الوضع المظلم
الجمعة ٠٨ / نوفمبر / ٢٠٢٤
Logo
  • تكريم الشاعر السوري أدونيس في أزمير التركية يثير الانتقادات

تكريم الشاعر السوري أدونيس في أزمير التركية يثير الانتقادات
تكريم الشاعر السوري أدونيس في أزمير التركية يثير الانتقادات

منحت بلدية ولاية أزمير التركية الشاعر والمفكّر السوري علي أحمد سعيد (أدونيس)، جائزة "هوميروس"، الأمر الذي أثار استهجان البعض حول استضافة تركيا لشاعر يُتهم بأنه من الدائرة المقربة للنظام.

لم يفصح أدونيس بشكل واضح عن موالاته لنظام دمشق، لكنّه هاجم أسلمة الثورة وأعلن احتجاجه على انطلاقها من الجوامع، كما انتقد المعارضة لمطالبتها بتغيير الشخص دون المطالبة بتغيير منظومة كاملة قائمة على الدين، كما احتج على عدم رفع المتظاهرين السلميين شعارات "فصل الدين عن الدولة".

واعتبر أدونيس أن استبدال نظام ديكتاتوري بنظام "ثيوقراطي"، أو "ديني شمولي" يعقد المشكلة  ولا يحلّها.

ويُؤخذ على الشاعر مصافحته الحميمة  لسفير النظام في لبنان علي عبد الكريم، خلال العام 2019، وظهر في الصورة وهو يتبادل معه القبلات خلال حفل تكريمي أقيم له في العاصمة بيروت.

لم يشفع لأدونيس تاريخه النضالي في الخمسينات حيث سجن لانتماءه للحزب القومي السوري الذي عارض الاستعمار الأوروبي.

دعا أدونيس، إلى مقاربة علمانية وقومية (وليس عربية بحتة) تجاه تحويل سوريا الكبرى إلى مجتمع تقدمي يحكمه الإجماع ويوفر حقوقاً متساوية للجميع، بغض النظر عن العرق أو الطائفة.

على الرغْم من ذلك، يُتهم أدونيس بالطائفيّة، والانتهازية، وتأييد نظام الأسد في حربه ضد السوريين، والسعي وراء نيل الجوائز والتكريمات، بالإضافة أيضاً إلى تهم "الانتحال" و"السرقات" الأدبيّة.

مهرجان هوميروس

استضاف "مهرجان هوميروس للفنون الأدبية" خلال فعاليات الدورة الأولى، التي انطلقت مساء الجمعة 4 يونيو الحالي في أزمير، الشاعر السوري "أدونيس" إلى جانب ثلاثة أسماء لكتاب وأدباء أتراك سيتم منحهم الجائزة.

والكتاب هم: الكاتب والشاعر أوزدمير أونجه، والكاتب والشاعر يشار أكسوي، بالإضافة إلى الصحفي التركي ميردان ينارداغ، وذلك بحسب ما ورد في برنامج المهرجان.

وأقيم المهرجان في منطقة "بايركلي" بإزمير، واستمرت فعالياته على مدى 3 أيام، وهو برعاية بلدية الولاية.

اقرأ أيضاً: أدونيس حاصل قسمة السوريين

وألقى كلّ من رئيس بلدية أزمير "تونك سوير"، ورئيس بلدية بايركلي "سردار سندل"، كلمتي الافتتاح، ليتبعهما "أدونيس" بكلمته التي أشرف على ترجمتها إلى التركية الأكاديمي وأستاذ اللغة العربية وآدابها، محمد حقّي سوتشين.

وفي كلمته، شنّ أدونيس هجوماً شرساً على الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأميركية، متهماً إياها بأنها تمارس حروباً "دينية" مدمّرة في مختلف مناطق العالم.

حروب دينية 

وذكر أدونيس في كلمته أن الثقافة اليوم، وخاصةً في العالم الإسلامي، "تكاد أن تنقسم إلى شطرين: فضاء الدين وفضاء الشعر".

وتابع بالقول: "لا نرى في فضاء الدين الأميركي والأوروبي إلا العنف والحروب، تدميراً وإبادة مختلفة وعلى جميع الصعد، وبتمجيد واحتفاء مختلف أشكال الإعلام".

واعتبر أدونيس أن اللغة المشتركة بين أهل الشعر وأهل الدين، "لغة حقيرة أصبحت أداة للصمت والتزوير والمحو، وتحولت إلى مستنقع للأجوبة الجاهزة، حيث تصبح الحقيقة كذباً والإنسان وهماً".

اقرأ أيضاً: قتل شاب سوري عشريني في إسطنبول التركية فجر اليوم

ولفت الشاعر السوري إلى أن العالم الذي نعيش فيه اليوم هو عالم حربٍ “باطنية” دينية، بحسب تعبيره.

وختم كلمته بتوجيه الشكر للجهة الراعية لـ "الجائزة"، وللحاضرين، ولـ إزمير التي وصفها بـ "المدينة الشاعرة".

انتقادات ومآخذ

أثارت كلمته انتقادات، حول عدم توجيه "الشكر لتركيا"، حاضنة فعالية الجائزة، وللمجتمع التركي الذي يحتضن نحو 4 ملايين سوريّ هجّرته الحرب، ما أثار استهجان بعض الكتّاب والأدباء الذين غرّدوا منتقدين كلمة "الشاعر السوري المكرّم".

وكتب الروائي والإعلامي السوري إبراهيم الجبين باللغة التركية في تغريدة  عبر حسابه على تويتر، وصف فيها كلمة أدونيس التي ألقاها في أزمير بأنها "متخمة بالدجل".

وقال الجبين في تغريدته: "من الطبيعي أن لا يشكر (علي) أدونيس شعب تركيا على استضافة أربعة ملايين لاجئ. فهؤلاء الملايين بالنسبة إليه هم الأعداء ويغيظه إنقاذهم، وكان يفضل لو تمّت إبادتهم على يد بشار الأسد مجرم الحرب، وهو (أدونيس) الذي يحتضن سفراء الأسد ويعانقهم في رحلاته" وفق ما جاء في التغريدة.

كما انتقد البعض تركيا لاستضافتها ما اعتبروه شاعراً مقرباً من النظام وهي التي قطعت علاقتها بدمشق منذ عام 2012. 

خاصة وأن لتركيا سوابق في استقبال "مقرّبين" من النظام السوري وموالين له، على شاكلة "علي الديك"، الذي أقام حفلاً في آب خلال العام الماضي حفلًا في مدينة سامنداغ التركية، وهتف بشعارات تشيد برئيس النظام السوري، بشار الأسد، من خلال المقاطع التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي للحفل.

الأمر الذي دفع بمحللين لاعتبار أن تركيا في طريقها إلى التطبيع مع النظام، لاسيما وأنّ وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، ردّ على سؤال حول ما إذا كانت أنقرة تجري مباحثات مباشرة أو غير مباشرة مع دمشق قائلا: "قمنا وسنقوم بما يلزم إن كان بشكل سري أو علني من أجل أمن بلدنا، وسنقوم بما تتطلبه ردود فعل الدولة مثلما فعلنا مع السعودية والإمارات".

ليفانت نيوز_ خاص

كاريكاتير

النشرة الإخبارية

اشترك في قائمتنا البريدية للحصول على التحديثات الجديدة!