الوضع المظلم
السبت ٢٠ / أبريل / ٢٠٢٤
Logo
  • تصريحات أمريكية من البحرين لطمأنه الحلفاء.. ماذا تحمل واشنطن للمنطقة؟

  • مؤتمر الحوار في المنامة.. نظام دفاعي متكامل في الشرق الأوسط
تصريحات أمريكية من البحرين لطمأنه الحلفاء.. ماذا تحمل واشنطن للمنطقة؟
واشنطن والعودة إلى الشرق الأوسط/ ليفانت نيوز

تحليل إخباري

قال منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بريت ماكغورك، في مؤتمر "حوار المنامة" السنوي بالبحرين، أن بلاده "تركّز على ردع التهديدات الوشيكة في المنطقة الاستراتيجية (الشرق الأوسط) الغنية بموارد الطاقة".

وأضاف ماكغورك، أن بلاده تعمل على بناء بنية تحتية "متكاملة" للدفاع الجوي والبحري بالشرق الأوسط، في وقت تتصاعد فيه التوترات مع إيران المتّهمة بـ "شن هجمات" ضد سفن في مياه الخليج.

وتابع: "الشراكات هي المبدأ الأول لسياسة الولايات المتحدة في المنطقة، نعمل على تطوير أخرى جديدة، وبناء تحالفات لمواجهة التحديات مثل إيران وأمن الغذاء والطاقة وتغير المناخ".

نظام دفاعي متكامل

في حديثه بمؤتمر الحوار في العاصمة البحرينية، لفت منسق مجلس الأمن القومي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى أن  "الولايات المتحدة تعمل في الفترة الحالية بنشاط على بناء بنية دفاعية جوية وبحرية متكاملة في هذه المنطقة"، مضيفاً أنه "يتم الآن تنفيذ شيء تحدثنا عنه منذ فترة طويلة، من خلال الشراكات المبتكرة والتقنيات الجديدة".

فيما نوّه ماكغورك إلى أنّ القوات الأميركية "كشفت وردعت تهديدات وشيكة من جانب إيران"، مستنداً على تقارير سابقة عن عزم طهران شن هجوم على المملكة العربية السعودية.

وأكد أن "إيران كانت تستعد لشن هجوم على السعودية. من المرجح أن هذا الهجوم لم يحدث بسبب التعاون الأمني الوثيق بين السعودية والولايات المتحدة، وهو أمر متواصل".

عين واشنطن على الطاقة

أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال مايكل كوريلا، أمس السبت، من المنامة، أنّ "قوة بحرية بقيادة الولايات المتحدة ستنشر أكثر من 100 سفينة مسيّرة عن بعد في مياه الخليج بحلول العام المقبل لدرء التهديدات البحرية."

وفي اللقاء ذاته، وصف مستشار الأمن القومي الإسرائيلي إيال حولاتا إيران بأنها "التهديد الأمني الأبرز لإسرائيل".

وأضاف حولاتا: "كفى محادثات عقيمة في فيينا. حتى الشعب الإيراني يقول كفى، فيما يشرع النظام في حملة قمع وحشية ضد شعبه"، في إشارة إلى الاحتجاجات المستمرة منذ سبتمبر الماضي في أعقاب وفاة الشابة مهسا أميني.

وتأتي كل تلك التصريحات في أعقاب هجوم بطائرة مسيرة قبالة ساحل عمان هذا الأسبوع، أدى لإصابة ناقلة نفط تديرها شركة مملوكة لرجل أعمال إسرائيلي، كانت إسرائيل والولايات المتحدة، قد حمّلت إيران مسؤولية هذا التطاول.

كما أن هذه الحاثة تعد الهجوم الأحدث في سلسلة اضطرابات في مياه الخليج التي تعد طريقاً رئيساً لإمدادات الطاقة العالمية.

هل تتخلى أمريكا عن المنطقة؟

تشير قراءات سياسية عديدة إلى أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط لم يعد ذا فائدة مرجوة تنعكس على مصالح واشنطن بهذه المنطقة المشتعلة من العالم، وأن التمركز الأمريكي فيها يعزز من نشوء تكتلات مذهبية تختلف فيما بينها إلا انها تتفق في عداءها للأمريكيين.

اقرأ المزيد: بايدن حول الشرق الأوسط: سنوفر الدعم لحلفائنا بمُواجهة الإرهاب

ولسوء الطالع، جميع هذه التحليلات تصمد أمام الواقع الذي يقول إن الولايات المتحدة من خلال إداراتها المتعاقبة، وعلى الأقل في العقدين الأخيرين لم تصنع سلاماً وتعيد الاستقرار إلى المنطقة الشرق أوسطية، بل سادت الفوضى في العراق ما بعد غزوه وإسقاط نظام صدام حسين عام 2003، وصار هذا البلد العريق مصنعاً للقوى الجهادية العابرة للحدود ومن كلا الطائفتين المذهبيتين.

علاوة على ذلك؛ لم توفر القواعد الأمريكية المنتشرة في المنطقة الحماية لحلفائها في الخليج العربي من التطاول الإيراني وتدخل الحرس الثوري في سوريا ولبنان واليمن وتغذية المذهبية في الدول آنفة الذكر، والتي باتت في مؤخرة اللوائح التي تخص حقوق الإنسان والتنمية والأمان، بينما تصدرت قوائم الفقر وأعداد اللاجئين والنازحين ومبتوري الأطراف.

ومع ذلك، كتاب الرأي ومراكز الدراسات والأبحاث في الولايات المتحدة، محقون في استنتاجهم، أن الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط تكلفته كبيرة مقارنة بالفوائد والمصالح، لا سيما بعد امتلاك أمريكا للنفط الصخري(الأحفوري)، وتصديرها الفائض منه إلى الدول الأوروبية.

 وهكذا تشير الدلائل إن مصالح أمريكا في المنطقة بدأت تضييق، خصوصاً، بعد ضمان أمن إسرائيل بامتلاكها مئتي رأس نووي وغواصات الدولفين ذات الردع النووي. لأن الافتراضات التاريخية التي كان يتحدث بها جمهور المنطقة أصبحت من الماضي، باستثناء بعض المزاودين الشعارتيين.

توافق الحزبين على الانسحاب

الانسحاب الأمريكي من المنطقة، الذي وعد به الرئيس باراك أوباما ومن بعده دونالد ترامب، لم يعُد مجرد كلمات وتصريحات ذات ابعاد انتخابية، بل نتيجة حتمية للانسحابات التدريجية التي حدثت قبل أشهر من العراق وأفغانستان، وإغلاق قاعدة السيلية الرئيسية بالإضافة إلى معسكرها الجنوبي، ومستودع الذخيرة والأسلحة "فالكون" في قطر.

ما يمكن فهمه من كل التحركات الأمريكية في المنطقة، هو "إعادة تموضع" وليس انسحاباً كاملاً، ولا سيما مع تجهيز قاعدة الأزرق الأردنية ونقل الجنود الأمريكيين مع سلاحهم من قطر باتجاه المملكة الأردنية، بعد تأدية قاعدة السيلية دورها التي أُنشئت من أجله قبل عامين من غزو العراق، وكذلك نقل بعض القواعد الصغيرة من السعودية والإمارات والكويت إلى الأردن، والتي كانت تستخدم لغرض تنفيذ عمليات داخل أفغانستان.

اقرأ أيضاً: مسؤول أمريكي: لا انسحاب من العراق حالياً

وبناءً على ما سبق، يتضح أن الجانبين الأمريكي والأردني يتجهان نحو تفعيل الاتفاقية الموقعة بينهما في فبراير/ شباط الماضي ولمدة 15 عاماً، شاملة 12 قاعدة جوية وبحرية و4 قواعد تدريبية، يحق للطرفين استخدامها بشكل مشترك. وبذلك تصبح القاعدة الصحراوية التي تبعد مئتي كيلو متر عن الحدود العراقية، الأكبر بين القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، وبمدرج يستوعب طائرات عملاقة c17 والطائرات الحربية f15 وf16وf35. عندئذ يصبح عدد الجنود الأمريكيين في القواعد الأردنية قرابة 6000 جندي ومن المتوقع زيادة العدد قريباً.

إيران في قلب العاصفة

كل هذه التحركات الأمريكية الصامتة توحي بمحاولة إضعافها لأوراق إيران التفاوضية في المباحثات التي تجري بينهما منذ أبريل 2020 بالعاصمة النمساوية فيينا، وإجبار الأخيرة على توقيع اتفاق جديد مختلف عن اتفاقية عام 2015 إبان حكم أوباما.

لا شك أن تداعيات غياب الولايات المتحدة عن المنطقة لن يكون محموداً لدى المجتمع الدولي، لأن الدول المتنافسة ستخوض غمار سباق تسلح نووي، ومن الطبيعي في هذا السياق أن تكون الغلبة لصالح إسرائيل وإيران بعد أن قطعتي شوطاً في هذا المجال، واستعداد السعودية وتركيا للأمر نفسه. إلا أن العقد المنصرم رجح دور الطائرات المسيرة (درونز) في حسم بعض معارك المنطقة، كان آخرها حرب السفن في خليج عمان وباب المندب.

ليفانت – تحليل إخباري

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!