-
تحالف المتطرفين (تركيا - إيران) عبر وكلائهم في اليمن (الإصلاح- أنصار الله)
إعداد وتحرير: مرهف دويدري
من عادة تنظيم الإخوان بشكل عام وحزب الإصلاح اليمني الذي يتبع هذا التنظيم؛ من عادته تبديل التحالفات بحسب الأجندات التي توصله إلى السلطة، أو تلك التي تحقق له أكبر المكاسب في السياسة وعلى الأرض ضمن مفهوم برغماتي اعتادته قيادته منذ التأسيس إلى الآن ضمن (لا عداوات دائمة ولا صداقات دائمة).
فتارة هم ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن الذي يعمل على تقويض انقلاب الحوثيين الذي حوّل اليمن إلى ساحة صراع دام على مدى سنوات عديدة، وفي تارة أخرى تسلّم قوات حزب الإصلاح المناطق التي كان يتمركز ضمنها، إلى جماعة الحوثي دون قتال ويسلّم سلاحه للانقلابيين، الذين باتوا يسيطرون على مساحات واسعة ما جعل الحرب ضد الانقلابيين تعود إلى نقطة البداية فكانت الطعنة التي وجهت للحكومة الشرعية في اليمن.
هذه التبدلات، دائماً هناك من يحرّك خيوطها من الخارج، خاصة إن كان الراعي الرسمي لها هو تنظيم الإخوان المسلمين والذي بات يتمّدد في عدة دول ضمن تحالفات مسمومة من سوريا إلى ليبيا ،مروراً باليمن، حيث باتت تعطي تركيا مقدرة التحكّم بهذه الأذرع الإخوانية، والتي استطاعت أن تجندهم ضد بلدانهم لتمرير مصالحها الشخصية.
- تجمع الإصلاح اليمني.. تحالفات السلطة
سجِل الإخوان المسلمين في اليمن مليء بتحالفات حزب الإصلاح التي لا تثبت على حال، ويتحركون وَفق أجندات خاصة، حتى لو كانت على حساب الوطن اليمني، حيث اجتمع حزب التجمع اليمني للإصلاح مع الحوثيين، في صعدة عام 2014 وهو ما شكَّل صدمة للشارع اليمني، وذلك على اعتبار أن الجماعتَين على طرفَي نقيض من حيث الأيديولوجية الفكرية، سواء أكان من حيث المذهب الديني، أو الخطاب الديني، كون الجماعتين هما من جماعات الإسلام السياسي (الإصلاح يمثل التيار السُّني، والحوثيون يمثلون التيار الشيعي).
وفي سبتمبر 2017، سلّم حزب الإصلاح أسلحته إلى الحوثيين، ما اضطر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى إصدار قرار إقالة محمد علي المقدشي، المنتمي إلى جماعة الإخوان؛ لأنه، آنذاك، كان يتواطأ مع ميليشيا الانقلاب، ويسرِّب لهم معلومات خطيرة بشكل سري، ويرفع إحداثيات لاستهداف الجيش الوطني والمقاومة في مأرب، ويؤخّر الحسم العسكري بفي المحافظة، كما يهرِّب كميات كبيرة من الذخائر والعتاد العسكري إلى صفوفهم.
وثبت بشكل قاطع تهريب السلاح من طرف حزب الإصلاح للحلفاء القدامى/الجدد عندما أعلنت قوات التحالف، في سبتمبر/أيلول 2017، انها ضبطت عدداً من شحنات السلاح المهرّبة، والتي كانت في طريقها من محافظة مأرب إلى الانقلابيين في محافظة صنعاء؛ بدلالة ظهور القيادي الانقلابي، محمد علي الحوثي، وسط صنعاء، على متن مدرعات قدَّمت تعزيزًا لجبهات القتال في محافظة مأرب، التي تُدار من قِبَل قيادات تنتمي إلى حزب الإخوان. هذه المدرعة وأسلحة أخرى رصدتها شبكة (CNN) الأمريكية، في تقرير لها، وحذَّرت من أن أسلحة أمريكية تصل إلى طهران عن طريق الحوثيين. المتطرفين
- تحالفات تركيا وإيران في اليمن
لا يخفى على أحد الدعم اللامحدود الذي تناله جماعة أنصار الله الحوثية من قبل إيران، على اعتبار أن جماعة أنصار الله التي أسسها بدر الدين الحوثي عام 1992 وهي جماعة شيعية ترى في إيران المرجع وترى إيران فيها ذراعاً مهماً يجب تقويته لبث الفوضى في اليمن، وضرب مصالح السعودية التي تعتبرها إيران عدوها الرئيسي في المنطقة ؛هذا الدعم بات يشكل أزمة حقيقية في اليمن منذ تأسيس هذه الجماعة المتطرفة والتي صنّفت كجماعة إرهابية في عدد من الدول العربية والغربية. المتطرفين
خاضت الجماعة المتطرفة منذ تأسيسها عدة حروب ضد رئيس اليمن علي عبد الله صالح، والذي تحالف معها بعد الإطاحة به عبر تسوية القضية اليمنية برعاية سعودية، وتسلّم نائبه عبد ربه منصور هادي الرئاسة بشكل مؤقت للعمل على إجراء انتخابات، إلا أن تحالف أعداء الماضي أجّج الحرب في اليمن بشكل مستعر، وبات الدعم الإيراني يأخذ الشكل العلني من خلال إرسال مقاتلين من حزب الله اللبناني وخبراء من الحرس الثوري الإيراني، بالإضافة إلى أسلحة وصواريخ بالستية وطائرات بدو طيار وتكللت هذه الحرب بالانقلاب على الشرعية اليمنية في عام 2014، وبالتالي سيطرة إيران على صنعاء بشكل مباشر عبر جماعة الحوثي. المتطرفين
وقف آنذاك حزب الإصلاح اليمني الإخواني موقف المراقب لهذه الحرب، ينتظر اللحظة المناسبة للوقوف في طرف المنتصر، خاصة بعد بداية عاصفة الحزم التي بدأها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية في بدايات 2015، عندها فقط أعلنوا دعمهم لعاصفة الحزم وكانوا يتمتعون بنفوذ واسع على اعتبار أنهم موجودن في السلطة منذ التأسيس عام 1990 على يد عبد الله حسين الأحمر الذي كان رئيس البرلمان اليمني على مدى عشرات السنوات.
شعرت تركيا، الداعم الأول لتنظيم الإخوان المسلمين، انها ستفقد نفوذها بشكل كامل في اليمن، خاصة وأن الاتفاق الموقع مع الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح في كانون الثاني 2011 أي قبل اندلاع المظاهرات، حيث تأسّس ما يسمى المجلس التركي اليمني، وكانت أنظار تركيا في ذلك الوقت على مضيق باب المندب الاستراتيجي، وعلى الرغم من عدم تواجد حزب الإصلاح داخل هذا المجلس إلا أن تحالف الحزب الذي كان يرأسه محمد عبد الله اليدومي مع علي محسن الأحمر الذي كان يعتبر الرجل الثاني في اليمن جعل تركيا تطمئن لوجدها داخل اليمن. المتطرفين
بعد الانقلاب الحوثي العام 2014 وجدت تركيا نفسها عاجزةً عن القيام بدور محوري، فتركت قطر تتصدر المشهد، وعملت من خلالها مع علي محسن الأحمر الذي كان حلقة وصل بين قطر وتركيا من ناحية، والجماعات الجهادية في اليمن من ناحية أخرى، من خلال علاقته الوطيدة بهذه الجماعات خلال حكم علي صالح، وهي العلاقة التي كشفت عن نفسها من خلال الوساطات العديدة للأحمر في النزاعات بين الحكومة والجهاديين، ومنها دوره البارز في فك الحصار الشهير الذي فرضه تنظيم القاعدة على اللواء 25 ميكانيكي، بمحافظة أبين، ويتبع الفرقة الأولى مدرع، التي يقودها الأحمر. المتطرفين
- كيف نفّذ حزب الإصلاح الإخواني أجندات الحلفاء في اليمن؟
أعلن الرباعي العربي (السعودية - الإمارات - البحرين - مصر) مقاطعته لإمارة قطر بسبب ما اعتبرته هذه الدول دعماً لجماعات مصنّفة إرهابية في هذه الدول، حيث بدأت تداعيات هذه المقاطعة منذ مارس/آذار 2014 عندما سحبت كل من السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة سفراءها لدى قطر بسبب ما وصفوه بعدم التزام الدوحة بمقررات تمّ التوافق عليها سابقًا بمجلس التعاون الخليجي، يعُتقد أن أبرزها هو الموقف القطري من عزل الرئيس السابق مرسي، بعد أحداث 30 يونيو والذي يطلق عليه الإعلام المحسوب على قطر اسم الإنقلاب في مصر، ودعم دولة قطر لما اعتبروه الفوضى و عدم الاستقرار بالمنطقة وما تراه قطر على أنّه ثورات الربيع العربي، وعلاقات حكومة قطر مع جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والمتطرفة، وفي مايو/أيار 2017 بثت وكالة الأنباء القطرية تصريحات لأمير قطر انتقد فيها ما أسماه «المشاعر المعادية لإيران»، ولكن سارع المسؤولون القطريون إلى إنكار التصريحات، متهمين قراصنة باختراق وكالة الأنباء الرسمية. لكن الانتقادات السعودية والإماراتية تصاعدت بشدّة بعد أن اتصل الشيخ تميم بالرئيس الإيراني حسن روحاني ما اعتبر تحدٍ للمملكة السعودية. المتطرفين
هذه المقاطعة لإمارة قطر الداعم المالي لتنظيم الإخوان المسلمين، ووقوف تركيا بمواجهة الرباعي العربي لدعم قطر في دعمها للجماعات المتطرفة، وتكلل كل هذا في سبتمبر/أيلول 2017، أي بعد ثلاثة أشهر من بداية المقاطعة بتسليم حزب الإصلاح اليمني السلاح والمناطق للحوثيين نكاية بالتحالف العربي الذي يقود المعركة الحاسمة للقضاء على الانقلاب في اليمن، حيث بات واضحاً التحالف التركي - الإيراني في سوريا، سيما من خلال اتفاق خفض التصعيد الذي شاركت فيه كل من تركيا وإيران إلى جانب روسيا، هذا التحالف العلني في سوريا قابله تحالف علني آخر في اليمن لضمان المصالح التركية في هذا البلد الممزق بالحرب والانتهاكات. ليفانت
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!