الوضع المظلم
السبت ٢٣ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تزايد الإشارات المُبشّرة بدنوّ خلاص البشريّة من كورونا

تزايد الإشارات المُبشّرة بدنوّ خلاص البشريّة من كورونا
كورونا

عقب شهور من إجباره للبشر على أسلوب حياتهم اليومي، ودفعه للملايين منهم على التزام منازلهم، وإغلاقه الاتّصال الجوّي والبرّي والبحري بين البلدان، أو تعقيده لها في أقلّ تقدير، يبدو أنّ البشريّة تقترب من القضاء على فيروس كورونا، في ظلّ تواتر المزيد من الإشارات حول ذلك من مختلف أصقاع المعمورة.


فاليوم الأحد، السابع عشر من مايو، وحده، وردت إشارتان تصبّان في هذا المنحى، كانت الأولى من شركة “Sorrento Therapeutics” الأمريكية التي قالت إنّ علماءها تمكّنوا من العثور على جسم مضاد قادر على تثبيط كامل لفيروس كورونا المستجد، وإن ذلك الجسم المضاد قادر على ضمان تثبيط فيروس كورونا بنسبة 100%، لكن مع التنويه من مدير الشركة أنّهم لا يستطيعون بدء إنتاج الدواء في الوقت الحالي (دون توضيح الأسباب). 


 


فيما كانت الإشارة الثانية من الطبيب الفرنسي الشهير، ديدييه راوول، الذي فاجأ العالم بمعلومات جديدة حول فيروس كورونا المستجد، حيث شدّد أنّ وباء كورونا على وشك الانتهاء، مستبعداً فرضيّة ظهور موجات ثانية للوباء الذي راح ضحيته أكثر من 300 ألف شخص حول العالم، على الرغم من تأكيد منظّمة الصحة العالمية، الأربعاء الماضي، أنّ الفيروس المستجدّ قد لا يختفي أبداً.


وأوضح الطبيب الفرنسي في مقطع فيديو نشره على “تويتر” مؤخراً، أنّ الفيروس يتقلّص بشكل ملحوظ عالمياً، مرجّحاً ألا تسجّل إصابات جديدة بشكل كبير، بل انتهاء هذه الأزمة التي خضّت العالم برمّته، مؤكداً وهو الذي يرأس مصلحة الأمراض المعدية في مستشفى مارسیلیا، أنّ المعطيات العلمية كافة تشير إلى أنّ “كوفيد-19” في طريقه إلى الانتهاء، وأنّ بعض الحالات ستظهر بطبيعة الحال هنا وهناك، بيد أنّ العالم لن يشهد بعد اليوم موجات تفشٍّ كالسابق، معتبراً أنّ ديناميكية الجائحة تراجعت بشكل كبير.


أعداد المتعافين والأدوية


ويدعم حديث راوول الأخبار القادمة من مخالف أرجاء الأرض، رغم أنّها قد تختلف بين منطقة وأخرى، لكن البلدان الأشدّ تأثراً يبدو أنّها قد استوعبت الفعل، وانتقلت إلى مرحلة ردّ الفعل، حيث ازدادت أعداد المتعافين من فيروس كورونا حول العالم، ففي الثلاثين من أبريل، وصل عدد المتعافين إلى أكثر من مليون، بينما دوّنت في ذلك التاريخ دولة كـ”كوريا الجنوبية” صفر إصابات للمرة الأولى منذ انطلاق الأزمة.


وقبل الكشف الذي أعلنته شركة “Sorrento Therapeutics” الأمريكية، كان قد قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أنّ سلطات الولايات المتّحدة أقرّت مصادقة رسمية على دواء “رمديسيفير”، الذي تصنعه شركة “جيلياد ساينسز” لعلاج عدوى فيروس كورونا المستجد “COVID-19″، وذلك في الأول من مايو الجاري، حيث صرّح ترامب، أنّ شركة “جيلياد ساينسز” استحوذت منذ قليل مصادقة طارئة من قبل وكالة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية لإنتاج دواء “رمديسيفير”، بعد أن بيّنت دراسات تم إجراؤها في المعهد الوطني للصحة أنّ “رمديسيفير” يستطيع تسريع تعافي المرضى المصابين بعدوى فيروس كورونا المستجد “COVID-19″، فيما اختارت دول أخرى، كاليابان، أدوية محليّة للتعامل مع مرضى الفيروس، ريثما يصل العالم إلى علاج ناجع له.


تخفيف إجراءات الحجر الصحي حول العالم


ومع ارتفاع أعداد المتعافين من كورونا، توجّهت معظم بلدان الاتحاد الأوروبي إلى رفع جزئي للحجر الصحي المتعلق بكورونا، ورغم أنّ ذلك قد كان يعود بنتائج عكسيّة تنشر الفيروس بأعداد أكبر، بيد أنّه ظلّ في الإطار المعقول كما يتوضّح من الأرقام المرصودة بشكل عام في أوروبا، حيث أصدرت عدد من الدول الأوروبية، في بداية مايو، قرارات بتخفيف إجراءات الحظر المفروض على مواطنيها بشكل تدريجي، بعد أن أضحت أكثر جاهزية، حيث بدأت روما بتخفيف عدد من قيود الحظر مع فتح المتاجر والسماح بالزيارات العائلية والتجمع بعدد مُحدد.


وهو ما ذهبت إليه أما إسبانيا، التي بدأت كذلك رفع الحظر تدريجياً عن سكانها، على مراحل محددة ستتواصل، حتى نهاية يونيو المقبل، مع تشديد الحكومة مجدداً على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائيّة كوضع الكمامات والالتزام بمساحة مناسبة بين الأشخاص، والذي سيصبح إلزامياً في وسائل النقل العام. 


 


وبدورها، قالت السلطات الفرنسية، بداية مايو، إنّها رفعت الحجر الصحي عن كافة القادمين من الاتّحاد الأوروبي أو منطقة شينغن أو المملكة المتحدة مهما كانت جنسيتهم، وذكرت وزارة الصحة الفرنسية أنّ تعداد الأشخاص الخاضعين للعلاج في المستشفيات وفي وحدات الرعاية الفائقة في البلاد يواصل التقلّص.


أما الصين، مصدر الوباء عالمياً، فقد أشارت السلطات الصحية فيها، في التاسع من مايو، إلى عدم تسجيل إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد “كوفيد-19” في مقاطعة هوبي، معقل الوباء، وذلك لليوم الـ35 على التوالي، وهو ما دفع السلطات لتقليل مستوى استجابتها الطارئة لفيروس كورونا المستجد من أعلى مستوى الى ثاني أعلى مستوى اعتباراً من الثاني من مايو، فيما كان قد قال التلفزيون الرسمي الصيني، يوم السابع من مايو، أنّ درجة التهديد الوبائي المرتبط بانتشار فيروس كورونا المستجد، أصبحت منخفضة في جميع مناطق الصين، أي لا توجد مناطق خطر عالية أو حتّى متوسطة. 


وعقب أكثر من خمسة شهور من انتشار الفيروس، وعلى الرغم من كونه لا يزال دون علاج حقيقي خاص به، لكن الواضح أنّ البشرية قد كسرت الهالة النفسيّة التي خلقها الانتشار المفاجئ للفيروس، والتي دفعت كثيرين لوضع سيناريوهات أقلّها يفترض فقدان الأمن وانتشار الجريمة لو واصل الفيروس الانتشار دون هوادة كما فعل بداية.


ليبقى السؤال المتبادر إلى أذهان الكثيرين، عن التوقيت الذي سيتاح فيها للبشر الانتقال بحُريتهم بين البلدان، خاصة مع وجود الملايين منهم ممن حوصروا في أماكن إقامتهم التي قصدوها إن بداعي الزيارة أو العمل، وهي إجابة مرهونة بفتح مختلف البلاد أبوابها، مع الأخذ بعين الاعتبار في طبيعة الحال إجراءات السلامة والوقاية. 


ليفانت-خاص


إعداد وتحرير: أحمد قطمة

كاريكاتير

قطر تغلق مكاتب حماس

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!