الوضع المظلم
الجمعة ٢٦ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • بعد 100 عام على معاهدة لوزان.. التأثير على استقلال كوردستان والحكم الذاتي 

بعد 100 عام على معاهدة لوزان.. التأثير على استقلال كوردستان والحكم الذاتي 
بعد 100 عام على معاهدة لوزان.. التأثير على استقلال كوردستان والحكم الذاتي 

أقام اتحاد الشتات الكردستاني (Kurdish diaspora confederation) نشاطاً استثنائياً ولمدة يومين في 27-28 مايو 2023 في فندق رويال سافوي - مدينة لوزان السويسرية، في ذكرى مرور مئة عام على هذه المعاهدة المشؤومة التي قسمت المناطق الكوردية بين الدول الناشئة حديثاً، حيث حضر أكثر من 300 مشارك من جميع أنحاء العالم، من بينهم العديد من الأكاديميين والنشطاء والخبراء القانونيين بهذا الشأن والعديد من السياسيين والصحفيين الأجانب ورؤساء الأحزاب الكوردستانية من الأجزاء الأربعة.

تم تنفيذ برنامجين في كلا اليومين، حيث تمت مناقشة تأثير الاتفاقية والطرق الممكنة للتعامل مع نتائجها. تعتبر معاهدة  لوزان متابعة لمعاهدة السلام سيفر التي وقعها الصدر الأعظم داماد فريد باشا عام 1920 بعد هزيمة الإمبراطورية العثمانية وحلفائها الألمان. تطلبت معاهدة سيفر للسلام أن يذهب جزء كبير من غرب الأناضول إلى الإغريق وجنوب شرق الأناضول إلى الأرمن والأكراد. وبعدها تم التوقيع على اتفاقية لوزان في 24.05.1923.

ومن الجدير بالذكر أن هذه الاتفاقية كانت بداية النهاية للشعب الكوردي في المنطقة الذي تواجد على أرضه منذ سبع آلاف سنة، حيث تم تقسيمهم وتوزيعهم بين دول المنطقة التي قامت باضطهادهم وقمعهم واتهامهم بالإرهاب كونهم متواجدين في دول ذات سيادة، حيث حرموا من جميع حقوقهم الشرعية والقانونية، حيث تم منع تدخل أي دولة عظمى في شؤون تلك الدول كونهم دولاً مستقلة وبأن أي تدخل سيعتبر تدخل  خارجي.

طبعاً هذه الاتفاقية سارية المفعول ولا يوجد لديها أي توقيت زمني كما ادّعى البعض بأنها تنتهي بعد مئة عام ١٠٠ بعد التوقيع عليها.

والمفارقة أنه رغم الخلافات بين الشعب الكوردي والدول المغتصبة لأرضه فإن الكورد والبعض من الأحزاب السياسية في تركيا ترفض تلك المعاهدة كونها سلبت منهم الكثير من الأراضي التي كانت ملكاً لهم في زمن الإمبراطورية العثمانية.

كما الكورد يرفضون ذلك أيضاً بحجة أنها أطاحت بحلمهم في إقامة دولة كوردستان التي كانوا يأملون أن يساعدهم الحلفاء الأوروبيون في إقامتها ثمناً لمساعدتهم في الحرب ضد تركيا. 

والجدير بالذكر، آراء بعض المحللين الدوليين الذين حضروا المؤتمر، حيث أثار انتباهي منهم البروفيسور التركي المعروف إسماعيل بشكجي بأن الكورد أكثر المجموعات العرقية حرماناً، ومن ثم ما قاله البروفيسور الأميركي ليام أندرسون العالم السياسي في جامعة رايت الحكومية في أوهايو على محاولة تلك الدول على استيعاب الشعب الكوردي والعمل على تغيير عاداتهم وتقاليدهم ولغتهم والقضاء عليها. وقال أيضاً بأن الديمقراطية لم تكن لصالح العرب كونها بدون فائدة ولا مصلحة لهم فيها.

وقال أيضاً بأن استقلال كوردستان سيكون لها تأثير إيجابي على الويلايات المتحدة الأمريكية، عكس ما يعتقد البعض.

وبعدها تحدث السيد ريتشارد ويلدينغ، مصور فوتوغرافي مقيم في لندن، وقال لقد تم تقسيم الكرد بالفعل قبل لوزان، حيث كنا دائماً دمى للإمبرياليين.

اقرأ المزيد: أمطار غزيرة في اليابان وتوجيهات لمئات آلاف السكان لإخلاء منازلهم

عمدة لوزان روجر نوردمان معاهدة لوزان مفارقة بأن هناك الكثير من الأقليات تعيش في سويسرا كان عليهم عدم التوقيع على تلك المعاهدة في سويسرا. ويجب على المغتربين توسيع دائرة العلاقات الدبلوماسية لمواجهة العواقب.

طبعاً كما ذكرت سابقاً بأن المنظمات المدنية الكوردية الموجودة في كافة أنحاء العالم اتفقوا في ذلك التجمع الأول من نوعه أن يكونوا يداً واحدة للتنديد بهذه الاتفاقية التي اعتبروها بأنها مجزرة بحق شعب سلب منه هويته وأرضه وكرامته ولكنه بقي صامداً إلى يومنا هذا. فالوفود التي شاركت في النشاط  تحدثوا وأصرّوا على المضي قدماً للعمل على إلغاء هذه المعاهدة والحديث عن إمكانية إعلان دولة كوردي في المستقبل عبر الطرق القانونية التي يمنحها لهم القانون الدولي عبر منظماتهم الموجودة في دول العالم بعد محاضرات عديدة ألقيت من قبل محللين دوليين من أميريكا وإنكلترا والبعض من حاملي شهادة الدكتوراة في القانون الدول من الكورد وأكدوا بأنهم مستمرون في الدفاع عن حقوق الشعب الكوردي مهما كلف الأمر.

ليفانت - كجال درويش

 

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!