الوضع المظلم
الإثنين ٢٣ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
"بدنا نعيش"... إصابة متظاهر لبناني في عينه

تحت عنوان هاشتاغ #بدنا_نعيش ندد العديد من الناشطين السوريين واللبنانيين إصابة الشاب اللبناني عبد الرحمن جابر في عينه اليُمنى، وذلك في أعنف يوم شهدته التظاهرات اللبنانية التي استمرت سلمية لفترة طويلة.


عبدالرحمن هو ابن البقاع شرق لبنان، انخرط بالحراك الشعبي منذ انطلاقته مشاركاً في الاحتجاجات التي نظّمها مع أهالي بلدته البوارج في البقاع، اكتشف بعد مرور أربعة أشهر على التظاهرات أن السلطة لا تُعير الاهتمام لمطالبهم المُحقّة فقرر التوجّه إلى وسط بيروت، وتحديداً محيط مجلس النواب علّ الصوت يصل إلى آذان المسؤولين، فكان أن دفع ضريبة غالية بفقدانه عينه اليُمنى جرّاء الاشتباكات العنيفة التي دارت بين المتظاهرين من جهة وقوات مكافحة الشغب وشرطة مجلس النواب من جهة أخرى، ليل السبت، وتجددت أمس الأحد.


ويروي عبد الرحمن ابن الثمانية عشرةً عاماً ما حصل معه قبل أن يسقط جريحاً في وسط بيروت الذي تحوّل إلى ساحة حرب، قائلاً: "كنت أشارك إلى جانب أصدقائي بتظاهرة وسط بيروت التي دعا إليها الحراك ضمن "أسبوع الغضب"، وما إن اقتربت من محيط مجلس النواب حتى أصبت مباشرة بعيني اليُمنى برصاص مطاطي كانت تُطلقه قوى الأمن الداخلي عشوائياً".


وأضاف: "سقطت أرضاً وفقدت الوعي ولم أستعده إلا في المستشفى، حيث أبلغني الطبيب أنني أصبت بعيني اليُمنى، وأنني فقدت الإبصار بها بشكل شبه كلّي".


لكن عبد الرحمن الذي يدرس الفندقة في إحدى جامعات البقاع، لن يفقد الأمل باستعادة بصره كاملاً، قائلاً: "لا شيء مستحيلاً وإيماني كبير بالله".


أما عن مشاركته في تظاهرة محيط مجلس النواب، فأشار عبد الرحمن الذي يرقد في مستشفى وسط العاصمة بيروت إلى "أنه منذ اليوم لانطلاق الحراك كنت أعتصم في بلدتي البوارج في البقاع، لكن هذا الاستهتار بمطالبنا وأبسط حقوقنا من قبل السلطة دفعني وأصدقائي إلى النزول إلى وسط بيروت علّ صوتنا يُسمع عن قرب، لكن للأسف واجهتنا السلطة بعنف مُفرط".


كما أكد عبد الرحمن: "أن ما حصل معه لن يُثنيه عن المشاركة مجدداً في الحراك، ما دامت مطالبنا لم تتحقق"، قائلاً: "ما إن أتعافى سأعود إلى الساحات، لأنه لم يعد لدينا شيء نخسره. مستقبلنا بخطر والسلطة أقفلت أمامنا كل الخيارات".

ويذكر أن مقطعاً مصوراً كان انتشر خلال اليومين الماضيين لوالده جاء فيه "ابني البالغ من العمر 18 عاماً، كان يدافع عن حقه وفَقَد عينه اليمنى. الله لا يوفقهم.. عم يدافعوا عن الحرامية الكبار.. انشا الله بيشوفوها بولادهم كلن سوا".


وأكد: "إننا سنستمر بالنزول إلى الشارع والمطالبة بحقوقنا".


في حين حمّل عبد الرحمن السلطة مسؤولية فقدانه الإبصار في عينه اليُمنى، مضيفاً :"يبدو أنني ارتكبت جرماً كبيراً عندما طالبت بحقوقي فكانت عقوبتي فقدان البصر".


ورغم أن أمله كبير بنجاح الحراك الشعبي في تحقيق مطالبه، إلا أن عبد الرحمن :"لا يسقط من حساباته خيار الهجرة إذا استمر البلد على ما هو عليه من تدهور في الأوضاع الاقتصادية والمعيشية".


وختم موجها رسالة إلى السلطة "لا نريد شيئاً. فقط بدنا نعيش".


ليفانت-العربية

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!