزب الديمقراطي، فيما أيدتها كل من إلهان عمر ورشيدة طليب المعروفتين بمواقفها الإخوانية المتطرّفة.


ليفانت-خاص


إعداد: هاجر دسوقي

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!