الوضع المظلم
الثلاثاء ٠٧ / مايو / ٢٠٢٤
Logo
  • بحث جديد يربط بين الحلول الإبداعية والنشاطات الكلاسيكية

بحث جديد يربط بين الحلول الإبداعية والنشاطات الكلاسيكية
الاستحمام \ تعبيرية

توصل بحث جديد إلى أن العقل المتجول يأتي ببعض الأوقات، بحلول إبداعية لمشكلة ما عندما ينخرط الشخص في نشاط كلاسيكي غير مملل مثل المشي أو البستنة أو الاستحمام، وفق ما عرضه موقع UVA Today الخاص بـ"جامعة فيرجينيا".

وتحت مسمى "تأثير الدوش"، تم عرض ورقة بحثية في دورية علم النفس في الجماليات والإبداع والفنون Psychology of Aesthetics, Creativity and the Arts، قام بكتابتها زاك إيرفينغ، أستاذ الفلسفة المساعد في "جامعة فيرجينيا"، بشكل مشترك مع أستاذة علم النفس بـ"جامعة مينيسوتا" كيتلين ميلز وآخرون.

ويسرد إيرفينغ بالقول: "لنفترض أنك عالق في مشكلة.. ماذا تفعل؟ ربما لن تقوم بشيء ممل مثل مشاهدة الطلاء وهو يجف، وإنما يجب عليك أن تفعل شيئاً يشغل نفسك، مثل المشي أو البستنة أو الاستحمام، إنها أنشطة جذابة بشكل معتدل، وهي أيضاً أنشطة تجعل الدماغ يميل إلى الشرود وعندئذ يتدفق الإبداع والأفكار المبتكرة".

اقرأ أيضاً: وزيرة سويسرية تطالب مواطني بلدها بالاستحمام الجماعي.. توفيراً للطاقة

ويردف إيرفينغ أنه يبدو أن بحثاً أجراه بروفيسور بنيامين بيرد وزملاؤه، والذي عرض قبل عقد من الزمن في دورية Psychological Science يؤكد ما اشتبه به الكثيرون، لافتاً إلى أنه كان مستوحى من مفهوم الإلهاء، بمعنى آخر هو أن شرود الذهن يبدو أنه يفيد الإبداع والابتكار.

ويتابع إيرفينغ شارحاً، بأن "الانخراط في مهمة غير مجهدة وخلال فترة شرود الذهن أو ما يُطلق عليه "الحضانة" ظهر تحسن جوهري في الأداء فيما يتعلق بالمشكلات التي سبق أن واجهها المشاركون في الدراسة سابقًا".

بيد أن دراسات المتابعة أسفرت عن نتائج غير متسقة، فبينما توصلت بعض الدراسات إلى وجود صلة بين شرود الذهن والإبداع، أخفقت دراسات أخرى في الوصول إلى نتيجة مماثلة.

ويلفت ايرفينغ إلى أن السبب خلف إخفاق بعض الدراسات، من وجهة نظره، يتلخص في أنهم "لم يكونوا يقيسون حقاً شرود الذهن، وإنما كانوا يقيسون مدى تشتت انتباه المشاركين".

ويتابع إيرفينغ: "إن المهمة النموذجية التي يتم استخدامها في أبحاث شرود الذهن تسمى اختبار استجابة الانتباه المستدام، وما يتضمنه هذا الاختبار، على سبيل المثال، رؤية سلسلة من الأرقام، من 1 إلى 9، وعدم النقر عندما ترى" رقم 3"، وهكذا فإن دراسة شرود الذهن النموذجية لا تحاكي أي شيء في حياة الإنسان اليومية".

ويبين إيرفينغ أن هذا مهم لأن تأثير الدوش يعتمد على الأرجح على السياق الذي يتواجد فيه الشخص، مردفاً بأن "شرود الذهن يمكن أن يساعد في بعض السياقات، مثل المشي، ولكن ليس في سياقات أخرى، مثل مهمة نفسية مملة".

ولاختبار تلك النظرية، دعا الباحثان إيرفينغ وميلز، جنباً إلى جنب مع زملائهم في البحث، من المشاركين في الدراسة في جامعة نيو هامبشاير، التوصل إلى استخدامات بديلة لمشبك ورق.

وقام الباحثون عقب ذلك بتقسيم المشاركين إلى مجموعتين لمشاهدة مقاطع فيديو مختلفة مدتها ثلاث دقائق، وهو ما من شأنه أن يكون بمثابة نماذج احتضان للأفكار الإبداعية الجديدة للمشاركين. وبالفعل، شاهدت إحدى مجموعات المشاركين مقطع فيديو "مملًا" لرجلين يطويان الغسيل، أما المجموعة الثانية فقد شاهدت مقطع فيديو "جذاب بشكل معتدل".

وعقب مقاطع الفيديو، طُلب من المشاركين العودة بسرعة إلى عملية سرد الاستخدامات البديلة لمشبك الورق، والاستفادة من الأفكار التي جرى تشكيلها خلال مشاهدة مقاطع الفيديو.

وذكر المشاركون كذلك عن مدى تجول عقولهم، أي التنقل بحرية من موضوع إلى آخر، خلال مشاهدة مقاطع الفيديو، وما توصل إليه الباحثون هو أن شرود الذهن يساعد، لكن في بعض الأحيان فقط، وعلى وجه التحديد، أدى شرود الذهن إلى عدد أكبر من الأفكار، ولكن فقط عندما كان المشاركون يشاهدون مقطع الفيديو "الجذاب" بدلاً من "الممل".

وبعبارة أخرى، خلال مشاهدة مقطع الفيديو "الجذاب"، كان هناك ارتباط إيجابي بين مقدار شرود الذهن والأفكار الإبداعية المتولدة، أي أن شرود الذهن جعل المشاركين أكثر إبداعًا.

وتعتبر النتائج الأساس لنموذج يمكن استخدامه بالوقت الراهن، في أنواع أخرى من المهام الحقيقية لتوضيح كيف يمكن أن تدعو إلى إلهام إبداعي أكبر.

فبينما قد لا يدرس الباحثون الاستحمام بحد ذاته، لأسباب واضحة، فإنهم ينوون الاستمرار في التوسع من مشاهدة مقاطع الفيديو، ومن المزمع أن يستخدم أحد مشاريعهم المستقبلية، على سبيل المثال، الواقع الافتراضي لدراسة شرود الذهن في سياقات واقعية، مثل السير في شوارع المدينة.

ليفانت-وكالات

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!