-
تقرير يكشف انتهاكات خطيرة ضد الأطفال أثناء الصراعات في سوريا
أفاد تقرير أممي بارتكاب انتهاكات جسيمة ضدّ الأطفال، تضرر منهم ما لا يقل عن 4474 طفلاً، فضلاً عن شدة الانتهاكات التي تعرضوا لها خلال 1 تموز/ يوليو 2018، إلى 30 حزيران/ يونيو 2020، وتحققت الأمم المتحدة من حدوث أكثر من 32 طرفاً من أطراف النزاع في سوريا، بما في ذلك جماعات صنفها مجلس الأمن بأنّها جماعات إرهابيّة.
الأطفال والصراع المسلّح
وبحسب تقرير الأمين العام عن الأطفال والصراع المسلح، فقد أسهمت الأزمات في سوريا إلى حدوث زيادات خطيرة في الانتهاكات الجسيمة ضدّ الأطفال، والتي تم التحقق منها.
ويوضح التقرير بالتفصيل مستويات لا توصف من العنف يواجهها الأطفال، بما يظهر تجاهلاً تاماً من قبل أطراف الصراع في كثير من حالات النزاع لأي تدابير يمكن أن تسهم في حماية الفئات الأكثر ضعفاً من تأثير الحرب.
وأدت القيود المتعلقة بفيروس كورونا، منذ مارس 2020، إلى تفاقم التحديات القائمة- وإن المعلومات الوادرة في هذا التقرير لا تمثل النطاق الكامل للانتهاكات الخطيرة التي ارتكبت في سوريا- مما زاد الأمر سواء، بالإضافة إلى مواصلة النزال وتدهور الوضع الاقتصادي.
وذكر تقرير مجلس الأمن استمرار تجنيد الأطفال من قبل أطراف وجماعات مسلّحة وميليشيات موالية للحكومة والقوات المُسلحة السوريّة، إضافة إلى هيئة تحرير الشام وقوات سوريا الديمقراطيّة (قسد)، ومجموعات مختلفة منضوية تحت مظلة الجيش الوطني السوري وجهات إسلاميّة متطرّفة وغيرها.
الأطفال وحرمان الحرية
كما أنّ مئات الأطفال حُرِموا من الحريّة "بسبب ارتباطهم المزعوم بالجماعات المُسلحة"، إضافة إلى مقتل وإصابة آلاف الأطفال خلال المعارك، أو خلال القصف المتبادل والغارات الجويّة التي تقوم بها القوات الحكوميّة، أو بسبب مخلفات الحرب المتفجرة على امتداد الجغرافيا السوريّة.
ويسلط التقرير الضوء على حالات الاغتصاب وغيرها من أشكال العنف الجنسي ضد الأطفال، وكشف التقرير عشرات حالات الاغتصاب من أشكال العنف الجنسي ضد الأطفال، فضلاً عن الحوادث المُرتكبة ضدّ الأطفال والمنسوبة إلى الأطراف المتحاربة، أقل من مستواها الفعلي.
وذكر التقرير حالات الاختطاف والهجمات على المدارس والمستشفيات التي كان ضحيتها الأطفال. وأوضح التقرير أنه بعد إعلان قوات سوريا الديمقراطية السيطرة على "الباغوز"، وذلك بمساندة التحالف الدولي، ضد تنظيم داعش، فرت آلاف النساء والأطفال من المنطقة، وجرى نقلهم إلى مخيم "الهول" في محافظة الحسكة.
وفي آب/ أغسطس 2019، بعد إعلان تركيا منطقة آمنة، بعمق 30 كم، على طول الحدود السورية التركية، بدأت القوات الأمريكية سحب قواتها من سوريا.
وكشف التقرير، أنّ ما لا يقل عن 29 ألفاً و375 طفلاً قد قُتلوا في سوريا، منذ آذار/ مارس 2011، (تاريخ بدء الثورة السوريّة)، بينهم 179 بسبب التعذيب، و4261 ممن اختفوا قسرياً، إضافة إلى مئات الأطفال المُجندين في الفصائل العسكريّة المتقاتلة ومئات الآلاف من المُشردين.
ويضيف التقرير أنّ "هيئة تحرير الشام"، جبهة النصرة سابقاً، تعتبر من أكثر المجموعات التي جندت الأطفال، حيث تم التحقق من 36 في المئة من الحالات. ونسب أيضاً لقيام تنظيم داعش وقوات سوريا الديمقراطية، وما لا يقلّ عن 12 فصيلاً من الجماعات المسلحة المعارضة، بتجنيد الأطفال وضمهم لصفوفها.
وأكد التقرير أنّه تم التحقق من 23 حالة تجنيد واستخدام للأطفال قامت بها قوات النظام السوري، و13 من الميليشيات الموالية لها.
وسلّط التقرير الضوء على 256 طفلاً و256 طفلة، قد حرموا من الحرية، في ما لا يقل عن سبعة مرافق معروفة، بسبب ارتباطهم المزعوم بأطراف متعارضة في النزاع.
أطفال سوريا والغموض حول المستقبل
في تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، في آذار/ مارس الماضي، أنّ هناك طفلاً واحداً يُقتَل أو يُصَاب كل ثماني ساعات في سوريا، واستمر ذلك على مدار السنوات العشر الأخيرة، أي أنّ حوالي 12 ألف طفل قُتلوا أو أصيبوا في سوريا من العام 2011 حتى اليوم.
ومع تفشي فيروس كورونا في البلاد، نتيجة التدهور الاقتصادي، أجبر العديد من الأطفال لترك الدراسة والخروج إلى العمل، بعضهم لا تتجاوز أعمارهم سبع سنوات.
اقرأ أيضاً: بعد اقتحام “الفيلق الرابع”.. النظام السوري يضع وزير الدفاع تحت الإقامة الجبرية
كما أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة في سوريا يعانون من التقزّم نتيجة سوء التغذية المُزمن، وفق التقرير ذاته.
وبدروها ذكر تقرير منظمة هيومان رايتس ووتش، نشر أيضاً في آذار/ مارس الماضي، أن هناك أكثر من 2.5 مليون طفل سوري قد سجلوا لاجئين في دول الجوار، ونحو 900 ألف منهم لا يحصلون على تعليم رسمي.
وكشف التقرير عن أوضاع الأطفال في داخل سوريا، حيث تعرّض 2.6 مليون طفل للتهجير القسري، وهناك حوالي مليوني طفل خارج المدارس. علماً أن كلّ ثلاث من أصل عشر مدارس في سوريا مدمّرة أو غير صالحة للاستخدام.
اقرأ المزيد: السويداء: دبكات و”سحجات” انتخابية يقابلها تشويه لصور الرئيس
وفي تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف، عام 2019، والذي كشف مجموعة من "الحقائق"، أبرزها أنّ 40% من البنية التحتيّة للمدارس قد تعرّضت للضرّر أو الدمار، وأنّ أكثر من ثلث الأطفال السوريين خارج المدرسة، وأنّ كلّ واحد من ثمانيّة أطفال بحاجة إلى دعم نفسي أو اجتماعي لتحقيق التعلّم الفعّال، وقد تكون الأرقام قد ازدادت على اعتبار أنه مضى عامان من نشر تلك الحقائق.
ليفانت - وكالات
العلامات
قد تحب أيضا
كاريكاتير
من وحي الساحات في سوريا
- December 19, 2024
من وحي الساحات في سوريا
ليفانت-خاص
تقارير وتحقيقات
الصحة|المجتمع
منشورات شائعة
النشرة الإخبارية
اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!