الوضع المظلم
الأربعاء ٢٥ / ديسمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • بريطانيا تشهد تهديدات متزايدة من إيران بحصولها على التكنولوجيا المتقدمة

بريطانيا تشهد تهديدات متزايدة من إيران بحصولها على التكنولوجيا المتقدمة
بريطانيا و إيران \ أرشيفية
تحاول إيران جاهدة شراء التكنولوجيا النووية من خلال الشركات المدرجة في القائمة السوداء، وهذا دون شك يعتبر انتهاكاً لعقوبات الأمم المتحدة، وللمفاوضات الجارية في "فيينا" حول الاتفاق النووي (خمسة زائد واحد). وسبق أن أبلغت الحكومة البريطانية الأمم المتحدة خلال عام 2015، وما بعد الاتفاق مع إيران، بتفاصيل شبكة مشتريات نووية إيرانية معنية بشركات الطرد المركزي مثل شركة Kalay Electric.

حذّرت M15 في تقاريرها المملكة المتحدة، بأنها سوف تشهد تهديدات متزايدة من روسيا والصين وإيران والمتطرفين اليمينيين، الوكالة كشفت عن جهودها لمضاعفة الموازنة المالية التي تخصصها لمواجهة التهديدات من روسيا والصين وإيران، وتواجه تحدياً متزايداً من المتطرفين اليمينيين. وفقاً لتقرير "وول ستريت" بعنوان M15: المملكة المتحدة ستشهد تهديدات متزايدة من روسيا والصين وإيران والمتطرفين اليمينيين، في 14 يوليو 2021.

إيران تشنّ حرباً هجينة ضد بريطانيا

وبالتوازي مع مساعي إيران على الأرض للحصول على التقنية المتقدمة من داخل بريطانيا لأغراض التسلّح النووي والتسلح الباليستي، تحاول إيران شنّ عمليات هجومية عبر الإنترنت، هجمات سيبرانية، بواسطة قراصنة إيرانيين، ضمن استراتيجية شنّها حرب هجينة ضد بريطانيا والغرب.

يحذّر خبراء الأمن والدفاع منذ فترة طويلة من تهديد الحرب الإلكترونية، ومع اشتداد التوترات الجيوسياسية، فقد أصبح ذلك حقيقة واقعة، إلى جانب احتجاز ناقلات النفط البريطانية والسياح الذين لهم صلات بريطانية، تشنّ إيران غارات سرية منتظمة على المجال الرقمي البريطاني، بحسب مصادر أمنية بريطانية.

وانتحل قراصنة إيرانيون صفة أكاديمي مقرّه في بريطانيا، وخلالها تم اكتشاف مجموعة إيرانية تظاهرت بأنها أكاديمية مقرّها بريطانيا، لاستهداف أفراد في حملة تجسس إلكترونية. قامت المجموعة أيضاً باختراق موقع ويب حقيقي تابع لكلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بجامعة لندن، في محاولة لسرقة المعلومات. تم الكشف عن العملية من قبل شركة الأمن السيبراني Proofpoin وكان المهاجمون يُطلق عليهم اسم "Charming Kitten" ويعتقد أنهم مرتبطون بالحكومة الإيرانية مباشرة.

القصة بدأت مطلع عام 2021، عندما دعت رسائل البريد الإلكتروني المفبركة، والتي تدّعي أنها واردة من "زميل كبير في التدريس والبحث" في جامعة SOAS في لندن، تدعو فيها الخبراء إلى مؤتمر عبر الإنترنت، يسمى تحديات الأمن الأمريكية في الشرق الأوسط. رسائل البريد الإلكتروني المرسلة من عنوان Gmail كانت "هاكراً" لم يتم إرسالها من قبل الأكاديمي الحقيقي، ولكن من قبل مجموعة تجسس إلكتروني يعتقد أنها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني.

بريطانيا متمسكة بالصفقة النووية مع إيران


وفي هذا السياق، طالب اللورد ألتون بوقف بيع تقنيات الاعتراض والمراقبة إلى إيران وحظر بيع البرمجيات والمعدات المصنّعة في المملكة المتحدة والتي تم استخدامها لتعقب المتظاهرين ونشطاء الديمقراطية في إيران، كان أحد الأسئلة التي تم الكشف عنها في منشور مدونة بقلم لورد ألتون، البرمجيات الجديدة كانت لتثبيت برامج التجسس على أجهزة الكمبيوتر والأجهزة المحمولة الخاصة بالأهداف ثم تم استخدام هذا لسرقة تسجيلات المكالمات وملفات الوسائط.

بريطانيا في مواجهة التهديدات الإيرانية "المراجعة المتكاملة"

يعتقد بعض الخبراء، أن تتخذ المملكة المتحدة موقفاً أكثر استباقية في مواجهة التحدي في السياسة الخارجية ضد التهديد الإيراني المتزايد، وفقاً لما نشرته الحكومة البريطانية مؤخراً "المراجعة المتكاملة" وهي أكبر مراجعة لسياسة الدفاع والأمن والسياسة الخارجية للمملكة المتحدة منذ الحرب الباردة، أهداف "بريطانيا العالمية" للأمن القومي والسياسة الدولية الشاملة حتى عام 2030. وفقاً لتقرير بعنوان المراجعة المتكاملة للمملكة المتحدة: بريطانيا ستتحدى التهديد الذي يشكله النظام الإيراني فيما وراء الصفقة النووية الصادر في 19 مارس 2021 ـ The Tony Blair Institute for Global Change.

ركزت ردود الفعل المحلية ـ المملكة المتحدة والدولية على الوثيقة المكونة من 114 صفحة بشكل حصري تقريباً على التحول في الهند والمحيط الهادئ في المملكة المتحدة لمعالجة "تأكيد الصين الدولي المتزايد". لكن نظرة فاحصة على التقرير تكشف عن الأولوية التي توليها المملكة المتحدة لتحدي التهديد المتزايد الذي تشكله إيران بعد أكثر من عقد، من أفضل ما يمكن وصفه بالموقف التفاعلي، توفر المراجعة المتكاملة الأساس للمملكة المتحدة لتكون لديها سياسة خارجية أكثر استباقية ضد إيران.

اقرأ المزيد:تايوان الجرح الصيني المفتوح على رأس القضايا في قمة “التنين الأحمر والعم سام”


يتجلّى ذلك في حقيقة أن إيران إلى جانب سوريا، هي الدولة الأكثر تهديداً في الشرق الأوسط وفي جميع أنحاء التقرير، حيث تشهد العسكرة المستمرة لنظام الملالي بناءً على طلب من جيشه الأيديولوجي، الحرس الثوري الإسلامي.

اقرأ المزيد:جواز السفر السوري الذهبي


لذا اتخذت بريطانيا سياسات جديدة، منها حظر بيع تكنولوجيا المراقبة لإيران. وفي هذا السياق سأل اللورد ألتون حكومة المملكة المتحدة عن سبب عدم وجود حظر على بيع تقنيات المراقبة البريطانية الصنع إلى إيران وحثّ حكومة المملكة المتحدة على محاربة انتهاكات حقوق الإنسان من خلال تقييد بيع تكنولوجيا المراقبة لإيران والأنظمة القمعية الأخرى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

النتائج

ـ رغم العقوبات المفروضة على إيران، فإنها ما زالت تعمل بشكل جاد لتعزيز ترسانتها النووية وقوة الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة بالتوازي مع مفاوضات فيينا الجارية حول الملف النووي. يبدو أن إيران تأقلمت مع العقوبات، والدور المشاكس على مستوى إقليمي ودولي، طالما لا توجد هناك سياسات ردع حقيقة للتنمر الإيراني.
ـ أدركت إيران أيضاً أنّ هذا الزمن لم يعد زمن الحروب التقليدية على الأرض، بل هو زمن الحروب الرقمية الإلكترونية، وهذا ما دفعها أيضاً إلى شنّ هجمات باستهداف مراكز البحث والجامعات لسرقة الابتكارات العلمية.
ـ ما تحتاجه بريطانيا، إلى جانب دول أوروبا، هو اتخاذ سياسات أكثر شدة على تصدير وشحن التكنولوجيا المتقدمة ذات الاستخدامات المزدوجة، خاصة عندما تكون خلفها شبكات عمل إيرانية.

ليفانت - جاسم محمد

كاريكاتير

من وحي الساحات في سوريا

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!